على غرار الرياضات الجماعية الأخرى عاشت كرة اليد التونسية موسما صعبا لكن الجامعة عرفت كيف تقود السفينة الى برّ الأمان حيث ضمنت استمرارية النشاط الرياضي ووقفت الى جانب الأندية ودعمتها ماديا ومعنويا لتمكنها من التغلّب على الاشكالات العديدة التي واجهتها. بطولة اليد كانت أولى البطولات التي انطلقت بعد الثورة (مارس) وقد تواصلت في كل الأقسام والأصناف رغم الانفلات الأمني الذي وصل الى القاعات الرياضية ليخرج النجم الساحلي بطلا في الوطني «أ» في أعقاب مواجهات مثيرة جدا خلال مرحلة التتويج فيما ضمن النادي الافريقي الفوز بالكأس متوجا موسما استثنائيا مع الشاذلي القايد. اليد التونسية أنهت موسمها بأخف الأضرار مفسحة المجال لمنتخب الأواسط ليشارك خلال الصائفة (أوت) في مونديال اليونان الذي خرج منه بإنجاز تاريخي غير مسبوق يتمثل في ا لفوز بالمرتبة الثالثة والحصول على «برونزية» عالمية متقدما على أبرز المنتخبات في العالم. جيل بنور وصفر والبوغاني وبن صالح والتومي خطّ اسمه بأحرف من ذهب في سجل الرياضة الوطنية معلنا عن نفسه وريثا شرعيا لجيل مقنم وحمام وتاج والتواتي والآخرين. 1000 هدف لأنور عياد 2011 لم تكن فقط موعدا لهذا الانجاز التاريخي بل كانت أيضا محطة غير عادية في حياة لاعبنا الدولي أنور عياد الذي تخطّى مع ناديه الفرنسي تولوز حاجز ال1000 هدف في البطولة المحترفة. تألق عياد الذي لم يسبقه إليه أحد اقترن في المقابل بصعوبات جمّة عاشها وسام حمام الذي لم يتمكن من الظهور بالمستوى المعهود مع مونبلييه نتيجة الاصابة. تونس تنهزم بأيدي أبنائها كانت نهاية العام الحالي باهتة جدا ومليئة بالنتائج المخيبة للآمال فالنجم الساحلي حامل لقب رابطة الأبطال خسر لقبه في كادونا النيجيرية أمام الأهلي المصري فيما انحنى المنتخب الوطني في نسخته الاحتياطية أمام نظيره القطري في نصف نهائي الألعاب العربية. هزيمة المنتخب كانت بأيدي تونسية 100 بالمائة فالتفوق القطري كانت بنسبة كبيرة بفضل اللاعبين التونسيين الذين شاركوا مع منتخب العنابي (خذيرة المحجبي سنان) وأيضا بفضل طاقم التحكيم الليتواني الذي فعل ما أراد معبّدا طريق النهائي أمام أصحاب الأرض ليحتج الوفد التونسي ويسافر طاقم التحكيم على أول طائرة. نصف نهائي الألعاب العربية ترك غصّة في حلق التونسيين وهم يشاهدون أبناء بلدهم يرقصون مع المنتخب القطري احتفالا بالانتصار على تونس. أحوال منتخب الكبريات لم تكن أفضل، فزميلات منى شباح اللاتي شاركن في مونديال البرازيل أنهين هذه المشاركة في المرتبة 18 وهي نتيجة هزيلة إذا ما قورنت بنتائج المنتخبات الافريقية الأخرى في التظاهرة نفسها. منتخب الكبريات في نسخته المحلية عجز بدوره عن الفوز بالذهب في الألعاب العربية مكتفيا بالفضية رغم تعزيزه ب4 لاعبات من المنتخب الأول. الى الأولمبياد بضعة أيام أصبحت تفصلنا عن بطولة إفريقيا للأمم التي ستجري بالمغرب الأقصى وهي بطولة مؤهلة الى الألعاب الأولمبية. قبل هذا الموعد الهام لليد التونسية وتحديدا في الأيام الأخيرة من 2011 تلقف الجمهور الرياضي الخبر السار المتمثل في عودة كل المحترفين الي منتخب تونس للدفاع عن اللقب القاري الذي فازت به تونس قبل عامين في القاهرة. عاد حمام متحديا عوائق الاصابة، وقبل بوسنينة مدّ يد المساعدة متحدثا عن «الجو النظيف» الذي توفر في المنتخب مرّة أخرى. عياد مقنم تاج التواتي مقايز والغربي كانوا في الموعد مع انطلاق تربص الحمامات وكلمة السر التي تداولها الجميع هي التتويج في الرباط وإهداء الرياضة الوطنية ترشحا جددا الى الألعاب الأولمبية.