أكد رئيس الجمهورية المؤقت القائد الاعلى للقوات المسلحة محمد المنصف المرزوقي أن «الجيش الوطني ضرب موعدا مع التاريخ من خلال مساهمته في حماية الثورة وأثبت ولا يزال أن المؤسسة العسكرية التونسية هي من خيرة ما أنتجه الفكر العسكري وأنها مؤسسة في خدمة الوطن والمواطن» حسب تعبيره. وأضاف رئيس الجمهورية لدى اشرافه عشية امس بالاكاديمية العسكرية بفندق الجديد على موكب للاحتفال بالذكرى السادسة والخمسين لانبعاث الجيش الوطني أن انتشار الوحدات العسكرية خارج ثكناتها منذ أكثر من سنة ونصف لم تزد الشعب التونسي «إلاّ ثقة وفخرا بجيشه الوطني الأبي» الذى قال انه «ساهم في استتباب الامن وتأمين المسار الديمقراطي دفاعا عن مكاسب البلاد».
وأضاف المرزوقي الذى كان مرفوقا بكل من رئيس الحكومة الموقتة حمادى الجبالي ورئيس المجلس الوطني التاسيسي مصطفى بن جعفر قائلا «ثقة منا في الوضع العام للبلاد سنعمل على رفع حالة الطوارئ قريبا مما سيخفف العبء الثقيل الذى القي على عاتقكم» حسب تعبيره.
وأكد لدى القائه الامر اليومي أنه لتوفير الشروط الدنيا لقيام الموسسة العسكرية بوظيفتها «سنطلب من المجلس الوطني التاسيسي في اطار الميزانية المقبلة تمكين الجيش من الموراد الضرورية لتحسين الاوضاع المادية للضباط وضباط الصف والجنود والرفع من جاهزيته القتالية خاصة في الظروف الصعبة».
وأشار رئيس الجمهورية من جهة أخرى الى تصاعد بعض الاصوات التي وصفها ب«المارقة عن الدولة» في الفترة الاخيرة والتي تدعو «حامي الشرعية للانقلاب على الشرعية وطعن الثورة» حسب تعبيره موكدا أن هذه الاصوات «تجهل بداهة طبيعة هذه المؤسسة».
كما أشار المرزوقي الى شروع من وصفهم ب«بعض الجماعات الاجرامية الخارجة عن القانون» باستهداف الوطن وقال في هذا الشأن «رغم ما يمكن أن تمثله هذه الجماعات من أخطار على حدودنا وداخلها فان وقوفكم الحازم بمعية اخوتكم في المؤسسة الامنية يجعل كل التونسيين والتونسيات يشعرون ان أمنهم بين أياد أمينة وقوية». ومن جهة أخرى تقدم المرزوقي بهذه المناسبة ب«اعتذار الدولة التونسية» لضحايا ما يعرف بقضية براكة الساحل عما «لحقهم من غبن طوال العقدين الاخيرين» على حد قوله وقال في هذا الصدد «مثلما أعادت الثورة والشرعية كامل الاعتبار للجيش الوطني ككل فانه سيتم رد الاعتبار لضحايا براكة الساحل عبر استقبالهم وتكريمهم في حفل خاص بقصر قرطاج في القريب العاجل».
وتولى رئيس الجمهورية اثر ذلك ترقية عدد من الضباط وضباط الصف قبل أن يتابع بمعية رئيسي الحكومة والمجلس التأسيسي استعراضا عسكريا شاركت فيه تشكيلات من الجيوش الثلاثة.