مساء السبت الماضي ازددنا اعتزاز بالانتماء إلى هذه الأرض وتلألأت تونس في عيوننا بل هاهي تكبر في قلوبنا أكثر فأكثر ونحن نسمع انطباعات شخصيات رياضية وإعلامية لها وزنها عن حفل افتتاح كأس افريقيا للأمم. كلام كثير قيل استوقفنا في زحمته تصريح الاعلامي (بقناة +) الفرنسية تيري جيلاردي.. هذا رجل «لا يجامل أو يعادي» وصحفي لامع تنقل بين أكبر التظاهرات الرياضية الدولية واستضاف في برنامجه نجوم الكرة العالمية ومع ذلك يقرّ ويعترف بأنه لم يشهد حفلا أجمل من الذي ابتدعته الارادة التونسية مساء السبت الماضي. «حفل لا نظير له حتى مقارنة بحفلات افتتاح كأس العالم».. هكذا تكلم جيلاردي وعلى غراره آخرون. ودعونا نؤكد مثله بأنه لم يكن حفلا عاديا فعلا.. لم يكن مجرد كرنفال مثل عديد الكرنفالات الأخرى التي لا تترك أثرا يذكر.. بل رحلة في الذاكرة الحضارية لتونس وافريقيا،، رسالة تشدد على وحدة المصير والحلم وعلى ان سفينة المستقبل تقلنا معا تونسيين وأفارقة.. صدقونا ان قلنا أن نجاح الحفل لم يفاجئنا مطلقا.. وأننا سعدنا بذلك العمق الابداعي الذي ربط الرياضة بالحضارة لينتج عملا فنيا رائعاعميقا سيظل الأفارقة يتذكرون من خلاله حفل افتتاح دورة 2004 وسنزداد بعده ثقة في قدرة بلادنا على رفع تحديات أكبر تتجاوز كأس افريقيا للأمم وفي صدارتها مونديال 2010 . نحن لم نطالب بالمستحيل حتما عندما قدمنا ملف ترشحنا.. بل كنا ندرك منذ البداية كتونسيين أن لنا من الكفاءات والطاقات ما يؤهلنا لاحتضان أعرق وأكبر التظاهرات الرياضية بنجاح وكسب رهان التنظيم.. وإذا كانت كأس افريقيا هي احدى «بروفات» هذا النجاح فإن محطات أخرى قادمة ستعزز هذه الصورة الناجحة عن بلادنا وفي صدارتها بطولة العام لكرة اليد 2005 . في الموعد دائما قبل انطلاق كأس افريقيا للأمم لم يتردد البعض في الاشارة إلى أن بلادنا ليست مؤهلة تماما لاحتضان المونديال وإلى افتقادها للملاعب والبنية الأساسية الكافية ومثل هذا الكلام سمعناه ومازلنا نسمعه قبل انطلاق مونديال 2005 .. الحقيقة الوحيدة التي نبقى متأكدين منها هي أن بلادنا تعرف دائما كيف تكون في الموعد.