ليس حال الحيوانات البرية في القصرين أقل سوءا من حال المواطن. فالثروة الحيوانية يتهدّدها الانقراض جرّاء الصيد الجائر وغير المرخص وخاصّة (الغزال والأرنب والحجل) حيث ازدادت عصابات الصيد العشوائي وتعدّدت أساليبهم ليخرجوا ليلا تحت جنح الظلام وفي غفلة من أعوان إدارة الغابات لتنفيذ مخطّطاتهم في حق الثروة الحيوانية للبلاد حيث تستعمل الكاشفات الضوئية (Les projecteurs) والدّراجات النارية من نوع «Forza» وكذلك السيارات مستعينين في ذلك بالأسلحة والبنادق كأدوات لتنفيذ جرائمهم. فالصيد أثناء الليل باستعمال الأضواء الكاشفة من شأنه أن يقضي على الثروة الحيوانية في غضون أيام فقط نظرا لسهولة الإيقاع بالفريسة أثناء الليل حيث يفقد الأرنب البري التركيز عند تسليط الأضواء الكاشفة عليه مما يجعله غير قادر على الرؤية والحركة وهو ما يجعل المحصول من الصيد وفيرا وقد يصل العدد إلى ثلاثين أرنبا في الليلة الواحدة!! وتعود هذه العشوائية الى غياب الرّقابة الإدارية والأمنية التي فسحت المجال لهذه العصابات التي تعمل بالليل لتعيث في الأرض فسادا.