مثلت ميزانية 2012 لتنمية ولاية القيروان صدمة لأبناء الجهة لكونها لم ترق الى المستوى التنموي المأمول. وانتظروا مشاريع تنموية تخرج عاصمة الأغالبة من عزلتها التنموية ومن حالة التهميش والضعف وتساهم في البناء وتوفير مواطن الشغل. وقد خصصت جلسة للنظر في عمل لجنة الإعداد لميزانية 2013 حضرها أعضاء من المجلس التأسيسي والمديرون الجهويون والمعتمدون وبعض الممثلين عن الجمعيات والأحزاب. تحت إشراف والي القيروان والمدير الجهوي للتنمية بالجهة. وقد أثارت جدلا في صفوف من حضر وطرحت عديد الأسئلة قبل ان يقاطعها أعضاء التأسيسي دون تقديم حلول.
النائب رمضان الدغماني تساءل عن كيفية تكوين اللجان وعن المشاريع التي اقترحتها وطالب ان تكون مشاريع 2013 مدروسة. كما أثارت النائبة فريدة العبيدي تغييب النواب وقالت «اليوم لن نكون شهود زور في ميزانية تعدها لجان محلية لا تستوفي الشروط اللازمة». مضيفة انه «من غير المعقول برمجة مشاريع إضافية والحال ان هناك مشاريع معطلة لو يتم تنفيذها فإنها تحل المشاكل التنموية». رغم ان زميلتها مفيدة المرزوقي أكدت انه تم تشريكها في اللجنة المحلية بنصر الله وانها متابعة للشأن التنموي بالجهة. الجلسة خرجت عن طورها التقليدي وخرج النواب عن صمتهم. وشدد النائب محمود قويعة على انه لا سبيل لتكرار أخطاء 2012. وتحدث عن مؤامرات وعن تقصير من قبل بعض المسؤولين المحليين والجهويين. وطالب بكشف مشاريع ميزانية 2012 وكيف تم صرف الأموال.
والي القيروان رد على انتقادات النواب معتبرا انه من غير المقبول اتهام المسؤولين بالتقصير وقال ان أعضاء التأسيسي تغيبوا في مناسبات كثيرة وغاب عنهم تدخل السلط الجهوية والتمس: «قولوا كلمة خير». موضحا «لدينا مقترحات كتابية وعرائض تولينا جمعها ومتابعتها». وطلب من النواب تقديم مقترحات من حيث المضمون والمنهجية. كما دافع معتمد الوسلاتية عن عمل المعتمدين وممارستهم لمهامهم وسط الصعوبات اللوجستية. وقال ان أعضاء التأسيسي لا يتصلون بالمعتمدين ليطمئنوا على سير العمل ولا يسألون عن الصعوبات.
ورد مدير التنمية بالقيروان فاروق على صالح على استفسارات الحاضرين مؤكدا على انه ستتم مراجعة بعض المواقف والتقصي الذي حصل مبينا انه ستتم تشريك أعضاء التأسيسي.
وكان من المفترض ان تناقش الجلسة ما سيقدمه المعتمدون من مقترحات مشاريع. ولكن النواب انسحبوا (5 نواب) مع توجيه الاتهامات وبدت العملية أشبه بتصرفات النواب في المجلس التأسيسي والحال انهم مطالبون بتقديم حلول ومقترحات وإضاءة شمعة تنير سبيل المسؤولين، بدل لعن الظلام الذي يغشى القيروان. وينتظر أبناء القيروان ان تكون ميزانية 2013 في مستوى حاجيات الجهة المفقرة والمهمشة. وان تراعي التصنيف التنموي المتدني للجهة بناء على حجمها الديمغرافي وان ترتقي الى الحلم بإحداث مطار لتشجيع الاستثمار وإحداث منطقة سياحية وكلية للطب، ومستشفى جامعي ودور شباب وثقافة في كل عمادة. وإعادة تأهيل شبكة الطرقات وإحداث القرى الحرفية والمناطق الصناعية وإحداث قطب تكنولوجي (صناعي فلاحي) وإحداث معهد للفلاحة وتعميم شبكة التطهير وإحداث أسواق بلدية...أما مشروع السكة الحديدة والطريق السريعة فإنها مشاريع وطنية يجب ان لا تقحم في ميزانية القيروان.