بعيون شاخصة وبقلوب أدمتها الحسرة، يتابع الرياضيون الوضع المتردي الذي أصبح عليه أحد معاقل الكرة التونسية ونعني به النادي الرياضي لحمام الأنف. فالجميع كان ينتظر كل شيء سوى أن ينحدر هذا النادي العريق الى الدرك الأسفل... وها هو الآن في موقع لا يحسد عليه ويحتاج الى معجزة لكي يتفادى النزول... انظروا يا سادة كيف انقلبت الأمور رأسا على عقب في هذا الزمن الرديء... المفارقة عجيبة حقا: فهذا فريق يتوفر على مقومات النجاح فقوام الأعمال هو المال... فرئيسه الحالي من الرؤساء القلائل الذين لم يترددوا في تلبية حاجيات اللاعبين وذلك بتمكينهم من مستحقاتهم بصورة منتظمة ودون أي تأخير كما دأب على خلاص كراء ملعب رادس للتمارين وطيلة الموسم لم نسمع شكوى من هذا اللاعب أو ذاك حول الجانب المالي وهذا على عكس ما يحدث في الاندية الاخرى التي تجد صعوبات جمة للايفاء بتعهداتها ازاء لاعبيها واذا أضفنا الى هذا العنصر الاجواء الممتازة صلب الهيئة المديرة حيث غابت التكتلات والحزازات التي اتسمت بها العلاقة بين أعضائها في الماضي فإنه يحق لنا التساؤل: أين اذن الداء؟ شخصيا طفقت أطرح هذا السؤال وقد ظفرت بالاجابة بعد عناء كبير: لقد تأكد لي أن المسألة أعمق من ان تنحصر في المدرب كما يدعي أصحاب النظر القصير وكما عودونا به عندما تغرق السفينة. فالمسألة تتعلق بالعلاقة بين اللاعبين وأعني بذلك هذا الانقسام بين لاعبي الفريق: فهناك كتلة يتزعمها أنيس بن شويخة وأخرى الحارس العربي الماجري والنتيجة لا يمكن الا أن تكون غياب اللحمة وروح التضامن من أجل مصلحة النادي... تلك هي حال نادي حمام الأنف هذا الصرح الذي ينبئ بالسقوط اذا ما تمادى أبناؤه في هذا الصنيع وهذا ما لا يرجوه أحد... اننا ازاء ظاهرة خطيرة يتحتم على الساهرين على شؤون انديتنا التصدي لها وقد لا نبالغ اذا قلنا أنها أحد الأسباب الرئيسية لتراجع كرتنا في السنوات الفارطة