تمكن أعوان الامن الوطني برادس مؤخرا من إلقاء القبض على أربعة شبان بصدد املاء اجابات في مادة الجغرافيا على أحد الممتحنين من شعبة الاقتصاد والتصرف. تفيد معطيات القضية حسب ما جاء بمحاضر البحث الأولي من طرف أعوان مركز الامن الوطني برادس وذلك بعد عهدة من النيابة العمومية انه وبتاريخ 15 جوان الجاري تمكن الاعوان من إلقاء القبض على المظنون فيهم أمام مقر المعهد الثانوي «ابن خلدون» برادس، داخل سيارة بصدد التنسيق مع تلميذ داخل المعهد لمساعدته على اجتياز مادة الجغرافيا.
وباستنطاق المتهم الاول وهو من مواليد 1991 وطالب بالمدرسة العليا للعلوم الاقتصادية والتجارة بتونس اعترف بتحوّله الى جهة رادس باعتباره مقيما بجهة المروج باقتراح من أصدقائه. في الأثناء كان احدهم بصدد تلقي مكالمات هاتفية ثم طلب منه تحرير موضوع حول التنمية بالساحل الافريقي وهو موضوع امتحان الباكالوريا اقتصاد وتصرف فاستجاب للأمر لكن سرعان ما تم إلقاء القبض عليه واعترف بنيّته إملاء الاجابة على الممتحن.
واعترف المتهم الثاني وهو من مواليد 1990 طالب بمعهد الصحة بدوره بما أقدم على فعله موضحا انه اتفق يوم الواقعة مع التلميذ الممتحن على مساعدته في اجتياز الامتحان المذكور وحوالي الساعة التاسعة وعشرين دقيقة غادر أحد التلاميذ المعهد ومكّنه من ورقة الامتحان التي مررها بدوره الى مرافقه وشرع في تحرير المقدّمة الى أن ألقي عليه القبض.
ومن جانبه اعترف المتهم الثالث وهو من مواليد 1992 ومتربص بالتكوين المهني بتواجده امام المعهد رفقة صديقه لكن صدفة التقا بالمتهمين الاولين وتجاذبا معا أطراف الحديث وطلبا منه المكوث معهما داخل السيارة ثم تولى أحدهما اجراء مكالمة هاتفية من هاتف مرافقه الجوال وتولى الاملاء على الممتحنين. وتمسّك المتهم الرابع (من مواليد 1993) بنفس التصريحات لكنه نفى أن يكون على علم مسبق بالعملية وأكد ان المتهم الاول تكفل بالاجابة عن أسئلة الامتحان في مسودة في حين كان المتهم الثاني يملي الاجابات على الممتحنين.
ومن جانبه اعترف التلميذ الممتحن وهو من مواليد 1991 بالاتفاق المسبق مع احد المتهمين على إعانته في اجتياز مادة الجغرافيا وذلك بواسطة الهاتف الجوال وقد مكّنه يوم الامتحان من الأسئلة ثم شرع في تلقي الاجابات لكن لم يمض بعض الوقت حتى انقطع الاتصال به الى غاية اعلامه بعملية الغش التي ارتكبها وطلب العفو والصفح. وللإشارة فقد ثبت تسرّب مادة العربية بالنسبة الى شعبة الآداب مما ألزم وزارة التربية تأجيل جميع الامتحانات المبرمجة ليومي 12 و13 جوان الجاري بالنسبة لجميع الشعب وذلك تفاديا لأي شك حول الامتحانات. مما أثار الاستياء بين صفوف التلاميذ والأولياء معا وطالبوا بمحاسبة كل من يثبت تورطه.
لكن في هذه القضية لم يقع تسريب الامتحان عبر شبكة التواصل الاجتماعي ال «فايس بوك» بل عبر الهاتف الجوّال وفي اليوم الاول من اسئتناف امتحان الباكالوريا.