عاجل/ شخصية سياسية معروفة يكشف سبب رفضه المشاركة في "قافلة الصمود"    عاجل/ باكستان: المصادقة على مشروع قرار يدعم إيران ضد إسرائيل    بطولة برلين: أنس جابر تتأهل إلى الدور ثمن النهائي    فيليبي لويس: "أرقام الترجي الرياضي مبهرة حقا .. ولاعبوه يتميزون بروح قوية"    جندوبة: الادارة الجهوية للحماية المدنية تطلق برنامج العطلة الآمنة    "مذكّرات تُسهم في التعريف بتاريخ تونس منذ سنة 1684": إصدار جديد لمجمع بيت الحكمة    الدورة الأولى من مهرجان الأصالة والإبداع بالقلال من 18 الى 20 جوان    في قضية ارتشاء وتدليس: تأجيل محاكمة الطيب راشد    إجمالي رقم اعمال قطاع الاتصالات تراجع الى 325 مليون دينار في افريل 2025    الكأس الذهبية: المنتخب السعودي يتغلب على نظيره الهايتي    عاجل/ هذا ما قرره القضاء في حق الكاتب العام السابق لنقابة قوات الأمن..    عاجل/ هذا موقف وزارة العدل من مقترح توثيق الطلاق الرضائي لدى عدول الإشهاد..    منوبة: الاحتفاظ بمربيّي نحل بشبهة إضرام النار عمدا بغابة جبلية    الكاف: فتح مركزين فرعيين بساقية سيدي يوسف وقلعة سنان لتجميع صابة الحبوب    من هو الهولندي داني ماكيلي حكم مباراة الترجي وفلامينغو في كأس العالم للأندية؟    معرض باريس الجوي.. إغلاق مفاجئ للجناح الإسرائيلي وتغطيته بستار أسود    القيروان: 2619 مترشحا ومترشحة يشرعون في اجتياز مناظرة "السيزيام" ب 15 مركزا    243 ألف وحدة دم أُنقذت بها الأرواح... وتونس مازالت بحاجة إلى المزيد!    كهل يحول وجهة طفلة 13 سنة ويغتصبها..وهذه التفاصيل..    كيف نختار الماء المعدني المناسب؟ خبيرة تونسية تكشف التفاصيل    منذ بداية السنة: تسجيل 187 حالة تسمّم غذائي جماعي في تونس    ابن أحمد السقا يتعرض لأزمة صحية مفاجئة    عاجل : عطلة رأس السنة الهجرية 2025 رسميًا للتونسيين (الموعد والتفاصيل)    الحماية المدنية: 536 تدخلا منها 189 لإطفاء حرائق خلال ال 24 ساعة الماضية    تأجيل محاكمة المحامية سنية الدهماني    10 سنوات سجناً لمروّجي مخدرات تورّطا في استهداف الوسط المدرسي بحلق الوادي    اليوم الإثنين موعد انطلاق الحملة الانتخابية الخاصة بالانتخابات التشريعية الجزئية بدائرة بنزرت الشمالية    قصف إيراني يصيب مبنى للبعثة الأمريكية في تل أبيب (فيديو)    وفد من وزارة التربية العُمانية في تونس لانتداب مدرسين ومشرفين    خبر سارّ: تراجع حرارة الطقس مع عودة الامطار في هذا الموعد    فجر الثلاثاء : الترجي يواجه فلامينغو وتشيلسي يصطدم بلوس أنجلوس: إليك المواعيد !    تعاون تونسي إيطالي لدعم جراحة قلب الأطفال    طقس اليوم..الحرارة تصل الى 42..    قتلى وجرحى بعد هجمات صاروخية إيرانية ضربت تل أبيب وحيفا..#خبر_عاجل    كأس المغرب 2023-2024: معين الشعباني يقود نهضة بركان الى الدور نصف النهائي    باريس سان جيرمان يقسو على أتليتيكو مدريد برباعية في كأس العالم للأندية    النادي الصفاقسي: الهيئة التسييرية تواصل المشوار .. والإدارة تعول على الجماهير    النفط يرتفع مع تصاعد المواجهة في الشرق الأوسط.. ومخاوف من إغلاق مضيق هرمز    صفاقس : الهيئة الجديدة ل"جمعية حرفيون بلا حدود تعتزم كسب رهان الحرف، وتثمين الحرف الجديدة والمعاصرة (رئيس الجمعية)    إيران