القيروان: إزالة توصيلات عشوائية على الشبكة المائية في الشبيكة    بالفيديو: مطار طبرقة الدولي يستعيد حركته ويستقبل أول رحلة سياحية قادمة من بولونيا    عاجل: أمر مفاجئ من ترامب: على الجميع إخلاء طهران فورا    في 5 سنوات.. 11 مليار دولار خسائر غانا من تهريب الذهب    كأس العالم للأندية: التشكيلة الأساسية للترجي الرياضي في مواجهة فلامينغو    كأس العالم للأندية: تعادل مثير بين البوكا وبنفيكا    اسرائيل تتآكل من الداخل وانفجار مجتمعي على الابواب    عاجل : ترامب يدعو إلى الإجلاء الفوري من طهران    كاس العالم للاندية 2025: تشلسي يفوز على لوس انجلس بثنائية نظيفة    بعد تسجيل 121 حريقا في 15 يوما.. بن الشيخ يشدد على ضرورة حماية المحاصيل والغابات    ميناء جرجيس يستقبل أولى رحلات عودة التونسيين بالخارج: 504 مسافرين و292 سيارة    يهم اختصاصات اللغات والرياضيات والكيمياء والفيزياء والفنون التشكيلية والتربية الموسيقية..لجنة من سلطنة عُمان في تونس لانتداب مُدرّسين    المندوبية الجهوية للتربية بمنوبةالمجلة الالكترونية «رواق»... تحتفي بالمتوّجين في الملتقيات الجهوية    في اصدار جديد للكاتب والصحفي محمود حرشاني .. مجموعة من القصص الجديدة الموجهة للاطفال واليافعين    الكوتش وليد زليلة يكتب .. طفلي لا يهدأ... هل هو مفرط الحركة أم عبقري صغير؟    أخبار الحكومة    انطلاق الحملة الانتخابية بدائرة بنزرت الشمالية    المنتخب التونسي للكرة الطائرة يفوز وديا على المنتخب الايطالي الرديف 3 - 1    بورصة: تعليق تداول اسهم الشركة العقارية التونسية السعودية ابتداء من حصّة الإثنين    تونس تحتضن من 16 الى 18 جوان المنتدى الإقليمي لتنظيم الشراء في المجال الصحي بمشاركة خبراء وشركاء من شمال إفريقيا والمنطقة العربية    منظمات تونسية تدعو سلطات الشرق الليبي إلى إطلاق سراح الموقوفين من عناصر "قافلة صمود".. وتطالب السلطات التونسية والجزائرية بالتدخل    طقس الليلة    تونس تعزز جهودها في علاج الإدمان بأدوية داعمة لحماية الشباب واستقرار المجتمع    إسناد العلامة التونسية المميزة للجودة لإنتاج مصبر الهريسة    تجديد انتخاب ممثل تونس بالمجلس الاستشاري لاتفاقية حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه لليونسكو    عاجل/ وزير الخارجية يتلقّى إتّصالا من نظيره المصري    "تسنيم": الدفاعات الجوية الإيرانية تدمر مقاتلة إسرائيلية من طراز "إف 35" في تبريز    اتحاد الشغل يدعو النقابيين الليبيين الى التدخل لإطلاق سراح أفراد قافلة "الصمود"    تونس تدعو إلى شراكة صحّية إفريقية قائمة على التمويل الذاتي والتصنيع المحلي    نحو إحداث مرصد وطني لإزالة الكربون الصناعي    جندوبة: اجلاء نحو 30 ألف قنطار من الحبوب منذ انطلاق موسم الحصاد    العطل الرسمية المتبقية للتونسيين في النصف الثاني من 2025    عاجل/ باكستان: المصادقة على مشروع قرار يدعم