تقع مدينة أريانة فى الضّاحية الشّمالية لتونس على بعد أربعة كيلومترات من العاصمة. وأصبحت اليوم امتدادا لها بحكم التّوسع العمرانى الذى شهدته. وتقع فى منبسط من الأرض بعد هضاب البلفدير والرمّانة ورأس الطّابية والمنار. ترجّح المراجع العربيّة أنّ أريانة عربيّة النّشأة، وحسب بعض المؤرخين فإن الإسم أريانة هو إسم قبيلة عربيّة أباظيّة فى اليمن، جاءت إلى إفريقيّة "تونس اليوم" فى آخر الفتوحات الإسلامية بالمغرب العربى عهد الولاة أى قبل نشأة الدّولة الأغلبيّة بقليل "184ه 296ه/ 800م 909م". وهى مجموعة جاءت من مدينة أريان اليمنيّة "توجد اليوم على بعد 155 كلم جنوب العاصمة صنعاء" وسكّانها يلقّبون إلى اليوم بالأريانيين وجدّهم هو الصّديق بن محمّد. وكلمة أريانة مشّتقة من الأريان وهى لفظة عربيّة، حسب معجم لسان العرب لابن منظور ومعناها الفائض من الخراج أى الفضل. فسكّانها أهل فضل وهى المدينة الفاضلة. * مدينة المنتزهات أصبحت أريانة منتزه سكّان مدينة تونس منذ القرن التاسع عشر، حيث بنيت فيها العديد من القصور لقضاء فصل الرّبيع بها. ومن هناك تأنّقت الأيادى الأندلسيّة الحاذقة بعد الهجرات المتتاليّة فى زراعة بساتين سكرة وشطرانة ودار فضّال.. واشتهرت أريانة إلى اليوم بأزهارها من ورد ونسرين وبنفسج ونيلوفر. مما جعل صناعة العطورات وتقطير ماء الورد خاصّة من الصناعات الحرفية المزدهرة بها. وهكذا أصبح لأريانة مهرجان سنوى لعيد الورد، تعرف فيه المدينة تظاهرات متنوّعة فتكسوها حلل الزّينة أيّاما متتاليّة عند دخول فصل الرّبيع. ولأن أريانةالرياض والجنان كانت وماتزال منذ عصور غابرة مدينة المنتجعات والمنتزهات، إنتصبت بجنوب الولاية، بجانب الطريق الوطنية 8 الرابطة بين تونس وبنزرت تحديدا، أحد أكبر المنتزهات الطبيعية لتونس العاصمة "210 هكتارات" الذى يقع على جبل النحلى المغطى بأشجار "الكلتوس" والصنوبر، ويمثل متنفسا لسكان مدينة اريانة وسكان العاصمة. والمنتزه يوفر مناظر طبيعية جميلة كما يساهم فى تنشيط الحركة الثقافية البيئية بالمنطقة لما يقدمه من نشاطات بيئية وتثقيفية. مبانى للأنشطة: نادى للبيئة، مكتبة، قاعة محاضرات، متحف النحل، مشرب ومطعم ومقر لجمعية المحافظة على البيئة بأريانة، ومبنى للإدارة: مكتب الإدارة والتنشيط، مركز تمريض، مركز شرطة وشباك تذاكر، وحديقة حيوانات مصغرة، وضيعة بيئية، ونادى إعلامية وأنترنت، ومركز لتعليم الكبار، ومسلك صحي، ونادى البوني"Poney"، مساحات خضراء، وفضاء ألعاب ومسرح هواء الطلق، وموقف سيارات. وكل هذه المكونات التى أحدثت سنة 1997 جاءت لأجل إمتاع التونسيين والسياح على حد سواء بمساحات نقاء وصفاء بيئى صيحى وثقافى فى آن واحد. * التظاهرات الثقافية تعرف مدينة أريانة على مدار العام العديد من التظاهرات الثقافية التى باتت سمة مخصوصة لها من ذلك مثلا: "عيدالورد" بتنظيم من جمعية عيد الورد، وذلك إلى جانب الندوات