تتعدد الدروس الدينية في المساجد، وتنحصر وظيفتها في الارشاد والدعوة الى الخير والحثّ على التمسّك بالأخلاق الرفيعة وآداب القرآن الكريم، والتحريض على العمل الصالح والتعامل وتطهير القلوب من الحقد والحسد والضغينة وكل شرّ. وتكتسي الجوامع والمساجد في كامل تراب الجمهورية حلّة قشيبة من الأنوار والابتهاج وكل ليلة تقام صلاة التراويح، فتعلو أصوات القراء وأئمة الجوامع والمساجد بذكر الله تعالى، فتتضوّع بركة القرآن الكريم الذي أنزل في هذا الشهر، وجاء به جبريل الى محمد صلى الله عليه وسلّم فكانت المعجزة التي لا مثيل لها، معجزة كتاب الله تعالى بما فيه من عبر وتشريع وقصص الأولين وتاريخ الأنبياء والرسل وأحكام وتعاليم أخلاقية خالدة.
وكانوا في القديم بتونس وفي كثير من البلاد الاسلامية يزيدون وقود القناديل الكثيرة، ولا يبقى في الجوامع والمساجد قنديل ولا شيء مما يوقد الا أوقدوه حتى أنهم جعلوا الحبال في الأعمدة وعلّقوا فيها القناديل وأوقدوها. وبعضهم كان يلوّن الماء الذي في القناديل بحمرة أو بلون آخر، والعادة في أغلب المساجد إبقاء القناديل متقدة الى ضحوة عيد الفطر. او تبقى متقدة حتى تنطفئ بنفسها ولو بعد العصر.
وبعد انقضاء شهر رمضان يأخذ الغسّال القناديل ويخبئها لهذا الشهر، وفي بعض المساجد والجوامع الأخرى تطفأ القناديل عند طلوع الشمس علامة على تحريم الأكل والشرب وحلول موعد الإمساك.