بنى المهدي المهدية فوق كتلة صخرية داخل البحر، وأحاطها بأسوار عالية متينة وأبراج ضخمة وأبواب مصفحة بالحديد وحصّن الميناء بأسوار جيدة. كما ذكر الوزّان في الجزء الثاني من كتاب «وصف افريقية» ص86. كان المهدي يقف على فرسه ويأمر الصناع بما يصنعون وأمر بعمل باب الحديد للمدينة فجعل صفائح أثبت فيها المسامير وذوّبها في الباب مما جعله قطعة واحدة، وكان وزن كل مصراع مائة قنطار، ويروى بعضهم ان الوزن ألف قنطار كما ورد في رحلة التيجاني (ص322) ولم يكن مائة من الرجال يستطيعون فتح الباب وإغلاقه فأمر المهدي أن يكون مداره على الزجاج فهان أمره وسهل فتحه وإغلاقه. كما أمر المهدي بحفر مرسى المدينة في الحجر الصلد، وحصنه تحصينا، وابتنى دار الصناعة يصفها التيجاني بأنها من عجائب الدنيا. وبنى المهدي القصور الشامخات والجابيات ملأها ماء ومازال منها بعض الآثار وردم من البحر جزءا كبيرا أدخله في المدينة، وبنى الجامع الأعظم الشامخ اليوم في هذا الجزء. ومن قصور المهدي نذكر قصرا محلّى بطيقان الذهب، وبنى ابنه أبو القاسم بجانب هذا القصر قصرا عرف باسمه.