سينعقد بالرياض: وزيرة الأسرة تشارك في أشغال الدورة 24 لمجلس أمناء مركز'كوثر'    دولة الاحتلال تلوح بإمكانية الانسحاب من الأمم المتحدة    السعودية: تحذير من طقس اليوم    السعودية: انحراف طائرة عن المدرج الرئيسي ولا وجود لإصابات    عملية تجميل تنتهي بكارثة.. وتتسبب بإصابة 3 سيدات بالإيدز    ايداع 9 من عناصرها السجن.. تفكيك شبكة معقدة وخطيرة مختصة في تنظيم عمليات "الحرقة"    قبل نهائي رابطة الأبطال..«كولر» يُحذّر من الترجي والأهلي يحشد الجمهور    الرابطة الثانية (ج 7 ايابا)    أسير الفلسطيني يفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية    حالة الطقس لهذه الليلة..    أولا وأخيرا: لا تقرأ لا تكتب    حادث مرور مروع ينهي حياة شاب وفتاة..    افتتاح الدورة السابعة للأيام الرومانية بالجم تيسدروس    إيران تحظر بث مسلسل 'الحشاشين' المصري.. السبب    إنتخابات جامعة كرة القدم: إعادة النظر في قائمتي التلمساني وتقيّة    البنك التونسي للتضامن يحدث خط تمويل بقيمة 10 مليون دينار لفائدة مربي الماشية [فيديو]    بين قصر هلال وبنّان: براكاج ورشق سيارات بالحجارة والحرس يُحدّد هوية المنحرفين    بسبب القمصان.. اتحاد الجزائر يرفض مواجهة نهضة بركان    نابل: إقبال هام على خدمات قافلة صحية متعددة الاختصاصات بمركز الصحة الأساسية بالشريفات[فيديو]    الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع "حماس"    تونس تترأس الجمعية الأفريقية للأمراض الجلدية والتناسلية    2024 اريانة: الدورة الرابعة لمهرجان المناهل التراثية بالمنيهلة من 1 إلى 4 ماي    بطولة المانيا : ليفركوزن يتعادل مع شتوتغارت ويحافظ على سجله خاليا من الهزائم    المعهد التونسي للقدرة التنافسية: تخصيص الدين لتمويل النمو هو وحده القادر على ضمان استدامة الدين العمومي    انطلاق فعاليات الدورة السادسة لمهرجان قابس سينما فن    بودربالة يجدد التأكيد على موقف تونس الثابث من القضية الفلسطينية    عميد المحامين يدعو وزارة العدل إلى تفعيل إجراءات التقاضي الإلكتروني    الكاف: قاعة الكوفيد ملقاة على الطريق    استغلال منظومة المواعيد عن بعد بين مستشفى قبلي ومستشفى الهادي شاكر بصفاقس    الدورة الثانية من "معرض بنزرت للفلاحة" تستقطب اكثر من 5 الاف زائر    بطولة مدريد للتنس : الكشف عن موعد مباراة أنس جابر و أوستابينكو    تسجيل طلب كبير على الوجهة التونسية من السائح الأوروبي    جمعية "ياسين" تنظم برنامجا ترفيهيا خلال العطلة الصيفية لفائدة 20 شابا من المصابين بطيف التوحد    جدل حول شراء أضحية العيد..منظمة إرشاد المستهلك توضح    تونس تحتل المرتبة الثانية عالميا في إنتاج زيت الزيتون    الأهلي يتقدم بطلب إلى السلطات المصرية بخصوص مباراة الترجي    عاجل/ الرصد الجوي يحذر في نشرة خاصة..    