إيران ضد إسرائيل    جندوبة: الادارة الجهوية للحماية المدنية تطلق برنامج العطلة الآمنة    "مذكّرات تُسهم في التعريف بتاريخ تونس منذ سنة 1684": إصدار جديد لمجمع بيت الحكمة    الدورة الأولى من مهرجان الأصالة والإبداع بالقلال من 18 الى 20 جوان    في قضية ارتشاء وتدليس: تأجيل محاكمة الطيب راشد    القيروان: 2619 مترشحا ومترشحة يشرعون في اجتياز مناظرة "السيزيام" ب 15 مركزا    عاجل : عطلة رأس السنة الهجرية 2025 رسميًا للتونسيين (الموعد والتفاصيل)    الكاف: فتح مركزين فرعيين بساقية سيدي يوسف وقلعة سنان لتجميع صابة الحبوب    ابن أحمد السقا يتعرض لأزمة صحية مفاجئة    تأجيل محاكمة المحامية سنية الدهماني    دورة المنستير للتنس: معز الشرقي يفوز على عزيز دوقاز ويحر اللقب    خبر سارّ: تراجع حرارة الطقس مع عودة الامطار في هذا الموعد    10 سنوات سجناً لمروّجي مخدرات تورّطا في استهداف الوسط المدرسي بحلق الوادي    189 حريق خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية….    باريس سان جيرمان يقسو على أتليتيكو مدريد برباعية في كأس العالم للأندية    النادي الصفاقسي: الهيئة التسييرية تواصل المشوار .. والإدارة تعول على الجماهير    تعاون تونسي إيطالي لدعم جراحة قلب الأطفال    كأس المغرب 2023-2024: معين الشعباني يقود نهضة بركان الى الدور نصف النهائي    صفاقس : الهيئة الجديدة ل"جمعية حرفيون بلا حدود تعتزم كسب رهان الحرف، وتثمين الحرف الجديدة والمعاصرة (رئيس الجمعية)    لطيفة العرفاوي تردّ على الشائعات بشأن ملابسات وفاة شقيقها    قابس: الاعلان عن جملة من الاجراءات لحماية الأبقار من مرض الجلد العقدي المعدي    تحذير خطير: لماذا قد يكون الأرز المعاد تسخينه قاتلًا لصحتك؟    من قلب إنجلترا: نحلة تقتل مليارديرًا هنديًا وسط دهشة الحاضرين    قافلة الصمود فعل رمزي أربك الاحتلال وكشف هشاشة الأنظمة    ملف الأسبوع .. أحبُّ الناس إلى الله أنفعُهم للناس    طواف الوداع: وداعٌ مهيب للحجيج في ختام مناسك الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



توحيد رؤية هلال رمضان-ضرورة ملحة بالنسبة للعالم الإسلامي
نشر في أوتار يوم 19 - 07 - 2012

إن مسالة رؤية هلال شهر رمضان مسالة قديمة حديثة ومتجددة ، مسالة ملأت الدنيا وشغلت بال الناس في كل أن ومكان من المعمورة، ٍمسالة استعصى حلها على البعض من فقهاء الدين والعلماء وحتى رجالات السياسة نظرا لأهميتها البالغة،
ورغم ذلك فقد توصل ابن تونس البار الدكتور محمد الأوسط العياري ومنذ مدة وبفضل بحوثه العلمية المستفيضة في ذلك المجال، إلى الحل الأمثل لها و الدقيق والعلمي والمجدي بقصد تحقيقي غايتين لا تخلوان من الأهمية البالغة تتمثلان في رصد شهر هلال رمضان المعظم و تحديد موقعه بكل دقة و توثيقه ، في نطاق السعي لتوحيد العالم الإسلامي حول هذه المسالة الدقيقة و الخطيرة في أن واحد.
