في اتصال هاتفي خص به «الشروق» مباشرة من أمريكا أفادنا الدكتور العالم التونسي في النازا محمد الاوسط العياري انه يستحيل على كل الدول العربية والاسلامية رصد هلال رمضان هذا الشهر في ليلة الشك الخميس وذلك بسبب قرب ظهور الهلال من الشمس وهو ما يصعب عملية رصده بالعين المجردة . ويحتاج الأمر الى تجهيزات متطورة جدا على غرار منظومة الشاهد التي ارسلت بعثاتها العلمية الى قمم صحراء «الاتاكاما» بالشيلي و«هواي» لرصد هلال رمضان. وقال في هذا الاطار لو تم تركيز منظومة الشاهد في تونس لكانت اول دولة اسلامية تقوم بالمهمة على اكمل وجه وترصد ظهور الهلال وتوثيقه للأمة وقد طلبنا من المسؤولين تركيز هذه المنظومة في تونس فقوبل مطلبنا بالتجاهل التام.
وأضاف الدكتور محمد الاوسط العياري ان الهلال سيظهر جليا للعيان ليلة الخميس أي غدا على الساعة العاشرة و11دقيقة بالضبط بالتوقيت العالمي (أي الحادية عشرة و11دقية ليلا بتوقيت تونس) في جنوب امريكا وتحديدا ب«الاتاكاما» بالشيلي اعلى منطقة في العالم وافضل مكان للرصد وايضا سيظهر في الارجنتين وفي البرازيل وفق معيار وحسابات علمية دقيقة لايطالها الشك ولا الخطأ وايضا وفق درجات وخطوط عرضية على سماء الكرة الارضية. والمنطقة التي سيظهر فيها هلال رمضان جليا بين مغربين غروب الشمس وغروب القمر هي الشيلي ..
ومعنى هذا ان الهلال سوف لن يظهر جليا للعيان في الدول العربية و الاسلامية. ولا يمكن رصده ابدا بالعين المجردة . علما يضيف عالمنا الجليل محمد الاوسط العياري ان الهلال هو ضوء الشمس الذي ينعكس على سطح القمر.. والهلال واحد فقط وظهوره في اي منطقة في العالم هو دليل على ولادته في كامل ارجاء المعمورة مع فروقات في التوقيت.
وهنا سألت الدكتور محمد الاوسط العياري قائلا: فهل نفهم من كلامك ان يوم الجمعة هو اول يوم لشهر رمضان المعظم؟
وهنا قال الدكتور بخجل شديد وتحرج اشد: دوري هو ان اوثق هلال رمضان بالعلم والحسابات والعين المجردة العادية والمتطورة جدا على غرار منظار الشاهد.. اما الاعلان عن بداية شهر رمضان فهو ليس من مشمولاتي بل من مشمولات سماحة مفتي الجمهورية واولي الامر من المسلمين...فأنا رجل احترم دوري ولا أريد ان أتدخل في شأن غيري...على اني ادعو عائلتي للصوم بداية من يوم الجمعة لا السبت ...فان يظهر الهلال في الشيلي او في الارجنتين او في «هواي» ...فمعنى هذا ومنذ تلك اللحظة دخول شهر رمضان المعظم حتى وان لم يتم رصده في الدول المعنية بصوم الشهر المبارك .
وأمعنت في طرح السؤال وقلت للعالم الاوسط العياري: اذا كانت مراصد الدول الإسلامية سوف لن تستطيع رؤية الهلال ليلة الشك كما يقال عندنا...فهذا يعني أن بداية رمضان هي السبت لا الجمعة كما جرت العادة في بلادنا ويتم الاعلان عن ذلك خلال النشرة المسائية للاخبار؟
وهنا أجاب العالم محمد الاوسط العياري وقال: كل الحسابات العلمية بواسطة تجهيزاتنا تقول ان الهلال سيظهر فعلا ليلة الخميس في المناطق التي ذكرتها... سيظهر هناك فقط ولن تتم رؤيته في غير تلك المناطق الا بمنظومة الشاهد او بطائرات متطورة تصعد الى اعلى وتكون مجهزة بمجاهرنا الخاصة ووقتها يمكن رصد هلال رمضان.
