بلغت درجات الحرارة في الأسبوع الماضي بقابس 50 درجة تحت الظل. ولم يكن للقابسي من ملاذ إلا البحر. والتمتع بجمال شواطئ الزارات وليماوة ومطرش وغنوش ووذرف والمطوية التي كانت في انتظار كلّ فارّ من الحرارة. لقد هجرت جموع غفيرة من العائلات منازلها واتجهت إلى الشواطئ أفواجا حاملين زادهم وزوّادهم وما لذ وطاب من أطعمة ومبردات فهي تقاليد ورثوها عن الأجداد ينصبون الخيام ويركزون الشمسيات ولا يمكثون طويلا حتى يرتموا مجددا في مياه البحر الباردة ويستمتعون بشاطئه الشاسع الفسيح ورماله الساحرة من الرضيع إلى الشيخ المسن. وقد شهدت السنوات الأخيرة ميلا واضحا نحوالساحل الجنوبي وهروبا من الشواطئ الملاصقة للمركب الكيميائي والتي كانت في ما مضى ملاذا لكل الأهالي من كل الأطياف والسواح من كل الأجناس والكازينووشط السلام.الشروق لم تترك الفرصة تمر دون تسجيل انطباعات بعض المصطافين وهم في ذروة الترفيه والترويح عن النفس في أمسية قبل مغيب الشمس بمكان يعرف ب «الكازما».السيد نعمان عقوبي: عبر عن سروره بتواجده على شاطئ البحر صحبة عائلته وقد اصطحبها هروبا من يوم حر لا كبقية الأيام لينعم بمياه البحر الباردة وقد اشار لبعض العوائق التي افسدت عليه أمسيته الشاطئية سلوك بعض الشباب يتجولون بدراجاتهم النارية على مقربة من المصطافين فهويعد سلوك لا حضاري في عهد تغيرت فيه عديد الأشياء.أما الفتاة أماني عطية الله فقد أشارت الى حرصها وعائلتها على التمسك بتقاليد أهالي قابس بحملهم لعديد الأكلات المميزة والقهوة والشاي وبعض المشروبات والغلال وتلتقي العائلات القريبة ليكتمل الجمع ويحلوالعيش لبعض السويعات على شاطئ البحر والذي والحق يقال عن هذا الأخير افتقاده بعض الحاويات التي كانت في السنوات الماضية متواجدة بكثافة وهذه السنة المتغيب البارز والمهم عادت بالسلب على المحيط البيئي وقد شاهدت عديد الفضلات متراكمة هنا وهناك لويرتقي سلوك المواطن إلى حد تمسكه بواجبه الفردي تجاه النظافة وعدم إلقائه للفضلات في أي مكان لتكتمل الصورة وتتدخل الجمعيات البيئية والبلدية ونرى شاطئا فسيحا ونظيفا يطيب فيه الأصطياف.السيد المنصف الجماعي: أكد على وفائه الدائم للإصطياف بشاطئ البحر الذي لم ير مثيلا له من حيث إتساعه ورماله الساحرة حيث تبعد مياه البحر على الجدار الفاصل بينه واليابسة أكثر من 100 متر لكن للأسف البعض استغله لإجراء مقابلات في كرة القدم أقلقت راحة المصطافين وأفسدت عليهم اجواءهم وعكرت جلساتهم إضافة الى اصطحاب بعض الشباب الكلاب التي أرعبت النساء الحوامل والأطفال الصغار...أما الشاب الهادي عبود فقد حدثنا عن شغفه بالبحر وذكر أن عديد العائلات تتوافد على الشاطئ في شهر رمضان المعظم في الفترة الصيفية ويعدون موائد الإفطار ويواصلون سهراتهم بعض السويعات ويعودون. أما في الأيام العادية فلا نترك الفرصة تمر دون أن نتوافد على الشاطئ صباحا قبل شروق الشمس لنشاهد سطح البحر يتلألأ والمياه الصافية الساحرة تجلب المصطافين وتخطف لبهم واخرون يمتنعون عن السباحة ويكتفون بالبقاء على الشاطئ ينعمون بنسمات البحر الجميل..