والمعارض الفنية واللقاءات الأدبية التى تنظمها الجمعيات واللجان الثقافية المحلية وغيرها من الهياكل. والمهرجانات الصيفية بكل أرجاء الولاية، مهرجان سيدى عمار، المهرجان المتوسطى لمسرح الشباب وأخيرا "ليالى رمضان" بتنظيم من الجمعية الثقافية لبلدية أريانة. * أجندا السمر إنطلقت مساء الخميس 11 سبتمبر/ أيلول 2008 بمحافظة أريانة "ضواحى تونس العاصمة" السهرات الرمضانية للمدينة والتى تندرج ضمن فعاليات مهرجان سيدى عمار للإنشاد الروحي، وذلك الى غاية 16 سبتمبر/ أيلول الجارى بمقام الولى الصالح سيدى عمار المعروفي، وبين المقامات الموسيقية فى أحد أكثر الفنون عذوبة من خلال مهرجان أحمد الوافى للمالوف فى دورته الثانية التى تنتظم ايام 18 و19 و20 و21 سبتمبر/ أيلول ويحتضنه المركز الثقافى والرياضى للشباب بالمنزه السادس فعالياته وسهراته. المستنصر بالله الحفصى وابراهيم الرياحى سيكونان حاضرين فى البرمجة الرمضانية من خلال منتدى الفكر التونسى فى حلقتين سيقدم فيها الاستاذ جمال الدين دراويل مداخلة حول شخصية ابراهيم الرياحى وذلك ليلة غد السبت 13 أيلول بفضاء "لاحوار" بالمكتبة المعلوماتية، فيما سيؤثث الاستاذ عيسى البكوش الحلقة الخاصة من المنتدى بشخصية المستنصر بالله الحفصى فى رحلة عبر التاريخ للوقوف على الملامح الفكرية وما يقف وراءها من خلفيات سياسية واجتماعية وثقافية سادت عصريهما. كما ستضيء شهرزاد ليلة من ليالى رمضان أمسية شعرية بعنوان "ليلة من ليالى شهرزا" وذلك مساء الاربعاء 17 أيلول الجارى بنادى خريجى المدرسة الوطنية للادارة بالمنزه السادس، وستؤثث هذه الليلة الرمضانية نخبة هامة من عاشقات القوافى والأبيات الشعرية من شاعرات تونس ممن يلامسن بالكلمة سر الوجود وسر الحياة، وهنّ مسعودة أبو بكر وفتحية الهاشمى وفضيلة الستابى وراضية الرياحى وآمال موسى وجميلة الماجرى ونجاة الورغى فى مصاحبة موسيقية لفرقة "تقاسيم للموسيقى العربية". فى سهرات أريانة الرمضانية كذلك سيحلّ الدكتور محمد اليعلاوى ضيفا على نادى الميدانى بن صالح للإبداع وذلك يوم الخميس 18 أيلول بالمكتبة المعلوماتية ليقدّم الشخصية الاستاذ مبروك المناعى وتتولى الشاعرة نجاة العدوانى تنشيط الحصة. فى جانب آخر تحتضن دار الثقافة بقلعة الأندلس مجموعة من الفقرات الثقافية والتنشيطية تكون ضربة البداية فيها لتظاهرة أسبوع الفيلم التونسى من 11 إلى 16 أيلول الجارى من خلال عروض سينمائية من الأفلام التونسية القديمة والجديدة، فى حين يسهر مساء الجمعة 19 أيلول أهالى قلعة الاندلس مع عرض للفنون الشعبية يتخلله قراءات فى الشعر الشعبى فيما يؤطر العازف محمد بوحسين ورشة للتعريف بآلة العود الى جانب معرض صور حول الآلات الموسيقية التونسية. يومى السبت والأحد 20 و21 أيلول تنتظم بنفس الفضاء مسابقة لفرق الموسيقى الوترية المحلية، وبمناسبة ليلة القدر تحتضن دار الثقافة عرض سلامية يوافق الجمعة 26 أيلول.