تكتظّ كل يوم أربعاء قاعة انتظار معتمديّة الجم، وغيرها من مقرات معتمديات ولاية المهديّة على امتداد أيام الأسبوع بالمواطنين أملا في تواصل مباشر لهم مع أصحاب الشّأن عسى أن تحلّ مشاكلهم ولكن... لطالما عمرت هذه القاعات بمن سخط عليهم القدر فأرداهم رهائن كلمات ووعود وانتظارات وصفها أغلبهم بالزّائفة...
العشرات من الشّباب والنّساء والعجّز اتخذ بعضهم مقاعد وسط قاعة الانتظار وتحوّل البعض الآخر منهم إلى مكاتب التّسجيل، عادة اعتاد هؤلاء تكرارها كل أسبوع حتى صاروا يمرّون بها تلقائيّا ومن دون استشارة المسؤولين.
نتساءل أحيانا حول جدوى هذا الانتظار فتعلم منهم أنّه اليأس حينا والأمل أحيانا أخرى.. يأس نتيجة عدم القدرة على الانخراط الفردي في سوق الشّغل نظرا لمحدوديّة إمكاناتهم الماديّة أو حتى العلميّة، وأمل يجدونه في هذه الفضاءات بتدخّل هؤلاء المسؤولين لتمكينهم من بعض الوظائف ضمن منظومة الحضائر أو غيرها من الأعمال التي تمكّنهم من أجور وإن كانت زهيدة...
البعض الآخر منهم حدتهم آمال تمتيعهم بدفاتر علاج مجّانية أو ببطاقات تنقل مجانية فيصطحب ملفا محمّلا بالوثائق، منتظرا دوره لطرح مشكلته، والجميع هنا يريد حلّا...
هذه الفضاءات وإن كانت في حاجة إلى مزيد من التّنظيم على مستوى المواعيد والزّيارات تجنبا للاكتظاظ والفوضى، فقد مثلت بطريقة أو بأخرى أملا لهؤلاء الشّباب فتيانا وفتيات لخوض غمار سوق الشّغل، ومتنفسا لكهول ذهبت الحياة بجزء كبير من عمرهم وصحّتهم...ولعلّه يكون أيضا فضاء أمل ليتامى وأرامل كادت تغيّب مآسي الحياة ابتساماتهم...