تميزت تظاهرة الأيام القصصية البشير خريف بنفطة في دورتها السادسة والأولى بعد الثورة بالثراء والتنوع ولم تقتصر على القراءات القصصية والجولات السياحية مثلما اعتاد الجمهور سابقا بل كان للشعر والرسم والسينما والمسرح حضور في الدورة وتم تشريك الأطفال للمرة الأولى . كما تميزت الأيام بمساهمة فاعلة لمكونات المجتمع المدني بنفطة في تنظيمها ودعمها وكانت تظاهرة مغاربية عربية مثلما برمج لها وشارك في تأثيثها مبدعون من دول مغاربية وعربية فمن ضيوف شرف هذه الدورة النائب الأول لرئيس الاتحاد العام للأدباء الكتاب العرب ورئيس اتحاد الكتاب الجزائريين الأستاذ يوسف شقرة ورئيس اتحاد الكتاب التونسيين الدكتور محمد البدوي ومدير بيت الشعر الأستاذ محمد الخالدي والكاتب المغربي الأستاذ عبدالله المتّقى .
ومن الفقرات التي حققت بها الدورة الحالية الإضافة والافادة للمتلقي فقرة نفطة تقرأ وانتظمت فعالياتها بمنطقة راس العين المكان الذي كان يقرأ فيه الأديب البشير خريف وهي فقرة تهدف إلى إعادة الاعتبار للمطالعة وتثمين الكتاب
كما تمّ بهذه المنطقة رأس العين عرض عمل مسرحي مستوحى من رواية البشير خريف «الدقلة في عراجينها» للأستاذ عبد الرزاق الكاتب وعرض شريطين سينمائيين أحدهما بعنوان «عرجون الجنة» للمخرج كريم بسيسة والآخر بعنوان « الخنقة » للمخرج حسيب الجريدي .
وشكلت قضايا التحرر في الرواية التونسية محور اهتمام الدورة فقدمت مداخلة حول البعد التحرري في كتابات البشير خريف للأستاذ سليم الجريدي ومداخلة للدكتور عبد الرحمان مجيد الربيعي بعنوان «ثورة الرواية ورواية الثورة» وأخرى للدكتور محمد البدوي بعنوان «المكان وعلاقته بالثورة» في رواية رشيد الشارني .
وإلى جانب قضايا التحرر في الرواية اهتمت الدورة بالتراث المحلي والهوية من خلال كتب البشير خريف فقدم الدكتور عمر الإمام مداخلة بعنوان « إنشائية المحلية في الدقلة في عراجينها» وقدم الروائي ابراهيم الدرغوثي مداخلة «تراث الجريد وتاريخه من خلال رواية الدقلة في عراجينها والأستاذ ابراهيم الرويسي مداخلة «هوية اللغة هوية النص في الدقلة في عراجينها» والدكتور محمد الغزالي مداخلة «السارد» الراوي كلي العلم والقدرة في رواية برق الليل . وفي ختام التظاهرة كرمت المندوبية الجهوية للثقافة بتوزر المشاركين من أطفال وشبان ومبدعين فخصت مسابقة أدب الأطفال بثلاث جوائز أسندت الأولى للتلميذة هيام بن سعد سنة سادسة ابتدائي بمدرسة تمغزة والثانية للتلميذة غفران بوصلاح سنة سادسة ابتدائي من مدرسة الخضر بن الحسين نفطة والثالثة للطفل معتز حمادي سنة سادسة ابتدائي من مدرسة حامة الجريد .
في حين أحرز جوائز أدب الشباب كل من طواف النفطي والرسامين الذين نظموا معرضا تشكيليا للمناسبة وهم ماريا الزعيبي وصحر الجريدي ومهند حمدة ولمين سلاّم وعبد السلام الصغير .
كما تم تكريم الأديب عبدالرحمان مجيد الربيعي والروائية بسمة البوعبيدي والجمعيات والمؤسسات المساهمة في انجاح الدورة ومنها جمعية حلقة نفطة للثقافة والابداع وفرع اتحاد الكتاب التونسيين بتوزر ودار الثقافة مصطفى خريف ونادي اليونسكووالألكسوبنفطة .