يتواصل معسكر المنتخب الوطني لكرة اليد بالحمامات في أجواء مفعمة بالجدّ والحماس وفي تنافس شديد وشريف بين اللاعبين الثمانية عشر للظفر بالمناصب الاربعة عشر المؤهلة للمشاركة في الألعاب الاولمبية لندن 2012. أجواء يرويها لنا اليوم صاحب الحركة النبيلة لأول أمس وسام بوسنينة الذي كان أعلن من تلقاء نفسه عن تخليه الاضطراري عن موعد لندن.
كيف استيقظت اليوم وأنت تعلم انك ستتدرب من أجل لا شيء؟
لو عكست لأصبت! استيقظت بعزيمة فائقة لمواصلة التدرب مع المجموعة بأكثر جدية وحماس وكأنني تعافيت من الاصابة وكأنني سأكون موجودا في لندن. نزلت الى المطعم لتناول فطور الصباح مع بقية المجموعة فكانت كل الأنظار متجهة لي وكأن لسان جميع اللاعبين يقول: «خسارة يا وسام!» فدأبت على تمزيق ذلك الصمت الرهيب الذي ساد تلك اللحظة واتجهت الى المجموعة بكلمات من القلب: «هيّا يا لولاد! أنا معكم وأريدكم أبطال» فهتف جميعهم «برافو يا وسام..».
ألست متحسّرا على عدم انهاء مشوارك بمشاركة في الالعاب الاولمبية؟
ذلك قدري وأنا أقبله بكل ايمان وحرفية. في لحظة ما كان يجب ان أبرهن على واجب المسؤولية لم أكن أسمح لنفسي بأن أخوض الالعاب بنسبة 50٪ من إمكانياتي في حين يبقى من هو أكثر استعداد في تونس طبعا! كنت أتمنى ان أختم مسيرتي مع المنتخب بمشاركة اولمبية من المفروض ان تكون ايجابية نظرا لقوة المجموعة. هل تراها أقوى من مجموعة 2005؟
إني أتوقع مستقبلا كبيرا لهذا الفريق لأنه يتوفر على مجموعة 16 لاعبا على الاقل في مستوى عال بينما كان فريق 2005 يرتكز على 8 أو 9 لاعبين على أقصى تقدير.
كيف هي اجواء هذا المنتخب من منظارك وانت تعلم انك ستغادرهم نهائيا في أعقاب معسكر الحمامات؟
الانضباط والجدية ونظام العيش لم تتغيّر فهناك نفس الشعور بالمسؤولية الذي يميّز منتخب اليد منذ سنين. لكن الشيء الاضافي هو الروح القتالية الفريدة من نوعها التي تنتاب المجموعة الجديدة اللاعبون الجدد لهم قدرات بدنية عجيبة لم نكن نملكها وفي التمارين تراهم يعطون اكثر من مائة بالمائة. أنا فخور بهم جميعا وفخور بانتمائي لهم وفخور بما قمت به احتراما لهم وشعورا بالواجب نحو الوطن.
ذلك ما أفكر فيه طول النهار... دعني أقول لك.. إنني انظر الى وائل جلوس وأقول ان هذا اللاعب سيكون له شأن كبير في كرة اليد العالمية. له مؤهلات غير متوفرة لدى اي لاعب آخر في سنه وإني أحلم بأن يكون نجم الاولمبياد. كما أرى في الجناحين الشابين البوغانمي والتومي أفضل معوّضين لعياد والتواتي وأقول انتظروا مفاجأة سارة من لندن.