لم ينه شهر الصيام موسم الاصطياف لدى التونسيين اذ تستقطب الشواطئ في مختلف جهات البلاد مئات من العائلات بل إن بعضها يفضّل الإفطار فيها. ولعل تواجد فرق الحماية المدنية والأمن تشجّع المواطن على الالتجاء الى البحر ولكن البعض الآخر يستمد الشجاعة من رغبته في ممارسة نوع من التحدي للاحساس بالجوع والعطش والسباحة. كما يفسر امتلاء الشواطئ بالمصطافين رغم اننا في شهر رمضان بارتفاع حرارة الطقس ونسبة الرطوبة وحالة بعض المجمعات السكنية المغلقة التي تسبب الشعور بالضيق وبالاختناق فيضطر السكان الى البحث عن أمكنة وفضاءات أكثر تهوئة وأقل حرارة. فارتفاع درجة الحرارة والطابع المعماري لبعض البيوت قد تسبب قلة شاهية الأكل عند الافطار وتدفع بالصائم الى البحث عن فضاءات أخرى مثل الشواطئ والمنتزهات، وقد تضطر بعض العائلات التونسية الى الذهاب الى الشواطئ لتلبية رغبات الأطفال ولارضائهم. والبعض الآخر من الصائمين قصدوا البحر لتقضية الوقت وفي بعض الأحيان لممارسة رياضة كرة القدم قُبيل الافطار وقد ينسى هؤلاء موعد الآذان ويجبرون على الإفطار في الطريق. وبمقارنة بسنوات سابقة يمكن الإقرار بأن الشواطئ التونسية شهدت هذه السنة أكثر نسبة من المصطافين في شهر رمضان خاصة وان شهر الصيام تزامن مع قدوم شهر أوت الذي يُعرف فيه ذروة الاقبال على الشواطئ والاصطياف وتنتعش فيه الحركة السياحية والانشطة على ضفاف البحر. وأكثر الشواطئ التي تستقطب عددا أكبر من المصطافين في شهر رمضان نجد شواطئ تونس وسوسة والمنستير والمهدية وجربة وجرجيس من مختلف الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية. أم أكثر العائلات التي تتوافد بشكل دائم في شهر رمضان نجد العائلات التي تقطن بجانب البحر والتي تتواجد منازلهم على بُعد مسافة غير بعيدة منها. ولكن العديد من التونسيين يعارضون فكرة السباحة في شهر الصيام لأنها تزيد إحساسهم بالعطش والجوع.