تعلن إعدام "جاسوس الموساد" الإسرائيلي إسماعيل فكري شنقا    بعد ترميمه فيلم "كاميرا عربية" لفريد بوغدير يُعرض عالميا لأوّل مرّة في مهرجان "السينما المستعادة" ببولونيا    بوادر مشجعة وسياح قادمون من وجهات جديدة .. تونس تراهن على استقبال 11 مليون سائح    لطيفة العرفاوي تردّ على الشائعات بشأن ملابسات وفاة شقيقها    زفاف الحلم: إطلالات شيرين بيوتي تخطف الأنظار وتثير الجدل    المبادلات التجارية بين تونس والجزائر لا تزال دون المأموال (دراسة)    الإعلامية ريهام بن علية عبر ستوري على إنستغرام:''خوفي من الموت موش على خاطري على خاطر ولدي''    قابس: الاعلان عن جملة من الاجراءات لحماية الأبقار من مرض الجلد العقدي المعدي    إطلاق خط جوي مباشر جديد بين مولدافيا وتونس    باجة: سفرة تجارية ثانية تربط تونس بباجة بداية من الاثنين القادم    هل يمكن أكل المثلجات والملونات الصناعية يوميًا؟    موسم واعد في الشمال الغربي: مؤشرات إيجابية ونمو ملحوظ في عدد الزوار    تحذير خطير: لماذا قد يكون الأرز المعاد تسخينه قاتلًا لصحتك؟    من قلب إنجلترا: نحلة تقتل مليارديرًا هنديًا وسط دهشة الحاضرين    المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يؤكد دعم المنظمة لمقاربة الصحة الواحدة    قافلة الصمود فعل رمزي أربك الاحتلال وكشف هشاشة الأنظمة    خطبة الجمعة .. رأس الحكمة مخافة الله    ملف الأسبوع .. أحبُّ الناس إلى الله أنفعُهم للناس    طواف الوداع: وداعٌ مهيب للحجيج في ختام مناسك الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تجاوزات.. إخلالات.. خدمات رديئة والرّقابة غائبة!
تحقيقات.. «الصباح» تفتح ملف المنتزهات العائلية في الجهات:
نشر في الصباح يوم 26 - 07 - 2012

مع انتهاء السنة الدراسية والجامعية، تتوجه أنظار العائلات الى الفضاءات الترفيهية بمختلف أنواعها وأصنافها والتي وجب أن تتوفر فيها شروط السلامة لهم ولعائلاتهم ولعل أبرز هذه الفضاءات العائلية المنتزهات التي تشكل مقوما أساسيا من مقومات السياحة الداخلية في بلادنا.
"الصباح" ارتأت تسليط الضوء على هذه الفضاءات من خلال هذا التحقيق الذي تم بالتنسيق مع مندوبي "الصباح" في عدد من الولايات للوقوف عند أهم الاشكاليات والعوائق التي تعاني منها المنتزهات والحلول المقترحة للنهوض بها..
تنسيق ومتابعة: سعيدة الميساوي
محمد بن جدو (كاهية مدير بالإدارة العامة للبيئة) :
آليات جديدة لتقليص الفوارق
للإلمام بواقع المنتزهات وآفاق المنظومة المتعلقة باستغلالها خدمة للمجموعة الوطنية اتصلت "الصباح" بالسيد محمد بن جدو كاهية مدير بالإدارة العامة للبيئة وجودة الحياة بوزارة البيئة فأفادنا بأن عدد المنتزهات بالبلاد يبلغ 37 منتزها وأن برنامج عمل الادارة المذكورة يتمثل في السعي الى إيجاد السبل الكفيلة بالنهوض بمردودية هذه الفضاءات مراعاة لإمكانيات الجهات المشرفة ممثلة في جماعاتها المحلية التي يتطلب عملها مزيد التحفيز وفي هذا السياق يتنزل برنامج الدولة المتمثل في إحداث منتزهين بكل من ولايتي توزر (حامة الجريد) والقيروان (رقادة) وهي إحداثات تنضاف للرصيد الوطني من المنتزهات الكبرى التي تشهد إقبالا مكثفا والتي تشرف عليها هياكل أخرى كالوكالة الوطنية لحماية المحيط ..
