لا تزال مجزرة مخيم جنين الفلسطيني محفورة في ذاكرة الانسانية، ومازال مخيم جنين شاهدا على سقوط وتحطم أسطورة ما يسمى بجيش «الدفاع الاسرائيلي» أمام صمود أبطاله وأطفاله وشيوخه. يكر العالم جيدا تلك الصور البشعة والرهيبة التي كانت تنقلها شاشات التلفزة لجثث الأطفال والنساء والمعاقين الذين داستهم الدبابات الصهيونية، ويذكر العالم مشاهد اجرافات الاسرائيلية العملاقة وهي تهدّم البيوت والمنازل على قاطنيها الأبرياء.. لكن مع هذه الصور يذكر جيدا جنود الاحتلال ساعات الخوف التي تملكتهم وهم عاجزون عن المشي بأقدامهم على أرض وتراب المخيم حيث كان صمود رجال المقاومة الفلسطينية المسلحة. شهادة جديدة على فظاعة الجريمة الاسرائيلية يخلدها كتاب «مخيم جنين: الشهادة على جرائم اسرائيل» وهو عبارة عن دراسة توثيقية مفصلة قدمتها المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة بالتعاون مع المنظمة العربية للمحامين الشباب وقام باعدادها الدكتور عدنان الصباح مسؤول الاعلام ببلدية جنين والشاهد على مجزرة مخيم جنين. كما قام الصحفي سفيان بن فرحات بانجاز الترجمة الفرنسية لهذه الشهادة وتحتوي هذه الشهادة إلى جانب صور عن المجزرة فصلا مثيرا يؤرخ ليوميات الاجتياح والمجزرة بداية من يوم 2 أفريل 2002 حيث انطلقت الدبابات الاسرائيلية في التقدم نحو مدينة «جنين» ومخيمها من محاورها الأربعة إلى غاية يوم 17 أفريل 2002 حيث أبلغت اسرائيل بلدية «جنين» بوجود ست جثث ترغب في تسليمها إليها ثم وصول مبعوث الرئيس الروسي وسفير ألمانيا والسفير الروسي ومساعد وزير الخارجية الأمريكي «وليام بيرنز» متخفيا مع طواقم الأممالمتحدة. كما احتوى الكتاب على شهادات لعدد من متساكني مخيم «جنين» وما عاشوه خلال فترة الاجتياح وارتكاب المجزرة والانتهاكات التي قام بها الجيش الصهيوني. وقد بلغت وحشية الجنود الاسرائيليين إلى حدّ القيام بتجريف قبور الشهداء في المخيم وعدم السماح بدفن الجثث المتعفنة. «الشروق» تنشر بعضا من صور المجزرة كما وردت في الكتاب الشهادة الذي تولى اعداده الدكتور عدنان الصباح مسؤول الاعلام ببلدية «جنين» والشاهد على مجزرة مخيمها.