تم إحداث عديد المحميات الطبيعية بهدف الحفاظ على بعض الكائنات الحية من حيوان و نبات من الانقراض ومن بين هذه المحميات نذكر المحمية الطبيعية بمنطقة «القنة» التابعة لمعتمدية عقارب والتي تم إحداثها منذ بضع سنوات. وتضم هذه المحمية عدة أصناف من الحيوانات خاصة الزواحف والعقارب والتي أصبحت مهددة بالانقراض إضافة إلى بعض الحيوانات الأخرى خاصة الخنزير البري. ولئن استبشر الأهالي بتركيز هذه المحمية التي قد تصبح في اعتقادهم متنفسا لمدينة يفصلها عن اقرب شاطئ أكثر من 20 كلم إلا أن الفرحة بدأت تتحول عند البعض إلى ما يشبه الكابوس!!! فهذه المحمية التي انفق في سبيلها الكثير من أموال المجموعة الوطنية, تفتقر إلى حاجز أو سياج ملائم يفصلها عن المناطق السكنية القريبة وهو ما جعل بعض حيوان الخنزير خاصة لا يبخل بزياراته المتكررة إلى هذه المناطق فيدخل الرعب في نفوس البعض وخاصة مستعملي الطريق الوطنية عدد 14 من أصحاب السيارات فقد كاد في بعض المرات أن يؤدي إلى انقلاب احدى السيارات.
لكن الخنزير لم يكن الزائر الوحيد للمناطق السكنية المجاورة للمحمية, بل إن الأفاعي تسجل حضورا مميزا وأصبحت هي الأخرى مصدر خوف و هلع خاصة وأن البعض من السكان قد تمكن من قتل ثعبان كان قد هاجمه في منزله والذي تجاوز طوله 1.7م!! و هذه الحادثة ليست شاذة بل تكررت خاصة خلال الفترات التي ترتفع معها حرارة الطقس .
الجرذان والعقارب السامة...هي الأخرى دائمة الحضور بل إن البعض منها قد طاب له المقام وغادر المحمية وأسس لنفسه مستوطنات قرب المناطق السكنية. وللاشارة فقد تزامن إنشاء هذه المحمية مع تركيز مصب للفضلات و التي تتم رسكلتها على عين المكان , لكن البعض من هذه الفضلات يرفض الوصول إلى المصب المذكور فتراها أحيانا تتطاير من الشاحنات التابعة لوزارة البيئة على طول الطريق المؤدية للمكان !!
المنتزه الذي يوجد في وسط المدينة لم يكن حاله أفضل من المحمية فقد هجرته العائلات حيث تحول الى بطحاء لكرة القدم في النهار والى وكر للفساد والعبث والتخريب ليلا وتم اتلاف أغلب أشجاره وتجهيزاته بل ان البعض جعل منه مصبا لالقاء الفضلات وخربت حتى جدرانه !.
وهكذا بين محمية مهملة و منتزه مهجور لا يجد سكان عقارب من حل للترفيه و لمواجهة حرارة الصيف غير ملازمة منازلهم أو التمتع بما تغدقه المصانع القريبة من دخان و روائح كريهة .
ألم يكن من الممكن إيجاد حلول لكل هذه المشاكل مثل إقامة سياج ملائم بهذه المحمية ليس فقط لحماية السكان بل حتى حفاظا على هذه الكائنات الحية التي بعثت من اجلها المحمية والى متى يحرم السكان من التمتع بمزايا هذه المحمية؟ ثم لماذا لا يتم تمكين بعض أصحاب الشهائد من استغلال فضاء المنتزه عبر تركيز مشرب و تجهيزات ألعاب للأطفال...؟
الأكيد أن الحلول موجودة لدى من يهمهم الأمر, و كل ما يرجوه السكان هو أن لا تتحول المحمية و المنتزه من نعمة إلى نقمة وأن يجد السكان فضاءات للترفيه والتخفيف من حرارة الصيف.