اليوم.. انقطاع الكهرباء بهذه المناطق من البلاد    كلاسيكو النجم والإفريقي: التشكيلتان المحتملتان    وزير السياحة: 80 رحلة بحرية نحو الوجهة التونسية ووفود 220 ألف سائح..    بمشاركة ليبية.. افتتاح مهرجان الشعر والفروسية بتطاوين    برنامج الدورة 28 لأيام الابداع الادبي بزغوان    في اليوم العالمي للفلسفة..مدينة الثقافة تحتضن ندوة بعنوان "نحو تفكرٍ فلسفي عربي جديد"    الإتحاد العام لطلبة تونس يدعو مناضليه إلى تنظيم تظاهرات تضامنا مع الشعب الفلسطيني    8 شهداء وعشرات الجرحى في قصف لقوات الاحتلال على النصيرات    مدنين: وزير الصحة يؤكد دعم الوزارة لبرامج التّكوين والعلاج والوقاية من الاعتلالات القلبية    الكاف: إصابة شخصيْن جرّاء انقلاب سيارة    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    وزير الخارجية يعلن عن فتح خط جوي مباشر بين تونس و دوالا الكاميرونية    السيناتورة الإيطالية ستيفانيا كراكسي تزور تونس الأسبوع القادم    بنسبة خيالية.. السودان تتصدر الدول العربية من حيث ارتفاع نسبة التصخم !    تألق تونسي جديد في مجال البحث العلمي في اختصاص أمراض وجراحة الأذن والحنجرة والرّقبة    منوبة: تفكيك شبكة دعارة والإحتفاظ ب5 فتيات    مقتل 13 شخصا وإصابة 354 آخرين في حوادث مختلفة خلال ال 24 ساعة الأخيرة    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



توحيد رؤية هلال رمضان-ضرورة ملحة بالنسبة للعالم الإسلامي
نشر في أوتار يوم 19 - 07 - 2012

إن مسالة رؤية هلال شهر رمضان مسالة قديمة حديثة ومتجددة ، مسالة ملأت الدنيا وشغلت بال الناس في كل أن ومكان من المعمورة، ٍمسالة استعصى حلها على البعض من فقهاء الدين والعلماء وحتى رجالات السياسة نظرا لأهميتها البالغة،
ورغم ذلك فقد توصل ابن تونس البار الدكتور محمد الأوسط العياري ومنذ مدة وبفضل بحوثه العلمية المستفيضة في ذلك المجال، إلى الحل الأمثل لها و الدقيق والعلمي والمجدي بقصد تحقيقي غايتين لا تخلوان من الأهمية البالغة تتمثلان في رصد شهر هلال رمضان المعظم و تحديد موقعه بكل دقة و توثيقه ، في نطاق السعي لتوحيد العالم الإسلامي حول هذه المسالة الدقيقة و الخطيرة في أن واحد.
ينتظر المسلمون حول العالم في كل عام حلول شهر رمضان المبارك ، الذي يهل علينا هلاله بعد أيام قلائل، إن شاء الله تعالى ، بالأمن و الأمان و السلامة و الخير و البركة ، لكن الخلاف و الجدل والتحديد بداية هذا الشهر الفضيل ، يتحدد كل عام و يتوزع بين الفقيه و الفلكي و السياسي ، و الحديث على توحيد رؤية الهلال ، تعد مشكلة موسمية تطل برأسها على المسلمين كل عام ، و يظل استطلاع هلال رمضان مشكلة كل عام و من هنا تأتي الدعوة لاعتماد توقيت مكة حسب البعض كمنبر لتحديدي هلال رمضان و توحيد الصف الإسلامي باعتبارها صاحبة الميقات الوحيد في تحديدي وقفة عرفات إثناء الحج المبارك ، غير آن هذا القرار و التوجه لم يظفر بالحسم النهائي ، رغم ما تكاثرت حوله من المؤتمرات و الجدالات و الخلافات .