ويبرز بوضوح عدم التوازن بين مختلف جهات البلاد على مستوى المدخرات الطبيعية والبيئية الممكن توظيفها في مجالات السياحة الترفيهية والثقافية وهو ما يحتم البحث عن آليات جديدة للتقليص من حدة هذه الفوارق وربما يتعلق الأمر بتطوير ودعم عمل الجمعيات ذات الصلة والتي هي مدعوّة للمشاركة في التأسيس لواقع سياحي وترفيهي أنجع خصوصا بالمناطق الداخلية للبلاد.
منتزه النحلي بأريانة: جحافل الناموس «تتنزه» بين برك المياه الراكدة والمسالك الصحية
يعد المنتزه الحضري النحلي بأريانة احد اكبر المنتزهات الطبيعية بالعاصمة ويمسح أكثر من 280 هكتارا. المنتزه المذكور يوفر مناظر طبيعية جميلة كما يساهم في تنشيط الحركة الثقافية البيئية بالمنطقة. غير أن العديد من رواد هذا المنتزه يشتكون من تردي الخدمات المقدمة وتكاثر الاوساخ والفضلات.
"الصباح" اتصلت بالمشرف العام على هذا المنتزه عبد القادر عبد الهادي الذي أكد أن كثرة الفضلات قد ساهمت في تزايد جحافل الناموس فضلا عن الامطار التي خلفت بركا عديدة جراء ركود المياه.
ورغم المراسلات والشكايات التي تم ارسالها الى السلط المعنية في وزارات البيئة والداخلية فانه لا شيء تغير. وأشار المتحدث الى أن ادارة المنتزه تتدخل لتحسين الخدمات المقدمة للحرفاء ومنها الالعاب الترفيهية للأطفال، مؤكدا ان تحسينات وتغييرات تمت برمجتها خلال الفترة القادمة، و تتمثل في خوصصة بعض الالعاب على غرار لعبة "البينغ بول" التي تم ادماجها منذ السنة الفارطة وحظيت بإقبال كبير من قبل الاجانب والحرفاء القادمين من الدول الأوروبية اضافة الى شريحة الطلبة التي توافدت بأعداد كبيرة وهو نفس الاقبال الذي وجدته ملاعب كرة القدم والتنس وكرة السلة.
وأضاف محدثنا أن مشروعا جديدا هاما يجري الاعداد له بهدف ادخال جودة على خدمات منتزه النحلي بإدراج خدمات جديدة لفائدة العائلات ومنها ما يعرف ب " téléphérique" بما سيضمن لاحقا خدمات أكثر تنوعا للزوار وحرفاء منتزه النحلي.
وفي ما يخص الظروف الامنية وتعرض العديد من الزوار الى الاعتداء و"البراكاج" أكد محدثنا أن الوضع العام الذي مرت به البلاد من غياب للامن ساهم في حصول مثل هذه الحوادث وهو أمر طبيعي لكن بتظافر كل الجهود من أعوان حراسة وأمن تمكنوا من ايقاف العديد من هؤلاء المنحرفين لتتم احالتهم على أنظار العدالة، كما بين محدثنا أن نسبة هذه الحوادث قد تقلصت بشكل كبير منذ ما يزيد عن 6 أشهر خصوصا وأن الاعوان يقومون بحملات دورية مكثفة وبالأخص للمسلك الصحي.
سعيدة الميساوي
قابس: تحسينات و إصلاحات لجلب الروّاد
قبل حلول موسم النشاط الصيفي انطلقت الاشغال بالفضاءات منذ مدة وذلك بغاية ادخال التحسينات والاصلاحات اللازمة على البعض منها والقيام بتغيير الديكور او احداث اضافات في البعض الآخر وذلك من اجل كسب رضى الحرفاء وجلب اكبر عدد منهم من خلال محاولة توفير بعض الاشياء التي ينفرد بها منتزه عن الاخر.
