في العهد الحفصي وصفت بنزرت بأنها من أحسن البلدان وصفها بذلك أبو عبد اللّه الزهري في كتابه «الجغرافيا»، كما وصف بحيرتها بأنها من أعاجيب الأرض ووصفها أيضا في نفس الفترة المؤيد عماد الدين بن أيوب في كتابه «تقويم البلدان» فأشاد بالمنازه التي كانت على جانبي النهر، ويقول عن البحريتين «تصبّ كل واحدة منهما في الأخرى ستة أشهر، فلا حلوة تفسد المالحة ولا المالحة تعذب بالحلوة» وكان الخلفاء في العهد الحفصي يقصدون بنزرت مع حاشيتهم للصيد بناحيتها، فكانوا يصحبون الصقور والبزاة والكلاب لصيد الوحوش والكراكي ولنا مقطوعة حفظها لنا ابن سعيد في كتابه «القدح المعلّى» مدح بها الشاعر الأندلسي ابن همشك الخليفة المستنصر باللّه الحفصي حين حلّ ببنزرت، يقول فيها: «أيا ملكا سعده مقبل خرجت وساعدك الجحفل الى الصيد أرسلتها أكلبا تصيد الوحوش ولا تقتل يحلّق صقرك وسط السما ء ويردي الكراكي إذا ينزل» هكذا يخصّص المستنصر باللّه الحفصي أياما للصيد ببنزرت، وتكون مناسبة للتنزّه في الهواء الطلق والاجتماع بالأدباء والشعراء خلال المنازه والمناظر الطبيعية