ففي رأي علماء الفلك المعاصرين، يتمثل سبب اختلاف رؤِية الهلال في اعتمادهم على أربعة اتجاهات مختلفة ، يعتمد الاتجاه الأول : على الأخذ بالحسابات الفلكية فقط لأنه مبني على علوم حسابية و فلكية و حقائق علمية ، في حين يعتمد الاتجاه الثاني : على إعطاء فترة زمنية م بين 15 إلى 20 دقيقة بعد غروب الشمس تسمى اصطلاحا " بمكث القمر " حتى يمكن رؤية هلال شهر رمضان لان إضاءته تكون ضعيفة مقارنة بإضاءة الشمس و شفق الغروب ، أما الاتجاه الثالث : فيعتمد على الحساب الفلكي كمدخل للرؤية الشرعية ، و إضافة لكل ذلك فان الرؤية الحسابية لتحديد مكان ميلاد و رصد القمر ، تعتمد على إن يكون غروب القمر و لو كانت لدقيقة بعد غروب الشمس ، بينما آخرون يرجحون إن تكون بعد دقائق أو بعد ربع ساعة تأكيدا للرؤية ، و قد انصرف اتجاه رابع : إلى حسم هذه القضية بان تم الاعتماد و الاعتداد بالحسابات الفلكية التي توضح أمكانية أو عدم أمكانية الرؤية بالتعاون مع الدول العربية و الدول الإسلامية بعضها مع البعض حتى إذا ما ظهر الهلال في إحداها ، يتم تشارك البقية معها في جزء من الليل و بذلك يتم الإعلان عن شهر الصيام ، في حين يؤمنهم أناس آخرون باختلاف المطالع ، أي آن بعض الدول تصوم منفردة حسب رؤيتها أو عدم رؤيتها للهلال .
في حين رأى بعضهم أن رؤية هلال شهر رمضان تثبت للجماعة، بحيث يستحيل تواطؤهم على الكذب، فان لم تتيسر هذه الجماعة ثبتت الرؤية بشخصين عدليين ، فان لم يتيسر ذلك ، و قد رآه شخص واحد عدل ، جاز صيام المسلمين بناء على شهادته ، فان ما تعذرت الرؤية بعد كل ذلك ، أكمل المسلمون عدة شهر شعبان ثلاثين يوما، من باب العلم أن هذه الوسيلة يتم اللجوء إليها في الصدرالاول للاسلام ، آما في عصرنا الحالي فان التقدم العلمي يستطيع أن يقيس ميلاد الأهلة بشكل دقيق ، و لا تعارض الشريعة الإسلامية الغراء ، الأخذ بالوسائل العصرية لخدمة الإسلام ، فالدين الإسلامي يحث أتباعه على العلم، و أن اللجوء للحسابات الفلكية يمكن أن تحل إشكالية الخلاف الجدلي كل عام حول تحديد صيام المسلمين ، و لتتوحد كلمتهم و يصوموا معا و يحتفلوا بالعيد معا كذلك ، ليعطيهم قوة في عيون أعدائهم ، الذين كثيرا ما يستغلون هذا الخلاف للتشكيك في عقيدة المسلمين ، و إظهارهم بمظهر المتشرذمين في عباداتهم الدينية وعدم اتفاقهم .
و في نطاق هذا الخلاف و الاختلاف في خصوص رؤية هلال شهر رمضان المعظم الكريم و للرغبة الجامحة لتوحيد تلك الرؤية بالنسبة للعالمين العربي و الإسلامي يتنزل جانب من بحوث الدكتور محمد الأوسط ألعياري العالم التونسي الجليل و ابن تونس البار و الخبير المستشار بالوكالة الفضائية الأمريكية '' نازا '' الذي صمم على حسم هذا النزاع نهائيا ، بفضل الابتكار لاختراعه الذي أطلق على تسميته '' الشاهد ".
