التقيته يوم السبت بقاعة الحمامات مع آخر حصة تدريبية لآخر تربص مغلق في برنامج التحضيرات لأولمبياد لندن. طلب مني بكل لطف بأن أخاطبه يوم الاثنين، لم تتسرب انذاك اي معلومة حول ما حدث ليلة الجمعة بالنزل. ثم وبعد مغادرة اللاعبين والاطار الفني مدينة الحمامات بدأ الخبر ينتشر بين كافة أفراد عائلة كرة اليد، حينئذ فهمت لماذا تجنّب آلان بورت الحديث.خاطبته عشية الاثنين بعد ان صدرت قائمة لندن ومعها وضع لاعب الدائرة محمد الغربي خارج القائمة.معذرة على الازعاج سيد بورت! يبدو ان الأمور قد انفرجت؟اذا كنت تقصد أن الأمور تنفرج بمجرد صدور القائمة فأنت مخطئ. كنت أخيّر أخذ قرارات مبنية على اعتبارات فنية او تكتيكية بدل ان أكون مجبرا على ابعاد لاعب لأسباب تأديبية.ثم إن المسألة لا تقتصر على ابعاد لاعب لأن محمود الغربي كان فعلا من ضمن اللاعبين القريبين من الاقصاء خاصة ان الشاب مروان شويرف أظهر خلال التحضيرات مستوى ممتازا يضاهي مستوى الغربي لذلك لا خوف على خط لاعب دائرة.اذن أين المشكل؟كانت الأمور تسير على أحسن ما يرام الى حد يوم الجمعة بل يمكنني أن أجزم أنني لم أر المنتخب في حالة أحسن منذ أن توليت الاشراف عليه الى ان جرى ما جرى. لا أخفي أنني أصبت بخيبة أمل كبيرة كنا سائرين بخطى ثابتة نحو تحقيق حلم كبير.أيعني كلامك ان الحلم قد تبخر؟بصراحة أنا خائف بعد الذي جرى، من كان يتوقع ان ذلك يمكنه ان يحدث في مجموعة تستمد قوتها من الانضباط والجدية والتضامن،لا أجد أي تفسير لما حدث.طيب، لكن المجموعة مازالت صلبة ومتضامنة...أرجو ذلك! لكنني أعلم أن اللاعبين قد تأثروا جدا بما حدث وهو ما جعلني لا أنام لمدة ثلاثة أيام متتالية. أرجو ان يرد اللاعبون الفعل بطريقة ايجابية لأن ما قمنا به منذ بداية التحضيرات لا يمكن ان يدمّر بحياد لاعب عن الخط السوي...لماذا لا تنظر الى المسألة من زاوية ايجابية، ألا تمثل هذه الحادثة فرصة لتكريس الانضباط داخل المجموعة؟الانضباط هو شرط أساسي للنجاح لذلك كنا مجبرين على اتخاذ القرار ولكن لم نكن بحاجة الى ما حدث، يجب ان تدركوا روعة الاجواء التي أصبحت تميز المجموعة لكي تستطيعوا ادراك المرارة التي أشعر بها اليوم والتي يشعر بها في الحقيقة جميع اللاعبين.لم يعد لديكم كثير من الوقت لتجاوز الصدمة؟سنعمل على ذلك ولكن دون أن نهوّل من قيمة الاحداث لضمان التدارك يجب ألا تتكرر مثل هذه الامور وذلك بالتزام الجميع.لنضع الحادثة بين قوسين، كيف ترى بقية التحضيرات وما هو تقييمك لامكانيات المنتخب؟أستطيع القول إننا قمنا بتحضيرات ممتازة على جميع المستويات وإن المنتخب قد تحسن فعلا على المستوى البدني وعلى مستوى الانسجام بين اللاعبين والمخضرمين والشبان. بقي ان يتأكد ذلك على الميدان وأثناء المنافسات وهو ما سنعرف من خلال مشاركتنا في دورة الأوروهاند بسترازبورغ ومباراتي صربيا والمجر في الاسبوع القادم.سيد بورت! هل من كلمة تفاؤلية في الختام!كنت من بين لاعبي المنتخب الفرنسي المحرزين على أول تتويج عالمي سنة 1992 عندما ظفرنا بالميدالية البرنزية في الالعاب الأولمبية ببرشلونة وبعد عشرين سنة من ذلك التاريخ أحلم بأن أتوج ربما بنفس الميدالية في ألعاب لندن 2012 ولتحقيق ذلك يجب أن يكون ذلك طموح جميع لاعبي تونس.أجرى الحوار : صلاح الدين بوذينة