ماجدة الرومي في مهرجان صفاقس الدولي سهرة ليست كالسهرات o الشروق مكتب صفاقس على ركح سيدي منصور المطل مباشرة على ضفاف البحر، حملت المطربة ماجدة الرومي جمهوها بمهرجان صفاقس الدولي الى شاطىء الطرب الأصيل فشقت بهم أمواج الرداءة السائدة بأمان، وأرست بهم في جزيرة فيها كلمات ليست كالكلمات وألحان ليست كالألحان.... الجمهور الغفير الذي توافد على الفضاء وواكب ترنيمات »عليسة القرن« في تنظيم محكم قضى ساعتين من الخشوع في محراب الفن في سهرة لن تمحي من ذاكرته... ببدلة بيضاء وسوداء زادتها بهاء وحسنا اعتلت الركح، وبصوت رقراق ينساب كمياه الجداول غنت وأطربت، وبرقصات ملائكية تحركت بكل دقة على الركح... وأمام هذه اللوحات الإبداعية المتكاملة والمتناغمة صفق الجمهور طويلا وصاح في تناغم أكبر »برافو برافو«.... »برافو« فهمت ماجدة الرومي معناها، فزادها المعنى ابداعا وتألقا ورصانة على ركح بدا جذابا ومزركشا وكأنه استعد خصيصا لفنانة كبيرة قدمت من لبنان تحمل معها غصن زيتون وتاريخا يربط بين بلدها وبلدنا، العلاقة ولئن نسجتها قديما عليسة، فلقد جددتها وأحيتها حديثا ماجدة الرومي. ماجدة، أعادت مجد تألقها مع جمهور مهرجان صفاقس فاستقبلته قائلة »أنا مشتاقة إليكم... وسأكتفي بالقول أنا أحبكم كثيرا كثيرا«... بعدها وعلى امتداد ساعتين وأمام فرقة ضخمة وجمهور غفير متعطش للفن الأصيل، غنت ماجدة أحلى أغانيها فصالت وجالت بتواضع المبدعين بين »خذني حبيبي« و»كلمات ليست كالكلمات« و»طوق الياسمين« و»عالسلامة« وختمتها بالصبايا التونسيات اللاتي وصفتهن بالفنار و»الشمعة الضواية« بصوت ملائكي أضاء فضاء مهرجان صفاقس الدولي بقامة فنية ووردة إبداعية لا تذبل.... ماجدة الرومي تمكنت من »مس« الجمهور بعصا سحرية، فهذا الجمهور الذي كان بالأمس يصفق ويصيح و»يصفر« ويرقص مع ايهاب توفيق وحكيم وشيرين في نفس الفضاء تحول ليلة أول أمس الى جمهور »سميع« كما يقول الأشقاء المصريون. فالحضور بدا وكأنه يواكب عرضا مسرحيا ذهنيا يستوجب حتما الصمت، فلقد تمكنت ماجدة من جعل الجمهور يحبس أنفاسه ليستمع الى جملة موسيقية صافية وكلمات رقيقة تخرج من حنجرة رقراقة متطهرة بمياه الإبداع والإيمان بأن الفن رسالة في الذوق كذلك....