شد خطاب السيد الباجي القائد السبسي أنظار عدد كبير من النقابيين لما عرج في ثلاث مناسبات على دور الاتحاد العام التونسي للشغل وكانت الإشارات واضحة في أن مبادرة «نداء تونس» تحاول الحصول على دعم النقابيين أصحاب الاتجاهات السياسية المعتدلة والوسطية وعددهم كبير بل يمثلون الأغلبية داخل هياكل الاتحاد. الباجي القائد السبسي أكد في خطابه رفض «نداء تونس» للهجمة التي استهدفت الاتحاد العام التونسي للشغل من طرف مجموعات متطرفة كما أكد أن لا أحد من الأحزاب شارك في الثورة وأن الطرف الوحيد الذي ساعد المحتجين وحماهم من الأمن هو الاتحاد العام التونسي للشغل كما توجه بإشارة أخرى نحو قيادة الاتحاد وبخاصة في علاقة مع المبادرة التي ستطلقها ليطلب من الحكومة التفاعل الإيجابي مع مبادرة الاتحاد. كل هذه الإشارات والإيحاءات تؤكد أن السبسي ورفاقه في «نداء تونس» لهم من الوعي الكثير بضرورة جر الاتحاد العام التونسي للشغل ليكون الضامن لمكاسب البلاد ودفعه لكي يلعب دوره في منع أي انحراف عن الثورة. ولعل في حضور عدد كبير من النقابيين من بينهم قيادات عليا ووسطى تأكيدا على وجود إمكانية تقارب في وجهات النظرمع العلم أن الطيب البكوش الذي سيكون قائد «نداء تونس» كان الأمين العام لاتحاد الشغل وما يحمله ذلك من دلالات واضحة. لكن هذا لا يعني أن الاتحاد العام التونسي للشغل سيعلن دعمه للمبادرة بل بالعكس تماما حيث أن قيادة المنظمة الشغيلة ستعلن يوم الإثنين عن مبادرتها الوطنية والتي ستتميز بكونها مفتوحة أمام الجميع وسيتم دعوة كافة مكونات المجتمع المدني والأحزاب لإعطاء رأيها فيها وهي بالتالي مبادرة تجميع وليست تفريقا وهدفها تنقية الأجواء. فكيف ستتعامل «الترويكا» مع هذا المعطى الجديد وهل تجد في مبادرة اتحاد الشغل خلاصا لها لإجهاض مبادرة السبسي؟ وكيف سيكون موقفها من الدعوة التي ستتلقاها للحضور وتقديم موقف من المبادرة ثم هل تجد «النهضة» نفسها مضطرة للقبول بمبادرة الاتحاد لقطع الطريق أمامها مبادرة «نداء تونس»؟ كل هذه الأسئلة سنرى لها اجوبة قريبا للغاية لكن يبدو أن مبادرة الاتحاد وما ستتضمنه من مقترحات ستكون مبادرة يلتف حولها الجميع هدفها إنهاء التطاحن السياسي وتبادل الاتهامات والانكباب على انقاذ البلاد وتحقيق اهداف الثورة.