«الدوام ينقب الرخام»هذا كان شعار السيد سمير الطالبي البالغ من العمر حوالي 38 سنة فبعد محاولات عديدة ومتعددة تحصل هذه السنة على شهادة الباكالوريا في شعبة الآداب بعد اجتيازه لهذه المناظرة كمترشح حر. يقول السيد سمير «لقد اجتزت أول مرة الباكالوريا سنة 1997 ولم أفلح وتكررت محاولاتي في ثماني مناسبات متباعدة وآخرها كانت هذه السنة حيث اجتزت الامتحان وكللت هذه المحاولة بالنجاح». وعن سبب اجتيازه للمناظرة في القصرين وهو أصيل منطقة «المحجوبة» قال: «ليس هناك سبب معين إنما أردت تغيير الأجواء أو كما يقال «البخت» وفعلا نجحت بعد أن ثابرت واجتهدت». أما عن تحضيراته أجاب أنه أخذ من التلاميذ الدروس والكتب والفروض التي أنجزوها داخل القسم وقام بإنجازها ومراجعته كانت فردية حسب ما توفر له من وقت. السيد سمير متزوج وله ثلاثة أبناء، زوجته كانت متفهمة لوضعيته لذلك ساعدته على توفير الظروف الملائمة. هذه النتيجة أسعدت كل العائلة وخاصة ابنه الأكبر ولم يكن أي من معارفه يتوقع نجاحه خاصة وأنه دخل الامتحان وهو يعرف أنه مطالب ب 10 معدل كحد أدني للنجاح. أما عن التوجيه الجامعي الذي يحبذه فقال : «أنا أريد أن أتوجه إلى الحقوق وهو الحلم الذي راودني منذ سنوات طويلة وإني عازم على المواصلة رغم الصعوبات التي من المنتظر أن تعترضني سواء كانت عائلية أومادية». علما وأن السيد الطالبي له مخبزة ويشرف عليها بنفسه. حلم هذا التلميذ الكهل بدأ يتحقق بإحرازه على شهادة الباكالوريا التي لهث وراءها طويلا فهل يتمكن من المواصلة ويتحدى جميع الصعاب ويحقق ما عجز عنه الصغار؟