ينتظر المسلمون حول العالم في كل عام حلول شهر رمضان المبارك ، الذي يهل علينا هلاله بعد أيام قلائل، إن شاء الله تعالى ، بالأمن و الأمان و السلامة و الخير و البركة ، لكن الخلاف و الجدل والتحديد بداية هذا الشهر الفضيل ، يتحدد كل عام و يتوزع بين الفقيه و الفلكي و السياسي ، و الحديث على توحيد رؤية الهلال ، تعد مشكلة موسمية تطل برأسها على المسلمين كل عام ، و يظل استطلاع هلال رمضان مشكلة كل عام و من هنا تأتي الدعوة لاعتماد توقيت مكة حسب البعض كمنبر لتحديدي هلال رمضان و توحيد الصف الإسلامي باعتبارها صاحبة الميقات الوحيد في تحديدي وقفة عرفات إثناء الحج المبارك ، غير آن هذا القرار و التوجه لم يظفر بالحسم النهائي ، رغم ما تكاثرت حوله من المؤتمرات و الجدالات و الخلافات .
ففي رأي علماء الفلك المعاصرين، يتمثل سبب اختلاف رؤِية الهلال في اعتمادهم على أربعة اتجاهات مختلفة ، يعتمد الاتجاه الأول : على الأخذ بالحسابات الفلكية فقط لأنه مبني على علوم حسابية و فلكية و حقائق علمية ، في حين يعتمد الاتجاه الثاني : على إعطاء فترة زمنية م بين 15 إلى 20 دقيقة بعد غروب الشمس تسمى اصطلاحا " بمكث القمر " حتى يمكن رؤية هلال شهر رمضان لان إضاءته تكون ضعيفة مقارنة بإضاءة الشمس و شفق الغروب ، أما الاتجاه الثالث : فيعتمد على الحساب الفلكي كمدخل للرؤية الشرعية ، و إضافة لكل ذلك فان الرؤية الحسابية لتحديد مكان ميلاد و رصد القمر ، تعتمد على إن يكون غروب القمر و لو كانت لدقيقة بعد غروب الشمس ، بينما آخرون يرجحون إن تكون بعد دقائق أو بعد ربع ساعة تأكيدا للرؤية ، و قد انصرف اتجاه رابع : إلى حسم هذه القضية بان تم الاعتماد و الاعتداد بالحسابات الفلكية التي توضح أمكانية أو عدم أمكانية الرؤية بالتعاون مع الدول العربية و الدول الإسلامية بعضها مع البعض حتى إذا ما ظهر الهلال في إحداها ، يتم تشارك البقية معها في جزء من الليل و بذلك يتم الإعلان عن شهر الصيام ، في حين يؤمنهم أناس آخرون باختلاف المطالع ، أي آن بعض الدول تصوم منفردة حسب رؤيتها أو عدم رؤيتها للهلال .
في حين رأى بعضهم أن رؤية هلال شهر رمضان تثبت للجماعة، بحيث يستحيل تواطؤهم على الكذب، فان لم تتيسر هذه الجماعة ثبتت الرؤية بشخصين عدليين ، فان لم يتيسر ذلك ، و قد رآه شخص واحد عدل ، جاز صيام المسلمين بناء على شهادته ، فان ما تعذرت الرؤية بعد كل ذلك ، أكمل المسلمون عدة شهر شعبان ثلاثين يوما، من باب العلم أن هذه الوسيلة يتم اللجوء إليها في الصدرالاول للاسلام ، آما في عصرنا الحالي فان التقدم العلمي يستطيع أن يقيس ميلاد الأهلة بشكل دقيق ، و لا تعارض الشريعة الإسلامية الغراء ، الأخذ بالوسائل العصرية لخدمة الإسلام ، فالدين الإسلامي يحث أتباعه على العلم، و أن اللجوء للحسابات الفلكية يمكن أن تحل إشكالية الخلاف الجدلي كل عام حول تحديد صيام المسلمين ، و لتتوحد كلمتهم و يصوموا معا و يحتفلوا بالعيد معا كذلك ، ليعطيهم قوة في عيون أعدائهم ، الذين كثيرا ما يستغلون هذا الخلاف للتشكيك في عقيدة المسلمين ، و إظهارهم بمظهر المتشرذمين في عباداتهم الدينية وعدم اتفاقهم .