السلط الجهوية من جانبها تولي اهتماما كبيرا لهذا القطاع الحيوي الذي له دور كبير في تنشيط الدورة الاقتصادية صيفا بجهة قابس في ظل تقلص السياحة الأجنبية في الفترة الحالية وذلك من خلال قيام الجهات المختصة والمعنية في هذا المجال بدورها واستعدت احسن استعداد لهذا الموسم الصيفي حيث نذكر الزيارات الميدانية التي قامت بها ادارة حفظ الصحة لاهم وابرز المنتزهات والفضاءات بالجهة من اجل تقديم النصائح المعمول بها في حفظ الصحة كما نبهت الى ضرورة تلافي بعض نقائص السنة الماضية. الأمر نفسه بالنسبة للإدارة الجهوية للتجارة بقابس التي خصصت فرقا للقيام بعملية التوعية والمراقبة الاقتصادية لهذه المنتزهات وذلك من اجل الحفاظ على استقرار الاسعار، وتأتي هذه الخطوة الاستباقية بالتنبيه على اصحاب المنتزهات بضرورة اشهار الاسعار والمحافظة على الأسعار العادية قبل الانطلاق في الزيارات التفقدية ورفع المخالفات، بلدية قابس هي الاخرى تكلفت بدور مزدوج في هذا الشأن من خلال تنظيف وتجميل محيط هذه المنتزهات حتى تعطي لها رونقا خارجيا يكون متناغما مع ما تعرفه من تزويق وزينة داخلية.
كما تكفلت الشرطة البلدية بدورها وقامت بمنع كل عمليات توسيع غير قانونية وخاصة بجهة كورنيش قابس من خلال هدم الملحقات الخارجية لهذه الفضاءات.
والاكيد انه بتظافر جهود كل الجهات المعنية فان هذه المنتزهات والفضاءات ستكون متنفسا هاما للعائلات القابسية في فصل الحرارة حتى تخرج من روتين الدراسة والعمل الذي لازمها طيلة تسعة اشهر.
ياسين بوعبد الله
قبلي: منتزهات مغلقة والحدائق العمومية ملجأ الأهالي
تفتقد مدينة قبلي إلى فضاءات عمومية للترفيه تفتح في وجوه الاطفال والشباب والعائلات أبواب الترويح عن النفس وتنتشلهم من براثن التسكع المؤدي إلى الانحراف، وقد أعطت المجالس البلدية وسلط البعث التنموي المحلية والجهوية التي تناوبت على تسيير دواليب وشؤون المدينة القليل من الأهمية للفضاءات الترفيهية ولم تنتبه إلى أهميتها باعتبارها متنفسا لا يمكن الاستغناء عنه حيث شهدت المساحات الخضراء بالجهة خلال العقود الماضية بقبلي تقلصا في عددها إما لإلغائها أو بسبب استحواذ "مافيا" الأراضي عليها.
خلال السنوات الأخيرة تقلص عدد المنتزهات بالمدينة حيث أغلق منتزه الفردوس وتحول الى وكر للمدمنين على المخدرات والكحول علما وان تهيئته تكلفت ب 590 ألف دينار كذلك تم غلق منتزه ثان بجنعورة اما منتزه فضاء العائلة بالمنطقة الغابية بأولاد يعقوب -الذي استحوذ البعض على مساحة من أرضه - الذي يمسح 2 هك فتنعدم به المرافق والتجهيزات الضرورية مما جعله قبلة للتلاميذ فقط أثناء السنة الدراسية ليبقى الملجأ الوحيد للأهالي منتزه راس الذي يمتد على مساحة 6 هك ليزوّدهم بالهواء النقي عند الارتفاع المفرط لدرجات الحرارة نهارا وحتى ليلا واشتداد لفح الهجير ورياح "الشهيلي" هذا ومن المنتظر أن يدخل منتزهان جديدان على ملك خواص حيّز الاستغلال هذا الصيف.
الحدائق العمومية و«الجوابي»
لأنها الأقل تكلفة، وفي الغالب الأقرب لمكان السكن تزايد الاقبال على الحدائق من طرف المتساكنين خاصة مع التطور الحضري والانتشار العمراني ،هذه الحدائق هي جودة الحياة بجنعورة وحديقة الأم والطفل بمعهد ابن الجزار وحديقة الديوانة وهنا بقدر المطالبة بالعناية بمختلف هذه الحدائق والتفكير في اضافة المزيد منها من طرف النيابة الخصوصية بقبلي التي وجدت تركة ثقيلة يبقى دور المواطن محوريا في المحافظة عليها.
