المونديال شأنه في ذلك شأن كل التظاهرات الرياضية العالمية الكبرى بما في ذلك الألعاب الأولمبية نفسها وما تحمله من قيم ومبادئ أولمبية راقية أصبحت كلها تخضع إلى صبغة تجارية بحتة وهو ما جسدته انقلترا منذ مونديال 1966 عندما أطلقت أول «ماسكوت» في تاريخ المونديال في إشارة صارخة إلى أن المونديال أصبح يمثل حدثا كرويا تجاريا وترويجيا بالدرجة الأولى... لذلك فإنّ مونديال جنوب إفريقيا وبالإضافة إلى الأبعاد السياسية والثقافية والاجتماعية فإنه يعكس أيضا أبعادا اقتصادية كبرى سواء تعلق الأمر بالبلد المنظم أو ببقية البلدان المشاركة وهو ماكشفه الاقتصادي التونسي محمد الفريوي ل«الشروق» عندما أكد ما يلي: جنوب إفريقيا وجهة سياحية أكّدت جنوب إفريقيا البلد المنظم للمونديال أنها تغلبت للأبد على مخلفات العنصرية التي عانى منها بلد مانديلا طويلا وبرهنت للعالم بأسره أنها قوّة اقتصادية صاعدة خاصة وأنها استفادت كثيرا من احتضانها للمونديال الذي ساهم في استقطاب حوالي 400 ألف سائح من كافة أنحاء العالم وعن هذا الجانب تحدث السيد محمد الفريوي قائلا: «مؤكد أن جنوب إفريقيا استفادت اقتصاديا بعد تنظيمها لأكبر تظاهرة رياضية في العالم وذلك من خلال حركية النزل والأسواق والمواد الفلاحية والطيران والنقل والاستهلاك عموما وأيضا دخل المنظمات وحركية التوريد والتسويق إنها طفرة اقتصادية حقيقية تعيش على وقعها جنوب إفريقيا خاصة بعد الحملة الترويجية الكبيرة التي قام بها رموز هذا البلد وهو ما سيجعل هذا البلد وجهة سياحية مهمة في الأيام القادمة مثلما حدث تماما في تونس عندما احتضنت كأس إفريقيا للأمم ولو بدرجة أقل نسبيا وأذهب إلى أكثر من ذلك عندما نؤكد أن المونديال أوجد حركية اقتصادية حتى في البلدان غير المشاركة ولا ننسى أن المنتوجات الجنوب إفريقية ستغزو العديد من بقاع العالم في المستقبل». «المانشافت» يدعم الصورة الاقتصادية للألمان أمّا بالنسبة لبقية البلدان المشاركة فهي أيضا كانت مستفيدة من الناحية الاقتصادية وهو ما أكده السيد محمد قائلا: «شخصيا أعتقد أن المنتخب الألماني سيحقق أرباحا اقتصادية كبيرة لبلاده عموما فنجاح ألمانيا في جنوب إفريقيا دعّم موقع الألمان في الاتحاد الأوروبي وسوف تزداد الثقة في المواقف الاقتصادية الألمانية ولا ننسى أن المنتخب الألماني وراءه 90 مليونا مستهلكا بالإضافة إلى الملايين المستهلكين خارج ألمانيا خاصة بلدان اللاعبين الألمان الذين يحملون أصولا أخرى كتركيا وتونس...». البرازيل ستجني الملايين تشير آخر الإحصائيات الصادرة في عام 2008 إلى أن البرازيل حققت مبلغا قدره 703 ملايين دولار كإيرادات متعلقة بكرة القدم والمؤكد أن نجاح البرازيل في مونديال جنوب إفريقيا سيزداد أكثر فأكثر وهو ما أكده السيد محمد قائلا: «إن تألق المنتخب البرازيلي سيدعم صورة اللاعب البرازيلي عموما لتحافظ المدرسة البرازيلية على موقعها كمتصدر لقائمة البلدان المصدرة للاعبين إلى البطولات الأجنبية وخاصة باتجاه أوروبا وهو ما سيدعم بكل تأكيد مداخيل الأندية البرازيلية (بلغت عائدات ساوباولو إلى حدود 100 مليون دولار في الآونة الأخيرة) وبدرجة أقل الأرجنتين البلد الثاني على سلم المصدرين للاعبين... المونديال يعود بالوبال على الفرنسيين والطليان وأضاف السيد محمد الفريوي حديثة قائلا: «إن انسحاب فرنسا وإيطاليا سيعود بالوبال على اقتصاديات البلدين لأن الأمر يتعلق هنا بخيبة الأمل التي سيصاب بها عشاق ومستهلكو المنتوجات الرياضية لهذين المنتخبين وهو ما سيؤدي بكل تأكيد إلى اهتزاز صورتهما وبالتالي العزوف عن اقتناء الأغراض المتعلقة بهما».