تلاميذ وطلبة نوابغ تفوقوا في الدراسة فنالوا جوائز الاستحسان ليمرروا رسائل ان يوم العلم يكرّم المجتهدين ومع تكريم المجتهدين تبرز الصعوبات التي يكابدها تلاميذ الأرياف لاعتلاء درجات سلم العلم والمعرفة...بينما ينشغل المسؤولون بأشياء أخرى ! تم مؤخرا في احتفالات اليوم الجهوي للعلم تكريم المتفوقين من التلاميذ والطلبة بمختلف الأقسام بمقر ولاية القيروان تحت اشراف والي الجهة الذي أكد على أهمية ما تحقق من نتائج. وبين أن هذا الاحتفال هو تتويج لما بذلته الأسرة التربوية والجهات الأمنية والجيش والأولياء من جهود لإنجاح السنة الدراسية التي «مرت بسلام وأثمرت ثماراً يانعة وقناديل تضيء طريق الجيل الواعد حسب قوله كما طالب الجميع بمزيد البذل والمزيد من الجهود العلمية في سبيل تحسين نتائج التعليم بما يلبي طموحات الجميع كما دعا مختلف الأطراف الى توفير الأجواء التربوية والمناخات الملائمة لتفجير طاقات الإبداع والتفوق الكامنة في نفوس وعقول النشء من اجل القيروان وإرجاعها منارة علمية كما كانت سابقا. وختم بتثمين مجهودات الجميع وداعيا الى مواصلة التألق والنجاح.
يوم العلم الجهوي بالقيروان كان مناسبة لتكريم المتفوقين والثناء على مجهوداتهم. آلاء بوخاتم (7 أساسي باعدادية الوسلاتية) ومتحصلة على معدل 18.98 بينت أن ما حققته هو بداية لسلسلة من التألقات وثمنت مجهودات العائلة خاصة والدتها والإطار التربوي والإداري، أما والدها (مدير المدرسة) فذكر أن هناك نقائص خاصة في التجهيزات بالمدرسة.
أما التلميذة اميمة عامري (معهد الثانوي بحفوز مستوى ثانية ثانوي) فتحصلت على معدل 19.13 وأكدت أن النجاح والتفوق بقدر ما يفتح آفاق مستقبل أفضل فإنه يعد بمزيد التألق مؤكدة أن الغاية ليس الوصول الى القمة ولكن الغاية في الحفاظ عليها وهذه مسؤوليتها في قادم المواسم وأن الله وفقها في النجاح بمساندة والدها المشجع لها وكذلك أساتذتها.
تفوق رغم الصعوبات
من ناحيتها اعتبرت التلميذة يسرى عراكي باكالوريا آداب بالمعهد الثانوي بالعلا التي تحصلت على معدل 14.74 أن تفوقها هو بداية وان الطريق مازالت أمامها طويلة وتعد بتألق متجدد وفاء لمجهودات أفراد العائلة وتضحياتهم لان ظروفهم المادية كانت صعبة وان المعهد تنقصه عدة أشياء خاصة الانترنات والمكتبة وبينت ان الفضل في نجاحها يرجع لأساتذتها وترغب في التوجيه إلى شعبة الحقوق وتطمح في دراسة القانون الدولي.
تلاميذ متفوقون في الدراسة وآخرون مبدعون. حيث قدمت فرقة من التلاميذ فقرات موسيقية عن العلم وحب العلم نالت استحسان الحاضرين الذين اكتظت بهم ساحة الحفل. ما يلاحظ هو تألق التلاميذ من ابناء المناطق الريفية رغم نقص التجهيزات في مؤسساتهم ورغم الظروف المادية الصعبة لأسرهم. قد لا يكون غريبا ان يحصل تلاميذ المدن على نتائج متميزة وقد تحققت فعلا، لكن الظروف والعوامل تختلف عن أبناء الريف المهمشين والذين ينتظرون وصول التجهيزات التي لا تصل ولا تتوفر لديهم الوسائط التكنولوجية. علاوة عن ظروفهم الصعبة.
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا كما قال المتنبي.