ولا يتوفر بكامل الولاية مسبح بلدي فالمسبح البلدي الوحيد الذي تم بناؤه خلال ثمانينات القرن الماضي لم يعمر طويلا حيث سريعا ما هوى لأنه بني "مغشوشا "علما وان قرار هدمه لم ينفذ إلى حد الآن ،هذا ولم يقع التفكير في بناء مسبح بلدي آخر وقد وجد بعض الأطفال والشباب وحتى الكهول ضالتهم في "الجوابي" المنتشرة في الواحات ويبقى التساؤل متى سيتم بعث مسبح بلدي بالجهة ؟ وإلى متى سيتواصل إهمال حاجيات المواطن وحقه في العيش الكريم؟.
أبو الهناء
المهدية: أسعار محررة لخدمات منقوصة.. إجراءات تتطلب طول النفس
تتدخّل وزارات مثل الشباب والرياضة والثقافة والأسرة وأملاك الدّولة والبيئة وغيرها في بعث المنتزهات ممّا قد يخلق صعوبات شتّى لباعث المشروع التّرفيهيّ، وبالتّالي فان هذه المنتزهات لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة ومقارنة بالحجم السكّاني لولاية المهديّة التي لا يتوفّر فيها سوى 5 منتزهات أكثر من واحد منها توقّف نشاطه لسبب أو لآخر مع تفاقم الوضع بعد الثّورة والانفلات الأمنيّ وسريان قوانين تبدو جدّ معقّدة لمن يريدون الاستثمار في مثل هذا المجال الحيويّ خاصّة في المناطق الدّاخليّة التي تفتقر إلى فضاءات ترفيهيّة وتثقيفيّة يلتجئ إليها أبناؤها وقت الفراغ مع تزامن العطل المدرسيّة والجامعيّة خصوصا مع ترامي أطراف الجهة وبعد بعض مناطقها عن البحر الذي يعدّ ملاذ الجميع في الصّيف.
إجراءات تعجيزيّة
ولئن توزّعت هذه المنتزهات في مدن المهديّة والشّابّة ورجّيش والسّواسي، فإنها تشهد ركودا طوال السّنة تقريبا لعدم الإقبال عليها نتيجة العوامل المناخيّة وضيق ذات اليد للبعض وافتقارها لأساليب ترفيهيّة كفيلة بجلب الرّواد، لتنشط تلك المتواجدة في محيطات المعاهد والجامعات وتتحوّل إلى مقاهي وأماكن للأنترنت مع ما يتوفّر من فضاءات ومستلزمات وتنشيط تقليدي كالموسيقى أو من خلال ما تبثّه القنوات التّلفزيّة وما يتواجد من لعب ، ليكون للطّفل نصيب من خلال مدينة الألعاب في بعض المنتزهات وزيارة حدائق الحيوانات التي يمثل بعثها عبئا كبيرا على المستثمر ينعكس على الزّائر أيضا في غياب كلّي للدّعم وتحفيز المبادرات مواكبة لروح العصر ويوفر بعض هذه المنتزهات الأكل والشّرب وشتّى الخدمات التي لا تكون في المستوى المطلوب في ظلّ غياب رقابة صحيّة واقتصاديّة وتضارب في أسعار موادّ وخدمات تختلف من منتزه إلى آخر ، لسوء حالة البلاد الأمنيّة
الرّوتين الإداري عائق للتّنمية
منتزه قصور الساف الواقع في أجمل نقطة من المدينة وعلى أعلى مرتفع من الأرض وقرب غابة من أشجار الصنوبر كلف الدّولة أكثر من 100ألف دينار للتّهيئة ليصبح وكرا من أوكار الفساد بعد تداعي كلّ مكوّناته برغم تكفّل إحدى الشّركات بإتمام مرافقه واستغلاله ولكن الرّوتين الإداري المقيت كان عائقا أمام الجميع.
وتنصّلت إدارات الفلاحة وأملاك الدّولة والتّجهيز من مسؤوليّاتها ليقع حلّ الشّركة بعد إبرام عقد لم يكتمل ويبقى الحال كما هو منذ 5سنوات في ظلّ غياب قرار حازم يحدّد مرجع النّظر للبلديّة أو الولاية اللتين لهما الحقّ وحدهما في اتّخاذ القرار من عدمه، وليبقى المشروع حلما لأبناء المدينة لم يتحقّق ولم يقع تحفيز التّحسيس به من قبل بلديّة المكان والحال أنّ ما أنفق عليه كفيل بإحداث أكثر من منتزه في مناطق أخرى يقتل الفراغ أبناءها.