ذلك انه و كسالف عهده بهذه المسالة و بمناسبة قرب حلول الشهر الفضيلة ، يتولى عالمنا الجليل و على نفقته الخاصة ، إرسال عدة فرق من الاختصاصيين في عملية و فنيات مهمة رصد هلال شهر رمضان المعظم بعدة أنحاء من المعمورة بقصد أتمام تلك المهمة بصفة علمية و دقيقة و ناجعة، و قد دأب على القيام بهذا الانجاز العلمي الرائد منذ عدة سنوات ، و قد اطلع العالم و اطلع على نتيجة أبحاثه و قد اثبت بالبرهان والحجة الساطعة صدفية تكهناته و ملاحظاته و استنتاجاته و نتائجه التي توصل و انتهى أليها و ذلك بفضل دقة اختراعه " الشاهد " ، الذي هو عبارة بالأساس على عين الكترونية متطورة ، تتكون من آلة تصوير كثيرة الحساسية و الدقة و محرك و جهاز اتصال و مراكز متابعه في مناطق مختلفة من العالم |، ينسق عملها برنامج الكتروني يعتمد على شبكة من الحواسيب ، و تقوم هذه المنظومة بمراقبة الظواهر الطبيعية الكونية المختلفة على كوكب الأرض ، و من بين مشمولاتها رصد شهر رمضان المعظم ، بدقة متناهية لا يرقى أليها الشك ، بحيث يتم التقاط صورة الهلال لحظة ولادته و تحديد ساعتها و موقعها ، كما يتم توفير هذه المعلومات للمصالح المختصة في كافة أنحاء العالم و الدول المرتبطة الاتصال بتلك المنظومة .
و يعد الشاهد المنظومة الأولى و الوحيدة من نوعها لرصد الأشهر القمرية ، بهدف السعي للإسهام في توحيد المسلمين على بداية شهر رمضان الكريم ذلك انه سيساعد مراكز المراقبة ، وفي مناطق مختلفة من العالم على التقاط صور الهلال حال بروزه و هذا ما يؤكد رؤيته بصفة لا تدعو مجالا للشك و التردد ، فضلا عن توثيقه و حفظ و اكتناز معلوماته ببنك للمعلومات تابع لنفس المنظومة . " فالشاهد " يوثق الرؤية الشرعية للهلال ، فالهلال في نظر الدكتور محمد الأوسط العياري باحثنا الجليل ، و حسب اعتقاده الراسخ و إيمانه العقائدي و العلمي ، واحد بالنسبة لعموم الرقعة الجغرا سياسية لكافة العالم الإسلامي دون استثناء ، فالهلال واحد في تونس وكذا الشأن بالنسبة للبنان أو باكستان أو العربية السعودية و عامة الدول العربية و الإسلامية ، إضافة إلى أن مسالة الهلال ستعيدنا لان نتميز من جديد في العلوم الفضائية ، تلك العلوم التي كان للعلماء العرب و المسلمين الباع الطويل و الهام على مر تاريخ ازدهار العالم الإسلامي و ما سمي بالعصر الذهبي للآمة الإسلامية قاطبة بفضل إسهامات علمائها في شتى المجالات العلمية في الحضارة البشرية و لنا أن نسوق على سبيل المثال لا الحصر ، اسم عالمنا الجليل أبو الحسن ابن الهيثم الذي تميز بأبحاثه في علوم المناظر و البصريات و الفضاء و الفلك و بمثله العالم الفاضل البيروني و غيرهما كثيرون هذا و كما هو الشأن بالنسبة إلى السنة الماضية، التي خلالها تحصل دكتورنا الجليل على هلال شهر رمضان بصحراء" ناميبيا "من القارة الأفريقية ، فانه قد أرسل بعد فرقا متخصصة في رصد هلال شهر رمضان لهذه السنة ، بعدة بقاع من العالم و خاصة بجزر "هاواي " المتواجدة بالمحيط الهادي و بصحراء " اتاكاما بالشيلي " بامريكيا الجنوبية على لن يكون المرصد المتخصص لتلقي المعلومات و صور الهلال الموثقة توثيقا عاميا بمدينة " وينيباڨ " بكندا أي بشمال القارة الأمريكية .
