يعتبر محمد القمودي رمزا من رموز الرياضة التونسية لما حققه من نجاحات لألعاب القوى إلا أن المتتبع لتاريخ رياضتنا يلاحظ أن أمثال القمودي سلالة انقرضت وهو ما يطرح السؤال التالي: لماذا أصبحت رياضتنا عاجزة عن إنجاب أمثال هذا «العملاق» ؟هذا السؤال طرحناه على سي محمد.يقول محدثنا: «إنها فعلا لمفارقة عجيبة إذ من المفروض أن الأرض التي أنجبت محمد القمودي تكون قادرة على إنجاب 10 من أمثاله باعتبار توفر كل ظروف النجاح من بنية تحتية وموارد بشرية إلا أن العكس هو الذي يحدث.أما الأسباب فهي كثيرة ويمكن أن أذكر أهمها وهي: ضعف الاعتمادات المالية المرصودة للألعاب الفردية مقارنة بكرة القدم رغم ما حققته الألعاب الفردية من تتويجات لبلادنا على الصعيد الافريقي والعربي. غياب تأطير الشبان من طرف المسيرين الذين لا يولون أهمية إلا إلى النتائج علاوة على حرصهم على تلميع صورتهم. غياب سياسة انتقاء المواهب في المناطق النائية على عكس ما كان يحدث في الماضي حيث كان المسؤولون يجوبون البلاد غربا وشرقا لاكتشاف هذه المواهب ويحدوهم شعور واحد وهو حب الوطن دون حسابات. ابتعاد الرياضة العسكرية عن دورها في النهوض بالرياضة المدنية على عكس ما كان في الماضي حيث ساهمت الرياضة العسكرية في إنجاب عدة أبطال في ألعاب القوى والملاكمة وهذه فرصة أستغلها لأتوجه بنداء إلى المشرفين على دواليب رياضتنا للانكباب على هذا الملف الحساس وتحديدا مساهمة المؤسسة العسكرية في رعاية الرياضة الوطنية سعيا إلى صناعة أبطال جدد.