أبو ريمة
نابل: برنامج لإحداث عدد من المنتزهات الحضرية والأتراك يعرضون خبرتهم لترميم حصن قليبية
المنتزهات الحضرية لا تتعدى الإثنين فقط ، منتزه الفوارة بالحمامات ومنتزه برج قليبية. منزه الفوارة أنجز سنة 2006 بكلفة 400 ألف دينار بتمويل مشترك بين وزارة البيئة (350 ألف دينار و50 ألف دينار من مجلس الولاية) وقد تم تهيئة 10 هك من غابة تمتد على 1800 هك . ومن مكونات هذا المشروع إنجاز مسلك صحي ومشرب ودورة مياه وفضاء للأطفال ومربض للسيارات ومدخل رئيسي مجهز بباب مع تعهد المسلك المؤدي إلى هذا المنتزه من طرف المصالح الجهوية للتجهيز بنابل بالتعاون مع المجلس الجهوي .
لكن ورغم توفر الحراسة فإن مرافقه تعرضت للتخريب قبل الثورة. وعن آفاق هذا المنتزه الذي يحتاج إلى نقلة نوعية نظرا لأهمية موقعه اتصلنا بالممثل الجهوي لوزارة البيئة صابر المجدوب الذي قدم ل " الصباح " لمحة عن برنامج الوزارة في مجال المنتزهات الحضرية بالجهة حيث أفاد : " أن منتزه الفوارة ونظرا لقربه من المنطقة السياحية وحتى من إقليم تونس وجهة الساحل يمكن أن يصبح متنفسا متميزا ولذلك يجري الاشتغال على مشروع لتثمين هذا الموقع عبر إنجاز مكونات أخرى تتماشى ورغبات الزوار منها إحداث نواة لحديقة حيوانات للتعريف بالمنظومات البيئية ودعم للسياحة الإيكولوجية. وبعد هذه الإضافات النوعية يمكن أن يرتفع عدد الزوار ما بين 20 و 30 ألف زائر سنويا ".
و لئن يشكو منتزه الفوارة من عدة نقائص تحدّ من نجاعته وتقديمه كمنتوج سياحي فإن منتزه برج قليبية الذي يقع تحت إشراف وزارة الثقافة بدوره غير موظف كما ينبغي، الأمر الذي لفت أنظار الوفد الذي زار الجهة مؤخرا من مقاطعة "أدانا التركية" والمتكون من عدة خبراء في مختلف الاختصاصات منهم المهتمون بترميم الحصون والأبراج الأثرية. وبما أن برج قليبية يعود إلى العهد العثماني فكان لزاما أن يشد الأتراك الذين عبروا عن استعدادهم لترميمه ، وقد علمنا أن الموضوع محل متابعة من وزارة الثقافة ولكن في الأثناء هناك برنامج تدخل بين وزارتي البيئة والثقافة للتعهد وإنجاز مكونات أخرى لتحسين جانب الاستقبال وتوفير أدلاء سياحيين ...
وعن المشاريع الممكن تنفيذها لتوسيع شبكة المنتزهات الحضرية بالجهة أفادنا نفس المصدر أن المقترحات تشمل جبل سيدي عبد الرحمان بالميدة و"دار شيشو" التي تحتاج للتثمين وغابة "وادي العبيد" بتاكلسة التي تمسح 5900 هك و "جبل الهوارية" الذي سينجز عليه مشروع تابع لوزارة البيئة يهدف لدعم السياحة البيئية وقد بلغت دراسته الفنية مرحلتها النهائية بكلفة تتراوح ما بين مليون و500 ألف دينار ومليوني دينار. كما يمكن أن يكون سد "وادي المصري" ببوعرقوب القريب من المنطقة السياحية الحمامات نابل من جهة وسليمان برج السدرية من جهة أخرى، موقعا للسياحة الرياضية بواسطة القوارب البحرية والبيئية في تواجد كساء غابي رائع وبديع.
