أحدث مركب البلاستيك بالمزونة سنة 1980 لفائدة المجمع الكيميائي التونسي الذي شرع في استغلاله منذ تلك السنة اختص في صناعة الأكياس البلاستيكية وقد تبرع الأهالي بالأرض وذلك بالدينار الرمزي لأجل توفير مواطن شغل لشباب الجهة. وكان للأهالي ما طلبوه إذ أصبح المركب يشغل بين 350 إلى 450 عاملا الشيء الذي جعله يساهم بدرجة كبيرة في الدورة الاقتصادية بالمنطقة . وفي إطار مشروع تأهيل المؤسسات شرع في تصفية هذه المؤسسة بداية من 2006 وذلك على مراحل ،ومنذ سنة 2008 تم غلقها نهائيا وتسريح العمال بطرق مختلفة وفيهم إلى الآن من يعاني من المظلمة التي سلطت عليه . أغلق المركب وبقي جثة هامدة لا حياة فيه. فمن الأهالي من يعتبره مكسبا للجهة باعتباره فضاء صناعيا جاهزا يجلب المستثمرين ومنهم من مل الانتظار لاعتبار الوعود الكثيرة لإعادة تشغيله دون ملاحظة أي تقدم في ذلك. وقد شيدت هذه المؤسسة على مساحة ثلاثة هكتارات بها الفضاء الصناعي الذي يمسح 10000مترمربع مغطاة وادارة على مساحة 420مترا مربعا مغطاة وهو مجهز بأحدث الوسائل الوقائية والكهربائية إضافة إلى ذلك يوجد به حي سكني ضخم شيد على مساحة جملية تقدر بثلاثة هكتارات به 12 سكنا وظيفيا بمواصفات جيدة ونادي إطارات وملعب للتنس ومأوى للسيارات. هذا الفضاء الصناعي الضخم كما قلنا يبقى فريدا من نوعه بالبلاد ككل لما يمتاز به من خصائص إلا انه بقي مغلقا لسنوات طويلة والتفكير في استغلاله وإعادة تشغيله يعتبر مطلبا ملحا لأهالي الجهة التي يعاني شبابها العاطل والمعطل عن العمل من إحباط كبير خاصة وأنهم لم يطالبوا بإحداث فضاء صناعي جديد بل إن مطلبهم هو استغلال الفضاء الموجود بالمنطقة. وبخصوص هذا الموضوع التقينا السيد عبد الكريم الفاهم مدير إنتاج ومكلف من طرف المجمع الكيميائي سابقا الذي حدثنا عن وضعية هذا المركب باعتباره قضى به سنوات طويلة وهو الآن يتألم ويتحسر عن المصير الغامض لهذا المركب وعلى الطريقة غير الواضحة التي أدت إلى غلقه رغم أن ما كان ينتجه سابقا مازال مطلوبا بالسوق الداخلية علما وان نفس المنتوج يقع استيراده إلى الآن من الدول الأسيوية كما يعتبر محدثنا أن ما يوجد من بنية أساسية بالمركب يجعله قابلا لانتصاب أي مشروع صناعي يخضع للمواصفات المتوفرة وصاحب المشروع الذي سيقدم على استغلاله ما عليه إلا تركيز أجهزته والانطلاق في الإنتاج علما وان شباب الجهة قد اكتسب ما يكفي من الخبرة الصناعية .ورغم كل هذه المعطيات فان إعادة تشغيل مركب البلاستيك بالمزونة لم ير النور إلى الآن رغم توافد العديد من المستثمرين الأجانب والتونسيين والذين ابدوا رغبتهم في استغلاله .