عقد اليوم الخميس الاتحاد العام التونسي للشغل ندوة صحفية بحضور سامي الطاهري الناطق الرسمي للاتحاد وبلقاسم العياري المسؤول عن القطاع الخاص "للردّ بشدة وبوضوح على الاتهامات الموجهة من قبل إدارة شركة موبلاتاكس على إضراب العمال" وفي تصريح ل"الصباح نيوز" أبرز سامي الطاهري تفاجؤ الاتحاد بتصعيد ناجي المهيري صاحب مجمع موبلاتاكس للمشكلة التي كانت تتمحور أساسا حول نزاع شغلي بين العمّال والنقابة وصاحب المجمع. وأضاف الطاهري قائلا: "هذا التصعيد لناجي المهيري هو مجرّد تقرّب للسلطة وهروب من المساءلة الحقيقية له باعتباره ممنوعا من السفر". كما اعتبر الطاهري "التصعيد مع الاتحاد نوع من صكّ غفران للولوج للعفو". ومن جهة أخرى، أكّد الطاهري رفض المهيري الجلوس على طاولة التفاوض مع الاتحاد ومع وزير الشؤون الاجتماعية أيضا. وقال الطاهري: "المهيري واهم بقدرته على ضرب الاتحاد بجبره العمّال على الإمضاء على وثيقة انسلاخ من الاتحاد كشرط للعودة للعمل، فهذه ممارسات كان يلتجأ إليها لأنّه كان يتقرّب من المخلوع وتحت حماية عائلته واليوم هذا لا يفيده رغم محاولاته التقرّب للسلطة الجديدة". وأكّد الطاهري في نفس السياق، أنّ الاتحاد سيكون بالمرصاد لكلّ من يحاول إهدار كرامة العمّال، قائلا: "صاحب مجمع موبلاتاكس أراد ابتزاز العمّال وإهانتهم وإذلالهم ولهذا لن يقبل الاتحاد بذلك، وعلى ناجي المهيري أن يتحمّل مسؤوليته في ما أقدم عليه" وفي سياق آخر، أكّد سامي الطاهري أنّ، رغم هذا الاختلاف، إلاّ أنّ "الاتحاد العام التونسي للشغل يفتح باب الحوار مع المهيري فهذه قضية شغلية لا تحلّ إلاّ عن طريق التفاوض". حق الردّ ومن جهته، أكّد ناجي المهيري صاحب مجمع موبلاتاكس في اتصال هاتفي مع "الصباح نيوز" أنّ هذه القصة مبنية على سوء تفاهم، قائلا: " لقد انطلق الإشكال منذ تحديد الاتحاد العام التونسي للشغل للشخص الذي يمثله في شخص حياة الطرابلسي والتي لم تكن مؤهلة لا ثقافيا ولا اجتماعيا حتى تتصرّف في موضوع 5600 عامل لمجمع موبلاتاكس صحبة مجموعة من الأشخاص الذين لا يتجاوزوا عددهم 100 شخص قاموا ببث البلبلة في صفوف العمّال و حاولوا إقناعهم بضرورة الإضراب وشرعيته لحلّ مشكل ليس موجودا في الأصل". كما أضاف المهيري بأنّ الاتحاد أقرّ الإضراب الذي نفذه أيام 18 و19 و20 جوان الفارط رغم "أنف" مجمع موبلاتاكس ممّا تسبّب في مواجهات مع عناصر الأمن عندما نفّذ عمّال المصنع إضرابا وقاموا بإغلاق الطريق على مستوى حمام سوسة ووقع حينها إلقاء القبض على 12 عاملا من المصنع. وأكّد المهيري أنّ عدد العمّال الذين لم يتمّ إرجاعهم إلى حدّ هذه الساعة لا يتجاوز 86 عاملا، مبرزا أنّه سيعيد كلّ من لم تثبت مشاركته في أعمال العنف والحرق إلى العمل في أقرب الآجال. وفي ما يتعلّق بالحملة التي يشنّها الاتحاد ضدّ موبلاتاكس، فقد عبّر المهيري عن استغرابه من أسباب تحوّل الحملة التي ينظمها الاتحاد من حملة ضدّ المجمع إلى حملة ضدّ شخص ناجي المهيري، قائلا: "ربي يهديهم الاتحاد" وبالنسبة لمواطن الشغل الذي يوفّرها ناجي المهيري فتقدّر بستة ألف موطن شغل في مجمع موبلاتاكس و28 ألف موطن شغل في قطاع السياحة". كما بيّن ناجي المهيري أنّه لم يتعاطى أيّ نشاط سياسي ولم يتسلّم أيّ قرض بطريقة غير قانونية وأنّ أموره مع البنوك منظمة". ومن جهة أخرى، عبّر المهيري عن استغرابه من كراهية الاتحاد العام التونسي للشغل له كشخص، معلنا أنّ تحويل الاتحاد المشاكل لأمور شخصية يعتبر عارا على الاتحاد. واستنكر المهيري ما يقوله الاتحاد بأن ماضي صاحب مجمع موبلاتاكس أسود مع الاتحاد، مبرزا علاقته مع عدد من النقابيين كالحبيب عاشور وأحمد التليلي. وعن ضربه للاتحاد كما قال سامي الطاهري، نفى المهيري ذلك، مؤكّدا أنّ هذا لا يخدم مصلحة البلاد فتونس بحاجة لكلّ أبنائها والإضرابات تضعّف البلاد ولهذا يجب أن "يلعن الشيطان".