للسنة الثانية يحتضن شاطئ «تبرورة» مصطافين رغم ما رافق افتتاحه في السنة الفارطة من مظاهر سلبية وتصرفات عشوائية خلقت صورة سلبية عن شاطئ طالما انتظره الاهالي لاحداث مصالحة مع البحر انقطعت لعقود ..لكن هذه المظاهر تواصلت .. تدخل الشاطئ من بواباته الثلاث (مدخل شركة «سيرابت» والمدخل المحاذي لمركز الشرطة بمنطقة سيدي منصور ومدخل PK 4) لتجد امامك طريقا رملية تأخذك الى شاطئ لا يتجاوز الالف وخمسمائة متر على اقصى تقدير غرست فيها على مساحات متقاربة «شمسيات» من سعف النخيل وضعت امامها طاولة صغيرة وكرسيان اعدا للكراء.
المساحة الفاصلة بين مياه البحر و»الشمسيات» صغيرة جدا تتناثر عليها الحجارة والأصداف والضريع لتجد امامك حال ملامستك مياه البحر تربة طينية تغوص فيها الاقدام الى الركب بشكل يبعث في النفس إحساسا بالغرق وعدم الامان خاصة لدى الاطفال وهو ما يتطلب من الجهات المسؤولة تدخلا لجهر هذه التربة الطينية وتعويضها بتربة رملية تجعل من الاصطياف متعة حقيقية.
وقد كانت لجنة العمل التطوعي والمصالحة مع البحر التابعة لبلدية صفاقس قد عقدت مؤخرا اجتماعا حضره ممثل شركة «تبرورة» لتقديم استعداداتها قبل فتح شواطئها للمصطافين للموسم الثاني على التوالي وتأمين أفضل الظروف للمصطافين الوافدين على شاطئ «تبرورة» عبر تحديد مداخل الشاطئ (الشاطئ المخصص للسباحة طوله 1 كلمتر و200 متر) والتأكد من سلامة مياه البحر وفتح ملف استغلال مأوى السيارات بالشاطئ وتكثيف التواجد الأمني بالمنطقة باعتباره ركيزة أساسية لإنجاح موسم الاصطياف نظرا إلى الظروف التي تشهدها البلاد اجتماعيا وامنيا وقد التزمت الإدارة الجهوية للحماية المدنية من ناحيتها بتوفير حوالي 30 منقذا خلال الموسم الصيفي الحالي لتأمين سلامة المصطافين. اما بالنسبة إلى نظافة الشاطئ فقد عبرت شركة تهيئة السواحل الشمالية لمدينة صفاقس «تبرورة» عن استعدادها لتوفير ست دورات مياه عمومية ومثلها من «الأدواش» مع نشر براميل كبيرة الحجم على طول الشاطئ لجمع الفضلات خلال شهري الاصطياف بالتنسيق مع المسؤولين الجهويين والمصالح البلدية لتوفير عدد اضافي من عمال النظافة.
بقي ان نشير الى انه رغم ما اتاحه شاطئ «تبرورة» من فرصة جديدة لاهالي صفاقس للاصطياف فإن شواطئ قرقنة وخاصة شاطئ «الشفار» يبقى القبلة الاساسية لمتساكني الجهة والجهات المجاورة لعدة اعتبارات لعل اهمها طبيعة الشاطئ ورماله المناسبة لعديد الانشطة الترفيهية والرياضية بما جعل أعداد المصطافين تصل في أوقات الذروة (جويلية وأوت) الى اكثر من مائة وسبعين ألف مصطاف يتجمعون على امتداد شاطئ لا يتجاوز طوله الثلاثة كيلومترات وما يصاحب ذلك من اكتظاظ وعدم ارتياح واشكاليات اخلاقية وغيرها ويأمل البعض في ان يخفض شاطئ «تبرورة» من أعداد المصطافين بالشفار خاصة مع تغيّر عادات بعض الأهالي تجاه البحر فلم تعد رغبة السباحة أول اهتماماتهم بل ان الغالبية أصبحت تقصده لمجرد قضاء الأمسية او العشاء على ضفافه.