و في نطاق هذا الخلاف و الاختلاف في خصوص رؤية هلال شهر رمضان المعظم الكريم و للرغبة الجامحة لتوحيد تلك الرؤية بالنسبة للعالمين العربي و الإسلامي يتنزل جانب من بحوث الدكتور محمد الأوسط ألعياري العالم التونسي الجليل و ابن تونس البار و الخبير المستشار بالوكالة الفضائية الأمريكية '' نازا '' الذي صمم على حسم هذا النزاع نهائيا ، بفضل الابتكار لاختراعه الذي أطلق على تسميته '' الشاهد ".
ذلك انه و كسالف عهده بهذه المسالة و بمناسبة قرب حلول الشهر الفضيلة ، يتولى عالمنا الجليل و على نفقته الخاصة ، إرسال عدة فرق من الاختصاصيين في عملية و فنيات مهمة رصد هلال شهر رمضان المعظم بعدة أنحاء من المعمورة بقصد أتمام تلك المهمة بصفة علمية و دقيقة و ناجعة، و قد دأب على القيام بهذا الانجاز العلمي الرائد منذ عدة سنوات ، و قد اطلع العالم و اطلع على نتيجة أبحاثه و قد اثبت بالبرهان والحجة الساطعة صدفية تكهناته و ملاحظاته و استنتاجاته و نتائجه التي توصل و انتهى أليها و ذلك بفضل دقة اختراعه " الشاهد " ، الذي هو عبارة بالأساس على عين الكترونية متطورة ، تتكون من آلة تصوير كثيرة الحساسية و الدقة و محرك و جهاز اتصال و مراكز متابعه في مناطق مختلفة من العالم |، ينسق عملها برنامج الكتروني يعتمد على شبكة من الحواسيب ، و تقوم هذه المنظومة بمراقبة الظواهر الطبيعية الكونية المختلفة على كوكب الأرض ، و من بين مشمولاتها رصد شهر رمضان المعظم ، بدقة متناهية لا يرقى أليها الشك ، بحيث يتم التقاط صورة الهلال لحظة ولادته و تحديد ساعتها و موقعها ، كما يتم توفير هذه المعلومات للمصالح المختصة في كافة أنحاء العالم و الدول المرتبطة الاتصال بتلك المنظومة .
و يعد الشاهد المنظومة الأولى و الوحيدة من نوعها لرصد الأشهر القمرية ، بهدف السعي للإسهام في توحيد المسلمين على بداية شهر رمضان الكريم ذلك انه سيساعد مراكز المراقبة ، وفي مناطق مختلفة من العالم على التقاط صور الهلال حال بروزه و هذا ما يؤكد رؤيته بصفة لا تدعو مجالا للشك و التردد ، فضلا عن توثيقه و حفظ و اكتناز معلوماته ببنك للمعلومات تابع لنفس المنظومة . " فالشاهد " يوثق الرؤية الشرعية للهلال ، فالهلال في نظر الدكتور محمد الأوسط العياري باحثنا الجليل ، و حسب اعتقاده الراسخ و إيمانه العقائدي و العلمي ، واحد بالنسبة لعموم الرقعة الجغرا سياسية لكافة العالم الإسلامي دون استثناء ، فالهلال واحد في تونس وكذا الشأن بالنسبة للبنان أو باكستان أو العربية السعودية و عامة الدول العربية و الإسلامية ، إضافة إلى أن مسالة الهلال ستعيدنا لان نتميز من جديد في العلوم الفضائية ، تلك العلوم التي كان للعلماء العرب و المسلمين الباع الطويل و الهام على مر تاريخ ازدهار العالم الإسلامي و ما سمي بالعصر الذهبي للآمة الإسلامية قاطبة بفضل إسهامات علمائها في شتى المجالات العلمية في الحضارة البشرية و لنا أن نسوق على سبيل المثال لا الحصر ، اسم عالمنا الجليل أبو الحسن ابن الهيثم الذي تميز بأبحاثه في علوم المناظر و البصريات و الفضاء و الفلك و بمثله العالم الفاضل البيروني و غيرهما كثيرون هذا و كما هو الشأن بالنسبة إلى السنة الماضية، التي خلالها تحصل دكتورنا الجليل على هلال شهر رمضان بصحراء" ناميبيا "من القارة الأفريقية ، فانه قد أرسل بعد فرقا متخصصة في رصد هلال شهر رمضان لهذه السنة ، بعدة بقاع من العالم و خاصة بجزر "هاواي " المتواجدة بالمحيط الهادي و بصحراء " اتاكاما بالشيلي " بامريكيا الجنوبية على لن يكون المرصد المتخصص لتلقي المعلومات و صور الهلال الموثقة توثيقا عاميا بمدينة " وينيباڨ " بكندا أي بشمال القارة الأمريكية .
