تتوقف الدروس في نهاية كل سنة دراسية في الاسبوع الاخير من شهر ماي لتفسح المجال للامتحانات في مختلف المستويات وبعدها يدخل التلاميذ سواء في التعليم الاساسي أو الثانوي أو الجامعي في عطلة تقدر بأربعة عشر أسبوعا تقريبا... والخلود الى الراحة والاستجمام حق مكتسب لطلاب العلم خاصة بعد العمل والاجتهاد طيلة سنة دراسية يحرمون فيها من النزهة والنوم وراحة البال فليس من الغلو أن نخصص لهم أياما للرحلات والتجوال في الأماكن الجبلية والبحرية وذات المعالم الاثرية قصد الترويح والاكتشاف والتثقيف. ولكن الشيء الذي لا يقبل والذي اصبح يتفاقم سنة بعد سنة وتزداد خطورته على مستوى ناشئتنا أن يهجر أبناؤنا الكتب والمجلات والجرائد طيلة ثلاثة أشهر ونصف تقريبا ما يقارب 120 يوما لا يقرؤون خلالها ولو حرفا واحدا لا باللغة الام العربية ولا بالفرنسية ولا بالانكليزية... بل هم يقضون هذه المدة الطويلة التي تقدر بثلث السنة بين اللعب بشتى انواعه ومشاهدة التلفاز والنوم الى ما بعد منتصف النهار بعد أن سهرو ا الى ساعات متأخرة من الليل تتجاوز في كثير من الاحيان الفجر فما ضر لو اتخذ كل واحد من ابنائنا من الكتاب رفيقا له يقرأ منه ولو بعض الورقات يوميا لمدة لا تتعدى 15دق يقرأ فيها 10 صفحات فيحصل في نهاية العطلة على 1200 صفحة وهو عدد طيب لا يتطلب جهدا ولا طاقة خلاقة بل هو يسير وفي متناول الجميع، ففضلا عن الكتب المخصصة للمطالعة كالقصص والروايات المتوفرة في المكتبات العمومية المبثوثة في كل رقعة من البلاد فبإمكانه أيضا أن يعيد قراءة كتبه المدرسية (شرح النصوص، التاريخ، الجغرافيا، التربية المدنية، التربية الإسلامية، الانقليزية وغيرها...) ويتصفح أيضا كراساته بين الحين والآخر فيقف عند هذه الظاهرة اللغوية ويتذكر من جديد تلك المعلومة وهكذا تحصل له فوائد تعود على مستواه العلمي والثقافي بالمنفعة. ان الاعراض عن القراءة وهجرة الكتاب جعل العديد من التلاميذ يعانون أشد العناء عند قراءة جملة واحدة ونسخها وانحدر مستواهم الى الأمية لقد أكد العديد من المدرسين بأن الكثير من التلاميذ في مستوى السنوات السابعة والثامنة والتاسعة اساسي لا يرتكبون أخطاء شنيعة في دراسة النص أو في الإنشاء فقط وإنما الأدهى والأمر ارتكابها عند كتابة أسمائهم او ألقابهم. إن المثل الفرنسي يقول: «الكتابة هي القراءة مرتين» «écrire c'est lire deux fois» فلنحرص جميعا على غرس تقاليد حب الكتاب والكتابة في سلوك أبنائنا وان يتخذوها صديقة لهم في كل مكان وزمان وان لا تبقى أقلامهم معطلة جافة الاسابيع تلو الاسابيع والاشهر تلو الاخرى وبدلا من حفظ وترديد مقاطع الأغاني الهابطة والانبهار بالكليبات ذات الصور الساقطة علينا ان نزين لسانهم ونهذب أذواقهم.