نواصل استحضار أبرز محطات الأسطورة محمد القمودي الذي اقترن اسمه في أذهان كل التونسيين والعرب بصورة العلم التونسي وهو يرقرف في أولمبياد ميونيخ. اليوم حكاية أخرى من حكايات بطلنا الأولمبي :
بعد ستة أشهر كاملة من التدريب العسكري قام المشرفون العسكريون في ثكنة القصرين بتنظيم سباق في العدو الريفي ولادخال الحماس على هذا السباق رصد منظمه السيد «رضا فارح» بموافقة الرائد«الطيب الرياحي» قائد الفوج، جوائز للفائزين الأولين تتمثل في اجازات...وبحكم حنان القمودي الى أمه وشوقه للقياها بعد هذا الفراق شارك في السباق بكل ما أوتي له من جهد وكما قال القمودي «أني جريت لا حبا في الرياضة بل للظفر بالاجازة» وكان ما أراد وقضى اجازته بجوار والدته الحنون في قرية «سيدي عيش» وعند رجوعه الى الثكنة نظمت مسابقة ثانية والفائزون في هذه المرة سيتمكنون من زيارة تونس العاصمة (وود القمودي لو كانت الجائزة هذه المرة اجازة أيضا لكنه على كل حال لا يعرف العاصمة فلا باس من أن يزورها) لكن عوض ان تدخل المجموعة الفائزة العاصمة دخلت ثكنة بوفيشة أين شاركت في سباق ضمن فوجي بوفيشة والفندق الجديد، ونال القمودي المرتبة الثانية ومهد له هذا الفوز المشاركة في البطولة العسكرية الأولى التي انتظمت بقابس فكان ترتيبه السابع عشر والأول بالنسبة لجميع الأفواج المشاركة اذا استثنينا مركز التدريب العسكري بتونس لأن مشاركته كانت شرفية ومن البطولة العسكرية الأولى الى الثانية التي احرز فيها القمودي على المرتبة الأولى، (وتجدر الاشارة هنا إلى أن القمودي شارك في كل هاته المسابقات بدون تحضير وتدريب خاصين بالعدو) وباحرازه على المرتبة الأولى في البطولة العسكرية الثانية دخل منعرجا جديدا في حياته اذ وقع عليه الاختيار ضمن مجموعة أخرى من العدائين تم جلبهم الى مصلحة التدريب العسكري بتونس باشراف السيد «حسين حمودة» رئيس المصلحة آنذاك وبدا في التمرين الرياضي البحت اذ تفرغ لذلك لما برهن عليه من كفاءة ومقدرة في هذا المجال، وما هي الا فترة وجيزة حتى كانت البطولة العسكرية الثالثة التي نظمت ببنزرت وشارك فيها القمودي ضمن فوج القصرين فنال هذا الوج بفضل عدائه الأول المرتبة الأولى للترتيب الفردي والجماعي محرزا بذلك على هذه البطولة ومن هذا السباق وقع الاختيار على الفريق القومي الجديد فأصبح يضم القمودي شمام الحمروني مهذب العياشي أحمد بن صالح والخماسي.