عاش أهالي حامة الجريد خلال الليلة الفاصلة بين يوم الأمس وأول أمس ليلة مرعبة أثناء توغل قوات أمنية داخل الأحياء لملاحقة شبان محتجين على قرار إصدار الدائرة الجناحية لبطاقات إيداع في حق عشرة موقوفين من بين خمسة عشر شخص تم ايقافهم يوم الاثنين 18 جوان 2012 والذي نفذ فيه متساكنو حامة الجريد اضرابا عاما وأغلق شباب المنطقة الطريق الوطنية رقم 3 للمطالبة بإعادة ضخ مياه الشرب للمنازل وفتح الحمامات المعدنية واصلاح آبار ري الواحة وحقهم في التنمية. خلال تلك الليلة لاحقت القوات الأمنية والتي تم تعزيزها بأعوان ومدرعات الشباب المحتج في عمق أحياء التجمعات السكنية وألقيت القنابل المسيلة للدموع بصفة عشوائية فتساقطت في المنازل وأدت إلى اختناق عديد النساء والمسنين والأطفال وتعرض عدد من المتساكنين إلى الضرب وجرح بعضهم .
أحد الجرحى وهو السيد ابراهيم صحراوي يتلقى العلاج إلى الآن في قسم الجراحة بالمستشفى الجهوي بتوزر بعد تعرضه للضرب المبرح والذي احتج على أعوان ألقوا قنبلة مسيلة للدمع بمنزله فاختنق ابنه الرضيع كما تم سعاف بعض الجرحى بمركز رعاية الصحة الأساسية بحامة الجريد وصرح لنا بعض المتساكنين أن قوات الأمن اقتحمت منازلهم أثناء مطاردتهم لمحتجين .
وفي صبيحة يوم الأمس وتنديدا بالتدخل الأمني في الأحياء ومطالبة بإطلاق سراح الموقوفين نفذ آلاف الأهالي نساء ورجالا وقفة احتجاجية أمام قصر البلدية تغير مسارها إلى مسيرة سلمية جابت شوارع المدينة وتوقفت أمام مركز الحرس الوطني ثم تفرق المحتجون بهدوء وبالتوازي مع ذلك استقبل والي الجهة وفدا من المتساكنين تدارس معهم مشاغلهم وحالة الاحتقان ومطلب اطلاق سراح الموقوفين .