الصراع القائم بين «مجمع موبلاتاكس» لصاحبه ناجي المهيري، والاتحاد العام التونسي للشغل تحول من «تبادل الاتهامات والشتائم» في الندوات الصحفية الى صفحات ال«فايس بوك» التي انقسمت بدورها بين المؤسسة من جهة والاتحاد من جهة أخرى. رموز الاتحاد العام التونسي للشغل كانوا هدفا واضحا للصفحات المعروفة بولائها لأحزاب معينة شهرت بعدائها للمنظمة الشغيلة ولعلّ أبرز عناصر الاتحاد الذين تمت مهاجمتهم بشراسة «بلقاسم العياري» الأمين العام المساعد.
إذا، فقد كان ل«العياري» نصيب الأسد في هذه الشتائم نظرا إلى كونه وجه عديد الاتهامات إلى صاحب المجمع وهدّد بفتح ملفات ثروته، بل ووصل الأمر في الندوة الصحفية للاتحاد حول موضوع «عمال موبلاتاكس» الى وصف «المهيري» برجل الأعمال «المستكرش» و«الظالم» وخاطبه الأمين العام المساعد بلقاسم العياري قائلا: «لن تحميك النهضة منا».
يبدو أن صاحب «مجمع موبلاتاكس» لا يحتاج الى مستشارين قانونيين للدفاع عنه في ندواته الصحفية أو في تصريحاته الاعلامية لأن عددا هاما من صفحات ال«فايس بوك» تحولت الى هيئة دفاع عنه، ودعت هذه المواقع الاجتماعية الى فتح ملفات بعض رموز الاتحاد وعلقت احدى الصفحات «لا أحد فوق القانون». ال«فايس بوك» لم يعد مجرّد صفحات لتبادل الأفكار أو مجالا للأحزاب للتعريف بأهدافها أو عالما افتراضيا لنقل الأخبار، بل تحول الى مخابرات إلكترونية وسلاحا افتراضيا لتبادل الشتائم وتصفية الحسابات الشخصية.
بين «المهيري والاتحاد» قطيعة منذ الثورة، حين قام عمال وموظفو نزل «أفريكا» بالاعتصام والاضراب لأشهر وقد وصف مسؤولو الاتحاد موقف «ناجي المهيري» باغلاق النزل ب«الديكتاتورية» وضرب العمل النقابي في حين صرح هذا الاخير بأن الاتحاد يستهدفه شخصيا، وفي هذا الصراع بين قوة المال وقوة العمل النقابي ضاع حق 300 عامل طردوا من المجمع.