في الحلقة الجديدة من مسيرة البطل الأولمبي محمد القمودي نستعرض مشاركة بطلنا الأولمبي في أول سباق رسمي بتونس والبطولة العالمية العسكرية بأمستردام. في جوان 62، فتحت صفحة جديدة لرياضة العدو في تونس، إذ نظمت أقوى مسابقة شملت أقوى العدائين الموجودين انذاك بالإضافة إلى الوجوه الجديدة مثل القمودي وذلك للإحراز على بطولة تونس فاشتد التنافس وكثرت الترجيحات والتعليقات وكانت في مجموعها ترشح فوز الخماسي لما كان يتمتع به من لياقة بدنية وخبرة في تلك المسافات زد على ذلك أن القمودي أو غيره من العدائين لم يبرز ولو مرة واحدة أمام الخماسي إلى حد ذلك الوقت لكن هذه المسابقة جاءت بالمفاجأة إذ أدرك الوجه الجديد، ذلك الشاب الأسمر اللون، النحيف البنية، خط الوصول (ملوحا برأسه يمنة ويسرة) مسجلا الرقم القياسي التونسي الجديد في مسافة 5000م (14د41ث) فازداد نشاطا وحزما وجدية وفي صيف 62، كانت البطولة العالمية العسكرية ب«أمستردام» والتي تشارك فيها تونس لأول مرة بالقمودي والعياشي والحناشي وشمام ومهذب وبن صالح وكان من المقرر أن أن يجري القمودي مسافة 1500متر لكن بمقارنة الوقت الذي حققه في هذه المسافة تبين أن العدائين المشاركين فيها لهم أوقات يصعب إدراكها وخاصة في تلك الفترة مثل «فادو» فاضطر السيد حسين حمودة إلى تشريكه في مسابقة 10000 متر وبذلك وقف القمودي ولأول مرة في سباق عالمي، جنبا إلى جنب مع أبطال عالميين مثل «كلاركس» من بلجيكا الفائز بالبطولة العسكرية العالمية في تلك المسافة منذ سنوات على التوالي، وغازي وسعيد وعلال من المغرب وغيرهم من أمريكا وفرنسا. وبعد الكلمترات الأولى بدأت المجموعة تتفكك حتى انفردت مجموعة صغيرة بالطليعة تضم العدائين كلاركس والخماسي وسعيد وعلال والقمودي، وكان إذاك يجري جنبا إلى جنب مع الخماسي بينما تقدمهما كل من كلاركس وسعيد اللذان اشتد بينهما التنافس ولم يشأ أحد مشاركتهما، وبقى القمودي يحرسهما عن قرب وفي بداية الأربعمائة مثر الأخيرة، اندفع بكل ما أوتي من قوة وخرج عن المجموعة منفردا، وحاول كل من كلاركس وسعيد، والحناشي اللحاق به لكن كان وقتها قد أدرك خط الوصول قبل الخماسي الذي احتل المرتبة الثانية وكلاركس المرتبة الثالثة وكم كانت الدهشة عظيمة إذ لم يكن أحد يتوقع مثل هذا الانتصار ولا أحد كان يتوقع أن يحرز هذا الشاب التونسي على الميدالية الذهبية.