ففكرة رصد هلال شهر رمضان قد أخذت أشواطا و أشواط في أبحاث الدكتور محمد الأوسط العياري وقد كانت متميزة بالنظر للحاجة الملحة في نطاق توحيد الرؤية بالعالم الاسلامي ، وهو عهد قد قطعه على نفسه لما له من أصول متجذرة في ديننا الحنيف و لأيمانه العميق لخدمة قضايا الأمة الإسلامية قاطبة و بلده تونس على وجه الخصوص ، فحسب ما جاء بدراسته لهذه المسالة و على وجه الخصوص منذ عام 2008 ، تولى من جهته و بعد الدرس و التمحيص المستفيض للمسالة عامة ، ببعث منظومة لرؤية الهلال بصفة واضحة و جلية ، تلك المنظومة التي تكون صالحة و ناجعة و مفيدة في جميع أنحاء المعمورة و مهما كانت المؤثرات المناخية أو طبيعة التضاريس ، ذلك أن تلك المنظومة بدأت بالعمل بصفة أوسع و اشمل لأجل رفع الالتباس الذي هو قائم الذات بين المسلمين في خصوص بداية شهر رمضان و نهايته ، و من هذا المنطلق قام بتصميم هذه المنظومة حتى تكون بمثابة اكبر جهاز للعناية بهذه المسالة و غيرها بالنظر إلى تعدد المراصد فوق المعمورة ، فهذه المنظومة إلى جانب كونها قد أعدت للاستجابة لاكتشافه " الشاهد " فهي قد تسدي عدة فوائد و قد تستجيب لعدة استعمالات أخرى متجددة و متنوعة ، ومع مرور الزمن كان الدكتور محمد الأوسط العياري يأمل في تشريك شبابنا الصاعد و الواعد في عملية رصد الهلال مستقبلا و ذلك بتمكينهم بالمعدات اللازمة في شكل كور هوائية ترتفع حاملة معها عدة معدات ذات طابع علمي و فني للقيام بعدة عمليات و مهام من بينها رصد الهلال على ارتفاع 20/30 كلم فوق مستوى اليابسة لدراسة الطبقات الجوية العليا و للقيام بعملية الرصد فوق تلك الطبقات الجوية التي قد تحجب الرؤية الواضحة من جراء ما علق بها من أتربة و أدخنة قد تنبعث من الأرض لقاء التلوث الصناعي كما تم التفكير باستعمال أشعة الليزر للتوصل إلى توفير مقومات رؤية صافية لهلال شهر رمضان الكريم كل ذلك لا يمنع منى ضرورة خضوع هذه الرؤية إلى استعمال الأقمار الصناعية التي أثبتت نجا عتها منم الناحية العلمية و لدقتها ، و كلها وسائل و طرق و استعمالات لا تتضارب مع مقتضيات ديننا الحنيف ، إضافة إلى أن رواد الفضاء المتواجدين بالمحطة الفضائية الدولية و التي تجمع عمل تعاوني علمي و تكنولوجي و بحثي بين 16 دولة و التي بنيت منذ عشرة سنوات للاستجابة إلى البحث العلمي الدولي و من ابرز تلك الدول التي تميزت في هذا المجال الولايات المتحدة الامربكية و روسيا و كندا و اليابان و الوكالة الفضائية الأوروبية التي ألت على نفسها أن يكون لها السبق و المشاركة في المسيرة العالمية في مجال البحث العلمي بقصد إفادة البشرية بأي شكل من الأشكال ، و تحتوي تلك المحطة الفضائية على عدة أقسام تتمتع كل دولة من الدول المشاركة فيها بقسم منفرد بها .