إذن فما يمكن التأكيد عليه، أن المنتزهات الحضرية هي متنفس لمئات العائلات ودعم للسياحة الإيكولوجية والرياضية والبيئية، ونقاط إشعاع تنموية بالمواقع المتواجدة بها.
كمال الطرابلسي
باجة: فضاءات غير موزعة توزيعا محكما.. و مركّزة في الناحية الجنوبية
يعتبر فضاء المنتزه الحضري بمدينة باجة من أكبر الفضاءات الترفيهية إذ يوجد بفضاء غابي واسع و يشتمل على مسلك صحي يمتد على مساحة 03 هكتارات تم بعثه منذ سنة 2004 وبه مجموعة من المكونات منها مضمار بعرض 03 م وبطول 1800م وملعب لكرة السلة وآخر للكرة الحديدية وركح مسرحي صغير ورقعة شطرنج عملاقة وأربع ورشات للياقة البدنية وفضاء ترفيهي للعائلة وبعض الألعاب للأطفال ومشرب للعموم.
أما الفضاء العمومي الثاني وهو الأقدم في المدينة والذي يعود تاريخ بعثه إلى زمن الاستعمار وما زال يمثل الرئة التي تتنفس بها المدينة فهو فضاء "الحديقة العمومية" الذي تحول منذ سنوات إلى فضاء عائلي تسيّره إحدى الشركات السياحية بباجة وتجتهد لتوفر به جميع الخدمات رغم الصعوبات المتعددة إنه فضاء يمسح حوالي 1.5 هك ويوجد على امتداد شارع الجمهورية بالناحية الجنوبية للمدينة ويتكون من فضاءات في الهواء الطلق على العشب الطبيعي جزء منه للعائلات وجزء للعموم مع خيمتين كبيرتين واحدة للعائلات وأخرى مخصصة للأنشطة الإعلامية والرقمية وبه مشرب عام ومطعم متنوع الاختيارات تتركز به شاشات عملاقة وبه أراجيح وزلاجات حديدية مجانية وملعب للتنس ويسعى صاحب الشركة إلى أن يركز به ألعابا بلاستيكية قابلة للنفخ يرتادها الأطفال بمقابل. أما الفضاء الموجه للأم والطفل أو ما يعرف بفضاء "الإعلامية" فيحتوي على خدمات أساسية وهي الاهتمام بعالم الإعلامية الموجه للطفل من دورات تدريبية وأنشطة ترفيهية ... إضافة إلى مساحة من الترفيه للعائلة بالليل وخصوصا في فصل الصيف ورغم محدودية مساحته فهو مصمم بطريقة جيدة ويحتوي على مسرح صغير للهواء الطلق ومساحات معشبة بها أراجيح وزلاجات حديدية للأطفال ومشرب وهو عبارة عن مقهى ومطعم للأكلات السريعة وتتركز به شاشات عملاقة للعموم ...
كما يعتبر فضاء "حديقة الأمراء" أو "نادي القضاة" سابقا من الفضاءات التي بدأت تستقطب الناس بخدماتها المتنوعة وفضاءاتها المختلفة إضافة إلى احتوائها على قاعة للأفرح واحتضانها لبعض الأنشطة الثقافية التنشيطية من حين لآخر . هذه الفضاءات في باجة وإن وجدت حقيقة فهي غير كافية وغير موزعة التوزيع الجغرافي المحكم إذ تتواجد كلها في المنطقة الجنوبية من المدينة كما أن الدولة ليست جادة في بعث مثل هذه المساحات في التصاميم الجديدة رغم أن القوانين تفرضها لكن الواقع يحولها إلى بناءات لتعيش التصاميم الجديدة مختنقة ..
المنصف العجرودي
المنتزهات العائلية بصفاقس: خدمات رديئة.. أسعار من نار.. والرقابة «لا تبالي»
خدمات المنتزهات العائلية ومن خلال جولة قامت بها "الصباح" لرصد آراء الحرفاء في جودة ما يقدم من أكلات ومشروبات، كان تقييمها متباينا ومختلفا ،ولكنها أجمعت على رداءة الخدمات، وارتفاع الأسعار في غياب الرقابة الصحية والاقتصادية، ما أفضى الى ارتكاب العديد من التجاوزات والإخلالات في حق الحرفاء والزوّار، ممن دفعت بهم حرارة الطقس وضعف الإمكانات إلى ارتياد هذه المنتزهات العائلية والفضاءات الترفيهية.