ففكرة رصد هلال شهر رمضان قد أخذت أشواطا و أشواط في أبحاث الدكتور محمد الأوسط العياري وقد كانت متميزة بالنظر للحاجة الملحة في نطاق توحيد الرؤية بالعالم الاسلامي ، وهو عهد قد قطعه على نفسه لما له من أصول متجذرة في ديننا الحنيف و لأيمانه العميق لخدمة قضايا الأمة الإسلامية قاطبة و بلده تونس على وجه الخصوص ، فحسب ما جاء بدراسته لهذه المسالة و على وجه الخصوص منذ عام 2008 ، تولى من جهته و بعد الدرس و التمحيص المستفيض للمسالة عامة ، ببعث منظومة لرؤية الهلال بصفة واضحة و جلية ، تلك المنظومة التي تكون صالحة و ناجعة و مفيدة في جميع أنحاء المعمورة و مهما كانت المؤثرات المناخية أو طبيعة التضاريس ، ذلك أن تلك المنظومة بدأت بالعمل بصفة أوسع و اشمل لأجل رفع الالتباس الذي هو قائم الذات بين المسلمين في خصوص بداية شهر رمضان و نهايته ، و من هذا المنطلق قام بتصميم هذه المنظومة حتى تكون بمثابة اكبر جهاز للعناية بهذه المسالة و غيرها بالنظر إلى تعدد المراصد فوق المعمورة ، فهذه المنظومة إلى جانب كونها قد أعدت للاستجابة لاكتشافه " الشاهد " فهي قد تسدي عدة فوائد و قد تستجيب لعدة استعمالات أخرى متجددة و متنوعة ، ومع مرور الزمن كان الدكتور محمد الأوسط العياري يأمل في تشريك شبابنا الصاعد و الواعد في عملية رصد الهلال مستقبلا و ذلك بتمكينهم بالمعدات اللازمة في شكل كور هوائية ترتفع حاملة معها عدة معدات ذات طابع علمي و فني للقيام بعدة عمليات و مهام من بينها رصد الهلال على ارتفاع 20/30 كلم فوق مستوى اليابسة لدراسة الطبقات الجوية العليا و للقيام بعملية الرصد فوق تلك الطبقات الجوية التي قد تحجب الرؤية الواضحة من جراء ما علق بها من أتربة و أدخنة قد تنبعث من الأرض لقاء التلوث الصناعي كما تم التفكير باستعمال أشعة الليزر للتوصل إلى توفير مقومات رؤية صافية لهلال شهر رمضان الكريم كل ذلك لا يمنع منى ضرورة خضوع هذه الرؤية إلى استعمال الأقمار الصناعية التي أثبتت نجا عتها منم الناحية العلمية و لدقتها ، و كلها وسائل و طرق و استعمالات لا تتضارب مع مقتضيات ديننا الحنيف ، إضافة إلى أن رواد الفضاء المتواجدين بالمحطة الفضائية الدولية و التي تجمع عمل تعاوني علمي و تكنولوجي و بحثي بين 16 دولة و التي بنيت منذ عشرة سنوات للاستجابة إلى البحث العلمي الدولي و من ابرز تلك الدول التي تميزت في هذا المجال الولايات المتحدة الامربكية و روسيا و كندا و اليابان و الوكالة الفضائية الأوروبية التي ألت على نفسها أن يكون لها السبق و المشاركة في المسيرة العالمية في مجال البحث العلمي بقصد إفادة البشرية بأي شكل من الأشكال ، و تحتوي تلك المحطة الفضائية على عدة أقسام تتمتع كل دولة من الدول المشاركة فيها بقسم منفرد بها .
