أصدر قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس بطاقة ايداع بالسجن في حق شاب عمد الى احراق جسد صديقته بواسطة مادة سائلة داخل حديقة عمومية على اثر خلاف نشب بينهما بسبب اصرارها على انهاء علاقتهما والارتباط بابن عمها المقيم بالخارج. وجاء في محاضر باحث البداية ان مكالمة وردت على أعوان أحد المراكز الأمنية مصدرها أحد مستشفيات وسط العاصمة مفادها قبول فتاة وهي بحالة خطيرة نتيجة حروق طالت أجزاء هامة من جسدها وتم الابقاء عليها تحت العناية المركزة، بحسب إصاباتها.
بينت الأبحاث أن الفتاة كانت على علاقة بأحد الشبان ودامت علاقتهما ثلاثة أعوام، تغيّر اثرها سلوك الفتاة تجاه صديقها وأضحت تختلق الأسباب حتى لا تلتقي به وهو ما أثار شكوكه في حقيقة أسباب جفائها منه.
فاتصل بها وطرح تساؤلاته على مسامعها فأفادته بأنها تعاني من مشاكل مع أسرتها وان تلك المشاكل أثرت سلبا على نفسيتها الا ان الصديق لم يقتنع بتبريراتها وواصل علاقته مع الفتاة. وظل بين الحين والآخر وعن طريق بعض أقاربها وأصدقائها يتثبت في حقيقة مشاكلها مع عائلتها الى ان توصل الى معلومة مفادها ان صديقته راغبة في الاقتران بابن عمّها وهو شاب وسيم يقيم خارج البلاد التونسية وتحديدا باحدى البلدان الأوروبية.
فاتصل مجددا بصديقته طلبا للقائها وهو ما حدث لاحقا حيث التقيا بإحدى الحدائق وتبادلا أطراف الحديث قبل ان يطرح عليها سؤالا حول حقيقة علاقتها بابن عمها فلم تنف الأمر، بل وكانت أكثر صراحة عندما أفادت صديقها بأنها راغبة بشدة في الارتباط بابن عمها ومصرة على ذلك. وهو ما صدم صديقها الذي تظاهر بالاستئذان لجلب علبة سجائر من أحد الباعة ولدى عودته فاجأ صديقته بسكب مادة سائلة على جسدها وأضرم فيها النار ولاذ بالفرار، غير ان عددا من رواد الحديقة تفطنوا الى الحادثة وسارعوا بنقل الفتاة الى المستشفى وهي في حالة خطيرة في حين تم القاء القبض على صديقها الذي اعترف بحيثيات الواقعة وعبّر عن ندمه عما صدر عنه. وتتواصل التحقيقات في ملف القضية في انتظار تطور الحالة الصحية للفتاة.