مراقبة ومتابعة
فيروز السيالة - ربة بيت- قالت إنها مضطرة الى الذهاب الى أحد المنتزهات في غياب فضاءات الترفيه في المدينة وقالت إن الخدمات غير مقابلة لما يدفع من أسعار وتساءلت عن غياب الرقابة الصحية والاقتصادية وعمّن يمكنه ان يطبق القانون ويردع المخالفين. فيما قال المواطن إبراهيم الفرياني أن جلّ المنتزهات العائلية غير مراقبة، وتحتاج الى تحسيس بضرورة تحسين الخدمات وتجديد التجهيزات بما يضمن سلامة الحريف وحقه في خدمات جيدة، خاصة أنها فضاءات عائلية يرتادها الكبار والصغار والأطفال وهو ذات الرأي الذي ذهب اليه الاستاذ رشاد الفوراتي الذي التقيناه بضاحية سيدي منصور، والذي اعتبر هذه الفضاءات الملاذ الوحيد للمواطن في جهة صفاقس ولابد من مراقبتها ومتابعة المشرفين عليها من حيث جودة الأكلات والأسعار المرتفعة التي تحتاج الى مراجعة، مشيرا إلى ظاهرة الضجيج والموسيقى الصاخبة التي تبث في هذه المنتزهات، ما يزعج الحرفاء و يقلقهم والحال أنهم يبحثون عن الهدوء والسكينة في مدينة تعاني التلوث بأنواعه وكثرة الضجيج.
منتزه «الطرابلسية»
وفي مدينة المحرس الهادئة والمعروفة بفضاءاتها السياحية ومنتزهاتها العائلية خصوصا بجهة الشفار، ووسط المدينة ، يتحدث المواطنون عن وجود فضاء ترفيهي وسط منطقة "حي النور" الذي يضم حوالي ثلاثة ألاف ساكن ، بات يعرف منذ سنوات بمنتزه " الطرابلسية" بعد ان تحصل صاحبه على رخص غير قانونية ، وتتعارض مع مثال التهيئة العمرانية، الذي يمنع مطلقا إقامة المنتزهات داخل المناطق السكنية ، ضمانا لراحة المتساكنين، غير أن المنتزه المذكور الذي لا يمكن الدخول اليه إلا عبر المرور بمحطة لبيع البنزين، فبات هذا المنزه منذ تركيزه سنة 2007 إلى جانب محل للشواء ومقهى ومطعم، مصدرا للضجيج والتلوث السمعي والبيئي، وهو الآن محل شكايات، لدى العديد من الوزارات والمصالح الإدارية ، التي لم تتجرأ على مراجعة طرق إسناد رخصة الاستغلال لهذا المنتزه العائلي رغم معارضة الأجوار والسكان في "حي النور" وتذمراتهم، حيث أفاد المواطن عبد الباسط قربع من عمالنا بالخارج- والحاجة عجميّة لجنف مقيمة بالحي، ان المنتزه المذكور تمتع صاحبه سنة 2007 برخص غير قانونية لفتح فضاءات خدماتية أخرى والى اليوم وخلال فترة الصيف بالخصوص يمثل المنتزه العائلي المذكور، مصدر إزعاج وقلق المئات من السكان بسبب الموسيقى الصاخبة والإضاءة القوية وروائح المشوي و" الشيشة "...
رقابة صارمة
ولذا فان المصالح الادارية المعنية في وزارات البيئة والداخلية والإصلاح الإداري والاقتصاد والصناعة والتجارة ووزارة شؤون المرأة والشباب والرياضة، مطالبة بالتدخل لمعالجة ملف هذا المنتزه، ولفرض رقابة صارمة على المنتزهات العائلية في جميع الولايات ومراجعة رخص استغلالها ومدى استجابتها لكراس الشروط، باعتبارها فضاءات "سياحية " ومراقبة الأسعار المعتمدة فيها، ونوعية الخدمات وجودتها، إلى جانب ضرورة غلق البعض منها ممن خالف أصحابها القانون، وعمل على كسب المال الوفير على حساب راحة المتساكنين، وحقهم في الهدوء والسكينة..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.