شغل مؤتمر حركة النهضة الرأي العام وقد تباينت تفاعلات الأحزاب مع هذا الحدث السياسي وخصوصا مع الخطابات وما صدر عن المؤتمر. «الشروق» تابعت أثر المؤتمر في الوسلاتية (القيروان) وما خلفه من آراء في النقل التالي. يعود الاهتمام المسجل اعلاميا وسياسيا إلى كونه المؤتمر العلني الأول وإلى أن حركة النهضة هي الفاعل الرئيسي في المشهد السياسي ما بعد انتخابات المجلس التأسيسي. وإلى حساسية المرحلة التي تمر بها البلاد مما يجعل كل الأنظار متجهة إلى نتائج هذا المؤتمر وتأثيره على الساحة الوطنية في الفترة المقبلة.
السيد علي الفتايتي ممثل حركة الوطنيين الديمقراطيين بالوسلاتية قال «ما من قرارات هامة أفرزها المؤتمر» ولاحظ غياب تمثيل حقيقي رفيع المستوى لشركاء تونس (فرنسا-الاتحاد الأروبي) كما أبدى آستغرابه من غياب الفرقاء السياسيين لحركة النهضة وهو ما يناقض حسب قوله الحديث عن الوفاق الذي يحمله خطاب «الحزب الحاكم» ويكرس الوجه الحقيقي للنهضة وسعيها إلى التفرد بالحكم الذي فضحه خطأ رئيس الحكومة في وصفه للمرحلة ب«الديكتاتورية الناشئة».
تكريس التداخل
أما السيد مبروك التومي الناطق باسم حزب العمال، فيرى أن مؤتمر حركة النهضة شهد حضورا لشخصيات عربية وإسلامية بارزة مقابل غياب الشخصيات الوطنية باستثناء مصطفى بن جعفر، وهو ما يكشف التناقض بين الخطاب التوافقي المطروح والممارسة.
كما لاحظ السيد مبروك أن خطاب الشيخ راشد الغنوشي كرس استمرار التداخل بين مفهوم الدولة ومفهوم الحزب في حديثه كرئيس للحركة عن تغييرات مرتقبة قادمة في الحكومة. وأنهى حديثه بالتساؤل عن موقف حركة النهضة من القضية الفلسطينية الذي عبر عنه نوابها بشعار «الشعب يريد تحرير فلسطين» وهل أن الحركة ستجسده في الدستور ببند تجريم التطبيع أم أن الأمر لن يتجاوز آحتفالية المؤتمر؟
التوافق لتكريس الديمقراطية
موقف التكتل شريك النهضة في الترويكا عبر عنه السيد توفيق عامري الذي يرى أن خطاب راشد الغنوشي دعا إلى التوافق الوطني والتفاف جميع الأطياف السياسية الحاكمة والمعارضة في هذه المرحلة الحساسة، وهو ما عبرت عنه كلمة السيد مصطفى بن جعفر في المؤتمر بدعوتها إلى الوفاق والوسطية ونبذ الصراعات القائمة على أساس ديني. وحول مؤتمر حزبه، قال خالد عبداوي ممثل حركة النهضة بالوسلاتية ان المؤتمر التاسع كان نوعيا من حيث الحضور الذي كان كبيرا بشهادة الملاحظين والذي ضمن تمثيلية واسعة لقواعد الحزب بخلاف المؤتمرات السابقة. كما شهد حضور شخصيات عربية معروفة (خالد مشعل) وأوضح أن الدعوة وجهت إلى كل الحساسيات السياسية عدا المحسوبين على التجمع. كما أشار إلى أن خطاب رئيس الحركة كان موجها إلى كل الشعب التونسي وأعطى صورة واضحة عن رؤية النهضة للمرحلة الراهنة طارحا التشاركية في العمل السياسي.
وعن عودة مورو وكركر قال ممثل حكة النهضة أنها تجسيد لروح التوافق داخل الحزب ولحق المؤسسين الأوائل في المشاركة والعمل داخل الحركة معتبرا أن عودتهما ستسهم في الإضافة خاصة من طرف الشيخ مورو الذي يرى فيه رجلا محاورا مثقفا وذا شعبية.