الرمضاء: شدة الحرّ والأرض الحارة الحامية من شدّة الشمس. قال الشاعر: «المستجير بعمرو عند كربته كالمستجير من الرّمضاء بالنّار»
وهذا البيت تلميح الى قصّة كُليب بن ربيعة التغلبي حين طعنه عمرو بن مرّة البكري الملقّب بجسّاس، فألقاه على الأرض، قال كليب: يا عمرو أغثني بشربة ماء، فأجهز عليه وتمّ قتله، وسار مثلا يضرب لمن يستجار فيزيد المستجير بليّة على بليّته.
ومن شرح ابن الجوزي لكلمة رمضان شروح لطيفة: سمّي هذا الشهر برمضان لشدّة الحرّ فيه، والرّمضاء الحجارة الحارّة، ورمض الإنسان، إذا مشى على الرّمضاء فسمّي رمضان بذلك لأنه يرمض الذنوب أي يحرقها. ومن شروح الرّمض أنه مطر يأتي قبل الخريف، وسمّي رمضان بذلك لأنه يغسل القلوب غسلا ويطهّرها تطهيرا.
وممّا جاء في كتاب «بستان الواعظين» لابن الجوزي أنه ينبغي لمن أصبح صائما أن يقول للسانه: إنّك اليوم صائم من الكذب والنّميمة وقول الزّور والباطل والبهتان، ويقول لعينيه إنكما اليوم صائمتان من النظر الى ما لا يحلّ، ويقول للأذنين إنكما اليوم صائمتان من الاستماع الى الباطل، ويقول لليدين: إنكما اليوم صائمتان من الغش والعدوان، ويقول للقدمين إنكما صائمتان من السّعي الى ما فيه الإثم والمكر والبهتان.
وفي رواية أن رمضان هو من أسماء اللّه تعالى، فيكون غير مشتقّ أو راجعا الى معنى الغافر أي يمحو الذنوب ويمحقها. فلا يجوز أن يقال جاء رمضان بل جاء شهر رمضان بناء على الحديث «لا تقولوا رمضان فإن رمضان اسم من أسماء اللّه تعالى ولكن قولوا شهر رمضان». وقيل: إنه حديث ضعيف. ومن الشروح إذن للفظة رمضان أنه يغسل الأبدان من الآثام غسلا، ويطهّر القلوب تطهيرا.