التونسي لا يقرأ في الصيف.. ولا في الشتاء، تلك كانت كلمات مسؤول مكتبة الكتاب بالعاصمة وهو يعلق على تقاليد القراءة في تونس خلال عطلة الصيف. وعادة ما يتزايد الإقبال على الكتاب في العالم، وخصوصا في الدول الأوروبية، خلال العطل، وتحديدا في العطلة الصيفية حيث أثبت استبيان قام به حديثا «المعهد الفرنسي للرأي العام» (IFOP) وهو أول مؤسسة فرنسية في سبر الآراء ودراسة التسويق، أن ربع الكتب التي يستهلكها الفرنسيون في العام، أو يقرؤونها تكون خلال عطلة الصيف. فكم يقرأ التونسيون من كتاب خلال عطلة الصيف، وما هو جنس الكتب التي يفضلونها خلال هذه الفترة؟
30 كتابا لمليون عربي
يصعب في الحقيقة قياس أو تحديد عدد الكتب التي يقرؤها التونسيون خلال عطلة الصيف، أو حتى خلال العام، لأن الإحصائيات أو عمليات الاستبيان، قليلة جدا أو تكاد تكون منعدمة في هذا المجال، ليس بالنسبة للتونسيين فحسب، وإنّما للعرب ككل ولعل الإحصائيات الوحيدة المتوفرة في المجال، هي أن كل مليون عربي يقرؤون فقط 30 كتابا، و06 دقائق فقط في العام يخصصها الفرد العربي لقراءة الكتب مقابل 200 ساعة في العام للفرد الأوروبي. وتجمع كل الأبحاث والدراسات عموما على أن العرب لا يقرؤون.
ويؤكد مسؤول مكتبة الكتاب بالعاصمة احدى أكبر المكتبات في تونس، أن التونسي لا يقرأ سواء كان ذلك في الأوقات العادية على امتداد العام، أو خلال عطلة الصيف، ويرجع المسؤول أسباب هذا العزوف إلى عدم الرغبة في القراءة وفي اقتناء الكتاب بسبب غياب تقاليد القراءة والمطالعة في المجتمعات العربية، منها المجتمع التونسي. وينفي مسؤول المكتبة، أن يكون غلاء سعر الكتاب، وراء هذا العزوف مبينا أن التونسي يقتني لابنه حذاء رياضيا ب200 ينار، ولا يقتني له كتابا ب20 دينارا. وهذا دليل تخلف المجتمع التونسي والعربي في نظري وهو ما كشفت عنه الثورة حيث تبين له أن الشعب العربي جاهل جدا، وذلك بسبب عدم القراءة واقتناء الكتب. وعن مقتنيات رواد المكتبة خلال هذه الفترة قال هناك زبائن قليلون يسألون عن بعض الكتب الدينية وذلك على خلفية شهر رمضان فيما عدا ذلك نحن في انتظار العودة المدرسية والجامعية لأن الكتب الوحيدة التي يقبل عليها التونسيون هي الكتب المدرسية».
الفرنسي يقرأ 03 كتب في الصيف
في المقابل جاء في استبيان أجراه المعهد الفرنسي لسبر الاراء ودراسة التسويق (IFOP) منذ أيام، أن الفرنسيين يقرؤون بمعدل ثلاثة كتب خلال العطلة الصيفية، أي ربع الكتب التي يطالعونها في العام، وعددها 12، ويفضل القراء الفرنسيون خلال هذه العطلة، حسب الاستبيان الروايات البوليسية وكتب المغامرات والروايات الرومنسية كما يفضلون القراءة في الشواطئ.
الصيف ومتعة القراءة
ويرى الخبراء والمختصون أن أفضل فترة للقراءة هي عطلة الصيف حيث يكون القارئ بعيدا عن كل ضغوطات أو توتر نفسي إذ عادة أو غالبا ما يكون القارئ في فضاء مفتوح خارج المنزل أو المكتب مثل الشواطئ والمنتزهات وينصح الخبراء العائلات بتشريك الأبناء والأطفال خصوصا في القراءة لأن عطلة الصيف هي المناسبة الأفضل بالنسبة إليهم لقراءة الكتب غير المدرسية كما ينصح الخبراء بقراءة الروايات بالنسبة للأطفال من أجل تنمية الخيال لديهم. كما ينصحون حتى أن يتولى الأولياء قراءة الكتب أو الروايات، ويكتفي الأطفال بالاستماع، لأن في ذلك تقريبا بين أفراد العائلة، وتحسيسا بالأمن العائلي الذي يوفر الاستيعاب السريع لدى الطفل، كما يحبب الأطفال في القراءة واقتناء الكتب ومنحها قيمة كبيرة إذ من هناك تتنقل عدوى القراءة أو تقليد القراءة من الأولياء إلى الأبناء. وإذا كان أغلب الأطفال العرب لا يقرؤون فلأن أولياءهم لا يقرؤون.