حين ركز ما يعرف بالجسر المتحرك بشط القراقنة بمدينة صفاقس استبشر الجميع وظنوا أن هذا الإنجاز سيكون عامل تنمية سياحية في مدينة صفاقس ومحركا هاما لها من خلال انعكاسه الإيجابي والمباشر على حوض الميناء الترفيهي بشط القراقنة. انتظر الجميع منذ تركيزه دوره الفاعل في خلق مناخ سياحي وترفيهي بهذه المنطقة بصفاقس. إلا أن ذلك لم يتم ولن يتحقق وبقي هذا الجسر جسدا هامدا باركا في مكانه ولم يتحرك فأقفلت أبواب حوض الميناء أمام ملاحة القوارب الشراعية وسفن اليخت واختصر دور هذا الجسر على حركة النقل الحديدي بعبور الأرتال والقطارات نحو الجنوب التونسي قابس، قفصة، رديف، المتلوي. ويبقى السؤال مطروحا منذ مدة على كل من بلدية صفاقس وولايتها ووزارتي السياحة والتجهيز والإسكان. فهل أدركت هذه الهياكل أهمية هذا الجسر الذي أنجز بتكاليف ناهزت خمسة ملايين دينار؟ فأين دور هاته الهياكل المعنية بالأمر لإيجاد الحل الكفيل باستغلال الجسر وما ينتظر منه بعد أن بدأت الأخطار البيئية والايكولوجية تهاجم الميناء وحوضه بركود المياه المتعفنة بداخله لعدم جهرها وبين أمواجها أطنان من فواضل البلاستيك.
ويعد غلق باب الميناء في وجه ملاحة السفن الشراعية والسياحية عملا خاطئا مضرا بالأساس بسلامة البيئة فضلا عن كونه حجر عثرة في وجه السياحة الداخلية والتنشيط والترفيه بصفاقس ولأهاليها لعدم وجود متنفس بهاته المدينة البحرية على غرار ما هو موجود بمناطق أخرى بسوسة والحمامات.
لقد حان الوقت للانكباب بكل جدية واهتمام على ملف الجسر المتحرك بصفاقس وبحث السبل الوجيهة بتشغيله وأحكام استغلاله سياحيا وترفيهيا ونفض الغبار على هذا الانجاز حتى يتحول بحق إلى وسيلة للتنمية.
فالحاجة في صفاقس تؤكد ضرورة استغلال هذا الجسر بعد أن تأسست شركة الاستغلال والتنمية السياحية بشط القراقنة ونظيرة لها في كل من الشفار وقرقنة وتجدر الإشارة إلى أن الدراسات الفنية التي أعدت سابقا في شأن استغلال الميناء الترفيهي بصفاقس تتضمن عدة مكونات قادرة على جلب السواح وشد اهتمامهم بما يقدم لهم من فقرات ثقافية تراثية وإبداعية تتكامل مع بعضها مشكلة لوحة فسيفسائية وفنية هامة في الوقت نفسه.
لقد اقترن اسم هذا الميناء قديما وحديثا باسم مواطني قرقنة فكان قبلتهم عبر سفنهم الشراعية فبواسطتها تنقل كل السلع والمؤونة إلى جزيرتهم وكان همزة الوصل لها بصفاقس متميزا بحركته التجارية والاقتصادية المشعة على محيط الميناء بتواجد محلات مختلفة ومتنوعة للخدمات.