و يتطلع عالمنا الجليل الدكتور محمد الأوسط العياري ان يخصص قسما منها لرؤية الهلال وغيرها من مختلف البحوث العلمية في إطار منظومة "الشاهد "، كما انه ينوي بناء قمر اصطناعي يعنى و يتخصص في رؤية و رصد هلال شهر رمضان المعظم بالنسبة لتلك الفترة في حين ينشغل في باقي الأوقات بالاستجابة لخطة إستراتيجية علمية تبرمج له من طرف علماء عرب أو إسلاميين انطلاقا من محطات أرضية متناثرة و موزعة بكامل إرجاء المعمورة.
وتلك الاستراتيجيات ما فتئ أن نادى بها عالمنا الفذ منذ زمن بعيد لكنه لم يجد التشجيع الكافي لتحقيق أحلامه و أماله و خاصة من طرف الأنظمة السياسية العربية و الإسلامية ، فرؤية الهلال لا تعد حقيقة و واقعا من مشاغله الأولى لكنه يعتبر مشغلا انعم الله به على الأمة الإسلامية قاطبة بقصد السعي إلى توحيد كلمتها في دينها و معاشها ، و الحال إن الأمة في حاجة إلى اهتمامات و انشغالات لا تقل أهمية ، و لذلك كان وجوب دراسة الفلك و العلوم الفضائية المختلفة لما توفره من فوائد جما لها الانعكاس الايجابي على حاضر و مستقبل الأمة بصفة خاصة و البشرية بصفة عامة ، و يمكن أن يكون بهذا الاعتبار الهلال منطقا جديا لتقدمنا فالعلوم الفضائية و تكنولوجيات الفلك ، و هذا خير جواب لمن اتخذ من التشكيك في قدرات علمائنا مطية لانتقاداته غير البناءة .
و من باب الإفادة نستعرض معكم بعض مقتطفات من التقرير العلمي الذي أعده الدكتور محمد الأوسط العياري بالنسبة لرؤية هلال شهر رمضان الحالي :
" كنت اقترحت منذ سنة 2008 بعث منظومة متكاملة ، بقصد نشر ما انتهت إليه إعمال الرصد لأهلة أشهر رمضان المعظم بالنسبة للسنوات الماضية و هذه السنة ، و قد أنجزت تلك المنظومة ذات المستوى العالي و الدقيق ، و التي ستمكن و إلى جانب أداء مهامها الموكولة لها ، من نشر معلوماتها بصفة سريعة عبر كل إنحاء المعمورة ، و هكذا ستتمكن هذه المنظومة ، التي أطلقت على تسميتها " الشاهد " من تلقي المعلومات من المحطة الفضائية التي تحلق بمدار حول الأرض و من المحطات الأرضية ، و العمل على تحليلها و الاستفادة منها و نشرها عبر العالم .
و لمزيد الشرح فان المنظومة ستستغل حسب عدة برامج و طرق متنوعة و مختلفة:
الطريقة الأولى : إن تتم عملية رصد هلال شهر رمضان انطلاقا من المحطة الفضائية التي تحلق حاليا حول مدار أرضي ، و هي المحطة الفضائية الدولية التي تشارك في تشغيلها 16 دولة لاستمرارية تواجد العنصر البشري في الفضاء ، بقصد القيام بتجارب البحث العلمي في مختلف الاختصاصات الهامة والمتنوعة.
الطريقة الثانية : آن يتم إرسال كرات هوائية تحمل آلات مراقبة و قيس لتامين عمليات الرصد على ارتفاع 20/30 كلم ، و بالإمكان إن يشارك في انجاز هذه العملية شبابنا الصاعد ، بالاستعانة ببعض إطارات الرصد الجوي و الجيش الوطني و بعض الفنيين في الاختصاصات الوثيقة الاتصال بعملية الرصد عامة .
الطريقة الثالثة: بعث قمر اصطناعي يعنى بعملية رصد الهلال كما يتولى من جهة أخرى القيام بمهام أخرى ذات طابع علمي.