و يتطلع عالمنا الجليل الدكتور محمد الأوسط العياري ان يخصص قسما منها لرؤية الهلال وغيرها من مختلف البحوث العلمية في إطار منظومة "الشاهد "، كما انه ينوي بناء قمر اصطناعي يعنى و يتخصص في رؤية و رصد هلال شهر رمضان المعظم بالنسبة لتلك الفترة في حين ينشغل في باقي الأوقات بالاستجابة لخطة إستراتيجية علمية تبرمج له من طرف علماء عرب أو إسلاميين انطلاقا من محطات أرضية متناثرة و موزعة بكامل إرجاء المعمورة.
وتلك الاستراتيجيات ما فتئ أن نادى بها عالمنا الفذ منذ زمن بعيد لكنه لم يجد التشجيع الكافي لتحقيق أحلامه و أماله و خاصة من طرف الأنظمة السياسية العربية و الإسلامية ، فرؤية الهلال لا تعد حقيقة و واقعا من مشاغله الأولى لكنه يعتبر مشغلا انعم الله به على الأمة الإسلامية قاطبة بقصد السعي إلى توحيد كلمتها في دينها و معاشها ، و الحال إن الأمة في حاجة إلى اهتمامات و انشغالات لا تقل أهمية ، و لذلك كان وجوب دراسة الفلك و العلوم الفضائية المختلفة لما توفره من فوائد جما لها الانعكاس الايجابي على حاضر و مستقبل الأمة بصفة خاصة و البشرية بصفة عامة ، و يمكن أن يكون بهذا الاعتبار الهلال منطقا جديا لتقدمنا فالعلوم الفضائية و تكنولوجيات الفلك ، و هذا خير جواب لمن اتخذ من التشكيك في قدرات علمائنا مطية لانتقاداته غير البناءة .
و من باب الإفادة نستعرض معكم بعض مقتطفات من التقرير العلمي الذي أعده الدكتور محمد الأوسط العياري بالنسبة لرؤية هلال شهر رمضان الحالي :
" كنت اقترحت منذ سنة 2008 بعث منظومة متكاملة ، بقصد نشر ما انتهت إليه إعمال الرصد لأهلة أشهر رمضان المعظم بالنسبة للسنوات الماضية و هذه السنة ، و قد أنجزت تلك المنظومة ذات المستوى العالي و الدقيق ، و التي ستمكن و إلى جانب أداء مهامها الموكولة لها ، من نشر معلوماتها بصفة سريعة عبر كل إنحاء المعمورة ، و هكذا ستتمكن هذه المنظومة ، التي أطلقت على تسميتها " الشاهد " من تلقي المعلومات من المحطة الفضائية التي تحلق بمدار حول الأرض و من المحطات الأرضية ، و العمل على تحليلها و الاستفادة منها و نشرها عبر العالم .
و لمزيد الشرح فان المنظومة ستستغل حسب عدة برامج و طرق متنوعة و مختلفة:
الطريقة الأولى : إن تتم عملية رصد هلال شهر رمضان انطلاقا من المحطة الفضائية التي تحلق حاليا حول مدار أرضي ، و هي المحطة الفضائية الدولية التي تشارك في تشغيلها 16 دولة لاستمرارية تواجد العنصر البشري في الفضاء ، بقصد القيام بتجارب البحث العلمي في مختلف الاختصاصات الهامة والمتنوعة.
الطريقة الثانية : آن يتم إرسال كرات هوائية تحمل آلات مراقبة و قيس لتامين عمليات الرصد على ارتفاع 20/30 كلم ، و بالإمكان إن يشارك في انجاز هذه العملية شبابنا الصاعد ، بالاستعانة ببعض إطارات الرصد الجوي و الجيش الوطني و بعض الفنيين في الاختصاصات الوثيقة الاتصال بعملية الرصد عامة .
