عملا بحق الرد فإن وزارة الثقافة توافيكم بما يلي: لقد آثرنا في البداية عدم الرد عما ورد بصحيفتكم بتاريخ 23 جويلية 2012 وتحديدا الصفحة 14 بعنوان «وصلتني تهديدات والوزارة عاقبتني انتصارا للسلفيين» ولكن وقد توالت تصريحات الممثل جمال المداني في أكثر من صحيفة فإننا رجحنا مضطرين تقديم التوضيح التالي: لقد ورد في احدى الصحف اليومية ان الممثل المذكور اختار مقاطعة المهرجانات الصيفية «وبرر المداني موقفه بغياب الظروف التقنية المناسبة في أغلب فضاءات هذه التظاهرات الثقافية فضلا عن تدني الكاشي الخاص لعرض المسرحية واستحالة حصول الممثل على مستحقاته المالية قبل العروض ووجوب الانتظار الى ان يتم جمع المداخيل «وذلك في تناقض صارخ مع ما ورد على أمواج اذاعة كاب أف. أم التي أوردته جريدة الشروق بتاريخ 23 جويلية 2012 وتحديدا بالصفحة 14 من ان الاقصاء الذي مارسته الوزارة ضده اليوم من خلال حرمانه من المهرجانات لن يزيده الا اصرارا وهو ما يدعمه الموقف.
فهل اختار جمال المداني مقاطعة المهرجانات للأسباب المذكورة أم أقصته الوزارة. أما الأمر الثاني وهو الأهم فيتعلق بصفة جمال المداني ذلك أن: مسرحية خويا ليبر، هي من انتاج شركة أنس لفنون الركح وهذا الهيكل هو حاليا في وضعية غير قانونية وعلى صاحب الهيكل السيد منير العرقي تسوية الوضعية القانونية للشركة المذكورة. هذه المسرحية تمت برمجتها في الصائفة الماضية ولم تلق الاقبال المنتظر. صاحب الهيكل المذكور السيد منير العرقي (لم يقدم الملف الفني لانتاجه المسرحي لإدارة الفنون الركحية) وبالتالي فإن هذه العوامل الموضوعية كانت وراء عدم البرمجة خلال المهرجانات الصيفية.
إن منتج ومخرج مسرحية «خويا ليبر» هو السيد منير العرقي وهو عضو في لجنة توزيع العروض المسرحية المدعومة ولم يدل بأي ملاحظة حول اقصائه بل اعترف بالخطإ القانوني للهيكل.
لذلك فإن العروض المبرمجة تخصص لأعمال تقدمها هياكل (مخرج وشركة) مما يجعل زاعم الضرر لا صفة له أصلا. يتعمد الممثل الى طمس حقيقة دعم وزارة الثقافة لانتاج شركة الركح الصغير من خلال برمجة مسرحية «زنقة عنقني» بالعروض المدعومة والتي يقدم فيها جمال المداني دورا رئيسيا.
ولذلك فإن البحث عن دور الضحية واغتنام فزاعة السلفية تجارة مربحة لم تعد أمرا مفيدا، حيث ان الوزارة ومهرجاناتها وهيكلها وهي تبرمج للأعمال المسرحية وغيرها غير خاضعة مطلقا للضغوطات والإكراهات والابتزاز. ان برمجة أعمال «فايسبوك» و«الخلوة» و«بورقيبة السجين الاخير» و«صاحب الحمار» لمسرحيين يعتبرون من أشد مناهضي التيار السلفي يجعل أطروحة الاقصاء تتهافت.
وفي الاخير نرجو من الممثل المذكور التخلي عن فكرة الاقصاء التي تسكنه ويمارسها في الكثير من المواقع على غيره والابتعاد عن لعب دور الضحية للتفرغ للإبداع الذي ننتظره منه.