كشف تقرير أصدره المعهد الملكي للدراسات الأمنية والدفاعية في لندن أمس، أن التخطيط لتدخل عسكري محتمل في سوريا يجري تنفيذه حالياً في عواصم غربية وتركيا والأردن وأن الأمر يتعلق بغزو بري. وقال التقرير «إن التحرك الجديد تم بدافع المخاوف من احتمال وقوع الأسلحة الكيماوية السورية في الأيدي الخطإ، ومنع الحرب الأهلية المتفاقمة في سوريا من الانتقال إلى دول الجوار».
واستبعد التقرير احتمال القيام بغزو على نطاق كامل، مرجحاً «عملاً محدوداً لحماية المدنيين أو من أجل تأمين وتدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية، يمكن أن يشمل أيضاً تسليح جماعات المعارضة السورية أو تجميع تحالف دولي من أجل العمل العسكري».
وأضاف أن الآثار الأوسع نطاقاً المترتبة على العنف داخل سوريا «تثير الآن قلق الدبلوماسيين أكثر من البؤس البشري داخل البلد، كما أن هذه الهموم تجعل الغرب يعيد النظر في استراتيجيته الراهنة بعدم التدخل».
وأشار إلى أن مشكلة احتواء الأزمة في سوريا ومنعها من توسيع دائرة العنف وتفتيت الدول المجاورة واثارة حتى الغزوات عبر الحدود «هي الآن أكثر إلحاحاً من تخفيف حدة العنف داخل سوريا، بعد أن صارت مهيئة لتنافس بالوكالة».
واقترح تقرير المعهد الملكي بأن ايران وروسيا «قد تكونا مستعدتين لمحاولة القيام بتحرك داخلي محكم من خلال العمل على استبدال الرئيس بشار الأسد بشخصية سنية مفضَلة».
وقال البروفسور مايكل كلارك مدير المعهد الملكي للدراسات الأمنية والدفاعية في التقرير «إن مواجهة بالوكالة بين ايران والسعودية من المرجح أن تقع عقب سقوط النخبة العلوية في سوريا وبشكل من شأنه أن يضع شروطاً جديدة للشرق الأوسط على مدى جيل كامل».
وأضاف كلارك «نحن لا نتحرك باتجاه التدخل لكنه يتحرك باتجاهنا، بعد أن كوّنت أحداث الأيام الأخيرة خطوة لتغيير الوضع من شأنها أن تصعّب وعلى نحو متزايد الحفاظ على نهج عدم التدخل».
وسبق وأن قال مسؤولون أمريكيون إن واشنطن تناضل لتطوير فكرة واضحة عن القوى المعارضة داخل سوريا، لافتين إلى أن الفجوات الاستخباراتية عرقلت الجهود لدعم الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أمس الأول عن المسؤولين أن أجهزة الاستخبارات الأميركية وسّعت جهودها لجمع المعلومات حول القوى المعارضة في سوريا ونظام الأسد في الأشهر الماضية إلى أنها تعرقلت نتيجة اعتراض الاتصالات ومراقبة النزاع عن بعد.
وذكرت الصحيفة «أن مقابلات أجرتها مع مسؤولين أمريكيين وأجانب كشفت أن وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية لم تتمكن من بسط وجود داخل سوريا وهو ما يتعارض مع دور الوكالة المعروف في جمع المعلومات الاستخباراتية في مصر وليبيا خلال الثورتين فيهما».