مع أولى الساعات الصباحية... أمطرت السماء بشدّة وانقطعت قبل أن تنهمر بغزارة شديدة من جديد... غسلت الشوارع والأرصفة... وتسببت في انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة، التي كانت للأمس القريب فقط حرارة تكاد تكون قاتلة بارتفاعها بطريقة غير عادية. وكان التونسيون قد عانوا خلال الايام الماضية من ارتفاع شديد جدا في درجات الحرارة بلغت في بعض الجهات حوالي 56 درجة مئوية، وفوجئ سكان العاصمة منذ صبيحة أمس بأمطار غزيرة وطقس شتوي وقالت الارصاد الجوية أن السماء ستكون مغشاة بسحب أحيانا كثيفة مع نزول أمطار متفرقة وأن درجات الحرارة ستنخفض الى حوالي 28 و32 درجة.
23 جويلية... موعد صيفي
... لئن أسعدت الأمطار الغزيرة الكثيرين خاصة ممن يضطرون الى العمل تحت اشعة الشمس أو في مناطق جد ساخنة وهم صائمون فإن يوما ممطرا جدا بتاريخ صيفي قد لا يؤثر الا في من كان حفل زواجه في فضاء غير مغطّى وطليق... وكذلك الباعة المتجولون أو الوقتيون على غرار «حبارة» التي تبيع الملسوقة العربي على قارعة الطريق والتي تسببت الامطار الغزيرة الفجئية في جعلها لا تجد مكانا للاختباء.
خوف من الجراثيم
الامطار الغزيرة بعد أسابيع من الحرارة المرتفعة قد تجعل من بعض الفطريات تطفو على السطح وهي التي قد تؤثر أيضا على بعض النباتات والزراعات بحسب أهل الاختصاص.
لكن ورغم الحذر الشديد الا أن يوما ممطرا في طقس ساخن خلال شهر رمضان يعتبر رحمة من السماء هكذا علّق على الأمر السيد عيد الحيدوسي معتبرا أن التونسي يسعد بيوم ممطر كما لو أن أبواب الجنة فتحت اليه على مصراعيها ثم سرعان ما يتساءل في قرارة نفسه عن علاقة غضب السماء صيفا بسلوك العباد.
الأمطار الصباحية وانخفاض درجات الحرارة كانت فرصة للكثير من التونسيين للخروج للتسوّق بعيدا عن أشعة الشمس الحارقة فبمجرّد أن أنهت الأمطار نزولها عادت الحركية الى الشارع... وكأنها تسعد كل عابر للطريق بتلك النسمات الباردة.