في إطار الظاهرة الجديدة التي تعرفها تونس وتتمثّل في تنشيط الحياة السياسية داخل البلاد وتعزيز المجتمع المدني والمجتمع السياسي بها، تحصّل مجموعة من النشطاء السياسيين بسوسة على وصل إعلام من الوزارة الأولى بتكوين حزب سياسي جديد باسم «حزب البديل الديمقراطي»، ويتولّى النقابي السابق والناشط السياسي بشير التنجال الأمانة العامة للحزب الجديد، وقد أفادنا بأنّ الحزب لن يكون رقما جديدا في خارطة الأحزاب السياسيّة بتونس وتقديم حلول ترقيعية وبرنامج انتخابوي، بل سيُساهم في تنشيط الحياة السياسية بولايات الداخل وسيعمل على التميّز ببرنامجه الذي يدعو فيه إلى تغيير جذري لمنوال التنمية الاقتصادي والاجتماعي المتّبع بتونس منذ عشرات السنين والذي وصل إلى طريق مسدود بسبب فشله في تحقيق العدالة الاجتماعية بين الفئات وبين الجهات، وأضاف السيد التنجال، بأنّ حزب البديل الديمقراطي يتموقع «ضمن القوى السياسية التي لا تساوم في مسألة السيادة الوطنية مهما كانت المغريات وأن استقلالية القرار الوطني خطّ أحمر لا يجوز تجاوزه، إضافة إلى التمسّك بالمكاسب الحداثية التي حقّقتها تونس على مدار السنوات الماضية والعمل على تطويرها وفي مقدّمتها حقوق المرأة والحرّيات الشخصية...». ولا ينفي السيد التنجال إمكانية التحالف مع أحزاب سياسية أخرى وتكوين جبهة معها إذا ما توفّر الحدّ الأدنى من التوافق حول برنامج مرحلي يتماشى مع واقع تونس في هذه المرحلة الانتقالية. ويبدو أنّ الماضي النقابي لمؤسّسي هذا الحزب الجديد ترجّح إمكانية التقارب مع حزب نداء تونس بحكم العلاقات القديمة التي تربطهم بالسيد الطيب البكوش الأمين العام الأسبق للاتحاد العام التونسي للشغل وعضو الهيئة التأسيسيّة لحزب نداء تونس.