تأسست بلدية تالة عام 1904 وهذا ما تبقى لنا أن نفخر به غير العراقة والبقية لا شيء يذكر سوى النقائص والاشكاليات التي تكاد تطال كل نشاط بلدي. فالواقع كارثي أينما حللت فلا معدات ولا بنية أساسية ولا موارد والوضع يتطور نحو الأسوإ، فالعمل البلدي مشلول ومرضه عضال.
«الشروق» اتصلت ببعض المسؤولين لمعرفة أسباب هذا التردي وما يمكن أن يؤول اليه الوضع السيء. السيد محمد النصراوي المساعد الأول لرئيس البلدية أكد أن المشكلة الأمنية هي أم المشاكل فالأمن غائب تماما ولا يوجد تنسيق مع الجهات الامنية وليس خافيا على احد أن شرط المستثمر الأجنبي أو الوطني هو تأمين مشروع في ظل أمن مستتب والحال ليس كذلك في تالة لذا لابد من إيجاد خارطة طريق أمنية حتى نضمن السير الطبيعي للتنمية بالجهة ولا يكون ذلك الا بتظافر الجهود المحلية والجهوية لتذليل الصعوبات التي تقف حاجزا امام تفعيل المشاريع. أما السيد عبد السلام مرائحي المساعد الثاني لرئيس البلدية فيقول إن المعضلة تكمن في عدم تجاوب مجلس الولاية مع النيابة الخصوصية الذي من المفروض أن يقدم الدعم المادي للبلدية في ظل غياب المداخيل اضافة الى استغلال البعض للوضع الامني الهش للسطو على أراض تابعة للبلدية التي هي في حاجة أكيدة إلى أي شبر من أراضيها لاستغلاله لكسب الموارد، والنزيف يستمر حين نعلم ان المداخيل المتأتية من الحي الحرفي تقدم الى مجلس الولاية عوضا عن بلدية تالة ! وهو أمر غير مفهوم لذا لابد لكي ننقذ ما يمكن انقاذه ان نعمل على تنويع موارد البلدية ونوفر المعدات الضرورية كما لا يفوتنا ان نسجل النقص الفادح في العملة (14 عاملا) وهو ما لا يفي بالحاجة.
وطالب محدثنا المواطن بتفهم الوضعية الحرجة للبلدية حتى يساعدها على تذليل الصعوبات.اتصلنا أيضا بالسيد فتحي القاهري كاتب عام بلدية تالة الذي أكد بدوره على ان الصعوبات موجودة وهي ذات تركيبة معقدة فهي أولا لها اشكاليات خاصة: فبلدية تالة مواردها الذاتية ضعيفة والميزانية لم تعد تغطي الأجور خاصة بعد تسوية وضعيات أعوان الحضائر إلا بعد ضخ الدعم المالي ويزداد الامر تعقيدا اذا علمنا ان الرصيد العقاري يكاد يكون مفقودا زد على ذلك غياب السوق الأسبوعية وسوق الدواب التي يمكن ان توفر موارد اضافية مثلما هو موجود في بعض البلديات المجاورة كل هذا نضيف اليه نقص المعدات وامتداد الفضاء العمراني والموارد البشرية.
و يضيف السيد فتحي أن هناك اشكاليات ذات طابع عام تتمثل في عزوف المقاولين عن القيام بأي نشاط وهي ظاهرة تشكو منها العديد من البلديات ومرد ذلك عدة أسباب منها صعوبة التضاريس، الكلفة المحدودة للمشاريع وغياب مؤسسات اقتصادية كبرى.و في خاتمة الكلام أكد الكاتب العام على ضرورة تظافر كل الجهود للتحلي بروح المسؤولية حتى ننهض بتالة لأنها باتت في حاجة اكيدة إلى أي جهد من جهود ابنائها امام غياب التنسيق بين المصالح الجهوية والمحلية. وقبل أن نغادر البلدية سألنا احد الفنيين وهو السيد توفيق الحيوني عن المشاريع المحلية فوافانا مشكورا ببعض المعطيات والتفاصيل التي تهم مشاريع التنمية في تالة ويمكن حوصلتها في مثلث: التعبيد والتطهير والتنوير وفق مخططين :مخطط الاستثمار البلدي (pic) ومخطط التنمية الحضرية المندمجة واهم ما يمكن استنتاجه من صعوبات هي انها تعود اما الى عدم وجود قطعة ارض يقع عليها المشروع او اخلال بعض المقاولين بالتزاماتهم بتعلة الظروف الامنية وهذا ما عطل بعض المشاريع الهامة مثل محطة التطهير المتوفر اعتمادها من جهات سويسرية.