الهلال سيظهر اخر الليل بتوقيت تونس في صحراء «الاتاكاما»... وسنوثقه وسنرسل الصور الى من يهمه الامر والى كل الناس في العالم في حينه والله من وراء القصد ... اما الاعلان عن بداية شهر رمضان فهو ليس من مشمولاتي بل من مشمولات سماحة مفتي الجمهورية واولي الامر من المسلمين...فأنا رجل احترم دوري ولا أريد ان أتدخل في شأن غيري، كما أسفلت الذكر.
وفي هذا الاطار يضيف الاوسط العياري... كثيرا ما سمعت في بعض البرامج من يقول...ان المجاهر والمراصد تعمل بنفس الدقة والكيفية... وأنا أرد على هؤلاء وأقول...أنا من يصنع ويخترع تلك المراصد وهي تختلف وليس لها نفس الدقة ولا نفس العمل...ولهذا أنا أنادي بتصنيع واختراع أفضلها وأجودها وما على اولي الأمر منا الا إعطائي الإشارة لذلك وسأقوم بالمهمة إفادة لأمتي العربية الاسلامية ووطني الأغلى والأحلى والأبهى تونس العزيزة... فبالإرادة والعزيمة والتضامن يمكن ان نكون الأوائل في كل شيء المهم قليل من الاحترام لدور العلماء في هذا المجال وغيره... فبالعلم نتقدم وبالعلم ننافس الدول ...ولا تنمية الا بالعلم .
ومن الاشياء التي اتمنى ان تحدث قريبا يضيف عالمنا الجليل هي مشاركة الدول العربية والاسلامية في المحطة الدولية للفضاء ...فلا يعقل ان تصرف المليارات في ما لا يعني ...ولا يشارك العرب في تلك المحطة العلمية وصنع تاريخ البشرية العلمي علما وان الباب مفتوح للمشاركة ولكن لا دولة عربية فعلت ذلك .
وعودا على بدء اقول ينهي عالمنا الجليل مكالمته للشروق كلنا راع وكلنا مسؤول ...والمسؤولية تتطلب منا جميعا مضاعفة الجهد لتقدم وازدهار بلادنا علميا ومن الهلال نبدأ...وعندما نتوصل الى حل معضلة رؤيته نهائيا فان كل ابواب العلم والتكنولوجيا ستفتح لنا وانا هنا اعي ما اقول جيدا .
وما على الدولة سوى الاستفادة من خبرة العلماء التونسيين الذين أفادوا الغرب (وأنا واحد منهم ..ومن فضل الله علي فقد انتخبت عضوا فنيا قارا ومدى الحياة بالاكاديمية العالمية للفضاء...وهذا النجاح يتجاوز شخصي المتواضع ليشمل تونس الحبيبة ووطنى الاغلى والابقى والاحلى ولله الحمد) والذين تقاعدوا عن العمل، يجب ربط الصلة بهم، ودعوتهم للمشاركة في نهضة البلاد، وسوف لن يتأخروا عن الافادة، إني أعرف أنهم يتحرّقون شوقا الى خدمة تونس. إنهم يعترفون بفضائلها عليهم، ولكن ما ينقص هو ضرورة الاتصال بهم وطرح المشاريع عليهم لتجسيمها، بحسن الإدارة، والتخطيط وبعد النظر.
إن في تونس ثروات طبيعية هائلة هي المستقبل والأمل المنشود وهي البديل الذي يكلّف أقلّ بكثير من سعر برميل النفط الجنوني وأعني الشمس والهواء والبحر...والله المعين على ما يحبه ويرضاه .