الطريقة الرابعة : الاستعانة بأشعة الليزر لرصد و توثقه الهلال منذ ولادته و متابعة الرصد و الملاحظة على سطح القمر و مراقبة التغيرات التي قد تطرأ عليه .
إن عملية الرصد تتطلب في حد ذاتها توفر الرؤية الواضحة و الصافية ، فمن عوائقها و موانعها التلوث البيئي ، فالطبقات الجوية العليا للأرض ، كثيرا ما تشهد تلوثا بالغا و هاما قد يحد من إتمام عملية الرصد و الملاحظة و المشاهدة و الرؤية بصفة دقيقة و واضحة و شفافة ، و لذلك وجب توفير أحسن الأجواء لتلك العملية بتجنب أماكن قد تكثر فيها التلوثات بشتى اشكالها و انواعها ، و من أهم العناصر الملوثة للبيئة و المناخ و الطبقات الجوية العليا الأرضية ، البراكين ، و الأرض تعج بنسبة عالية من البراكين النشيطة و حتى الخامدة حاليا ، فالبراكين تعد من اخطر أهم العناصر الملوثة للفضاء الأرضي، لما تندفع عنها من غبار و أتربة ، فضلا عن كون نشاطها يستمر لفترة طويلة من الزمن ، كما إن ما تدفعه من أتربة و حمم يظل مفعولها متواصلا و متنقلا عبر الطبقات الجوية الرضية لعدة سنوات و سنوات ، و قد تكون المتسببة في الاعاصيرو الأنواء عبر عدة مناطق من العالم ، و قد قامت الوكالة الفضائية الأمريكية " نازا " بمراقبة و ملاحظة و رصد تحركات تلك الأتربة التي ألقت بها عدة براكين عبر الزمن و عبر الأجواء الأرضية، و حاولت محاصرتها و الحد من فاعليتها و مفعولها في نطاق الحد من ظاهرة التلوث الجوي و معالجة الانحباس الحراري .
و إضافة للتلوث المنبعث من البراكين فان الأرض تشهد نوعا ثانيا من التلوث المتمثل في الأدخنة المتصاعدة من المصانع و السيارات و الطائرات و المنازل ، كلها تكون تلوثا هاما قد يؤثر بصفة مباشرة أو غير مباشرة على عملية الرصد والرؤية ، كما تساهم الأعاصير و الدواوير النوئية و العواصف بدورها في عملية التلويث هذه ، و قد أثبتت تلك الظواهر الطبيعية مفعولها من خلال ما التقطته الأقمار الاصطناعية لصورها ، و العمل الكثيف للحد من مفعولها المدمر على البشرية ، و لما قد تحدثه من اضطرابات على البيئة عامة .
و للأسباب السابق الإشارة لها ، تم التركيز في الرصد بالنسبة للسنة الحالية على حصر عمليات الرصد انطلاقا من صحراء " اتاكاما " بدولة الشيلي بامريكيا الجنوبية ،و لذلك كان من المتوقع بل من الثابت ، أن تكون الرؤية واضحة لميلاد هلال شهر رمضان المقبل يوم الخميس 19 جويلية 2012 على الساعة الرابعة و أربعة و عشرين دقيقة بالتوقيت المحلي لمكان الرصد ، و لمزيد الدقة العلمية ، قمنا بإسناد هذا الفريق بفريق مراقبة ثاني تحول و انتصب بجزيرة " هيلو " من جزر هاواي المتواجدة بالمحيط الهادي ، و ذلك بقصد القيام بنفس عملية الرصد و لقطع الشك نهائيا."
هذا و قد اقتصرنا على إحاطتكم علما ببعض من التقرير العلمي المطول للدكتور محمد الأوسط العياري المتضمن لكل جزئيات عملية الرصد لهلال شهر رمضان بالنسبة للسنة الحالية .
عن جمعية الشاهد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.