الطريقة الثالثة: بعث قمر اصطناعي يعنى بعملية رصد الهلال كما يتولى من جهة أخرى القيام بمهام أخرى ذات طابع علمي.
الطريقة الرابعة : الاستعانة بأشعة الليزر لرصد و توثقه الهلال منذ ولادته و متابعة الرصد و الملاحظة على سطح القمر و مراقبة التغيرات التي قد تطرأ عليه .
إن عملية الرصد تتطلب في حد ذاتها توفر الرؤية الواضحة و الصافية ، فمن عوائقها و موانعها التلوث البيئي ، فالطبقات الجوية العليا للأرض ، كثيرا ما تشهد تلوثا بالغا و هاما قد يحد من إتمام عملية الرصد و الملاحظة و المشاهدة و الرؤية بصفة دقيقة و واضحة و شفافة ، و لذلك وجب توفير أحسن الأجواء لتلك العملية بتجنب أماكن قد تكثر فيها التلوثات بشتى اشكالها و انواعها ، و من أهم العناصر الملوثة للبيئة و المناخ و الطبقات الجوية العليا الأرضية ، البراكين ، و الأرض تعج بنسبة عالية من البراكين النشيطة و حتى الخامدة حاليا ، فالبراكين تعد من اخطر أهم العناصر الملوثة للفضاء الأرضي، لما تندفع عنها من غبار و أتربة ، فضلا عن كون نشاطها يستمر لفترة طويلة من الزمن ، كما إن ما تدفعه من أتربة و حمم يظل مفعولها متواصلا و متنقلا عبر الطبقات الجوية الرضية لعدة سنوات و سنوات ، و قد تكون المتسببة في الاعاصيرو الأنواء عبر عدة مناطق من العالم ، و قد قامت الوكالة الفضائية الأمريكية " نازا " بمراقبة و ملاحظة و رصد تحركات تلك الأتربة التي ألقت بها عدة براكين عبر الزمن و عبر الأجواء الأرضية، و حاولت محاصرتها و الحد من فاعليتها و مفعولها في نطاق الحد من ظاهرة التلوث الجوي و معالجة الانحباس الحراري .
و إضافة للتلوث المنبعث من البراكين فان الأرض تشهد نوعا ثانيا من التلوث المتمثل في الأدخنة المتصاعدة من المصانع و السيارات و الطائرات و المنازل ، كلها تكون تلوثا هاما قد يؤثر بصفة مباشرة أو غير مباشرة على عملية الرصد والرؤية ، كما تساهم الأعاصير و الدواوير النوئية و العواصف بدورها في عملية التلويث هذه ، و قد أثبتت تلك الظواهر الطبيعية مفعولها من خلال ما التقطته الأقمار الاصطناعية لصورها ، و العمل الكثيف للحد من مفعولها المدمر على البشرية ، و لما قد تحدثه من اضطرابات على البيئة عامة .
و للأسباب السابق الإشارة لها ، تم التركيز في الرصد بالنسبة للسنة الحالية على حصر عمليات الرصد انطلاقا من صحراء " اتاكاما " بدولة الشيلي بامريكيا الجنوبية ،و لذلك كان من المتوقع بل من الثابت ، أن تكون الرؤية واضحة لميلاد هلال شهر رمضان المقبل يوم الخميس 19 جويلية 2012 على الساعة الرابعة و أربعة و عشرين دقيقة بالتوقيت المحلي لمكان الرصد ، و لمزيد الدقة العلمية ، قمنا بإسناد هذا الفريق بفريق مراقبة ثاني تحول و انتصب بجزيرة " هيلو " من جزر هاواي المتواجدة بالمحيط الهادي ، و ذلك بقصد القيام بنفس عملية الرصد و لقطع الشك نهائيا."
هذا و قد اقتصرنا على إحاطتكم علما ببعض من التقرير العلمي المطول للدكتور محمد الأوسط العياري المتضمن لكل جزئيات عملية الرصد لهلال شهر رمضان بالنسبة للسنة الحالية .
عن جمعية الشاهد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.