هادئة.. في حديثها تكتشف أنك أمام سيدة واثقة مما تقول.. مؤمنة بما تعمل.. طموحة ترفض الدون وتتوق الى الأفضل والأرقى والأجمل.. تربطها بإذاعة تونس الدولية علاقة متينة، ثابتة، راسخة على امتداد أكثر من ثلاثين سنة. أسّست خلالها تقاليد في العمل الاداعي منشطة ومذيعة.. وها هي اليوم تشرف علي تيسير دواليب هذه الاذاعة بثبات وتفاؤل بالمستقبل هي دنيا الشاوش التي التقيناها في الحوار التالي:
دنيا الشاوش بعدما تمّ تثبيتك رسميا مديرة لإذاعة تونس الدولية.. أين تبدأ مهامك وأين تنتهي؟
مهمتي كمديرة لإذاعة تونس الدولية تبدأ عند توفير ظروف العمل المريحة لكل العاملين في هذه الاذاعة.. وهي ظروف ذات طابع مادي، حيث أساعد في كل ما له علاقة بالسير الطبيعي للعمل.. لإيماني بأن توفير مناخ مهني واجتماعي سليم يساهم حتما في ضمان الاضافة للمتلقي فعندما يشعر المنشط بالراحة النفسية فإنه يعطي كل ما عنده بكل حبّ.
ما هو مدى تدخلك كمديرة في تحديد برامج الاذاعة؟
ما لا يعرفه الكثير أننا في إذاعة تونس الدولية كرسنا مفهوم العمل الجماعي بمعنى أننا بعثنا لجنة تشرف على تحديد البرامج وتقدم المقترحات.. ودنيا الشاوش عضو في هذه اللجنة التي تناقش وتقترح وتحدد الخطوط العريضة لبرامج وتقدم المقترحات.. ودنيا الشاوش عضو في هذه اللجنة التي تناقش وتقترح وتحدّد الخطوط العريضة لبرامج الاذاعة بكل حرية ونزاهة بعيدا عن الاملاءات مهما كانت.
ألا تمارسين نوعا من السلطة في هذه الاختيارات؟
أرفض التسلّط.. فدنيا الشاوش مؤمنة بالعمل الجماعي وهو اختيار أدافع عنه بكل قوة لإيماني الراسخ أن كل من يروم كسب الرهان المعني عليه أن يعتنق مبدأ الحوار والنقاش وتبادل الرأي بعيدا عن التعصّب والمحسوبية وحب التسلّط.. وأشير في هذا المجال أن فكرة تنظيم يوم خاص كل شهر للاحتفاء بأحد بلدان العالم هو مقترحي الذي عرضته على اللجنة. وقد نال هذا المقترح كل ما يستحق من نقاش وتمحيص بكل ديمقراطية لتتم الموافقة عليه.
ما هي فلسفة هذا المقترح؟
إذاعة تونس الدولية تتحدث في برامجها الى جانب الفرنسية الانقليزية والاسبانية والألمانية والايطالية.. وهذا يعني أننا نعمل على تقديم صورة تونس الى المستمعين في الخارج.. جاءت هذه الفكرة لمزيد تمتين الصلة لهؤلاء المستمعين من خلال محطات وبرامج متنوعة تكشف خصوصيات ومميزات البلد المحتفى به.. نحن في هذا اللقاء الشهري نفتح نافذة مشرّعة على ثقافة الآخر وخصوصياته في كل المجالات الحياتية.. نحن نسافر في هذا الموعد مرة كل شهر في عادات وتقاليد وخصوصيات البلد.. ندخل المطبخ ونغوص في الابداع الثقافي ونتوقف عند إبداعه الرياضي وغير ذلك من الاهتمامات.. نسعى الى ذلك من خلال ربط الصلة بأهل البلد المحتفى به الذين يعيشون في تونس الى جانب محطات خارجية مع عدد مواطني البلد حيث مكان سكناهم.
نعم.. وهذا فخر لنا على اعتبار أن جمهور إذاعة تونس الدولية خاص.. فهو من الأجانب بدرجة أولى لذا فإن الجهد منصبّ على تمتين الصلة بهذا الجمهور الذي يرتبط بعلاقة خاصة بالاذاعة.
في شهر جوان كانت إيطاليا ضيفة البرنامج الخاص اعتبارا لاحتفالها بعيدها الوطني وفي جويلية كان الدور على فرنسا في عيدها الوطني (14 جويلية) واخترنا في هذا الشهر بلدا عربيا هو المغرب في ذكرى عيد العرش وسيكون اللقاء بعد ذلك مع اسبانيا فألمانيا.. وفي الاثناء نعمل حاليا على إعداد يوم خاص بالمرأة في عيدها يوم 13 أوت نقطع فيه مع عادة اللقاء بأول امرأة قائدة طائرة.. أول أول امرأة قاضية..
هل يعني أنك تقودين ثورة إعلامية داخل إذاعة تونس الدولية؟ ليس الأمر كذلك على اعتبار أن إذاعة تونس الدولية لها خصوصياتها المعروفة عنها منذ التأسيس.. لا أخفي سرّا أن إذاعة تونس الدولية لها خصوصياتها المعروفة عنها منذ التأسيس.. لا أخفي سرّا أن إذاعة تونس الدولية لم تكن تجد الاهتمام ورغم ذلك فإننا لم نخرج قيد أنملة عن خطنا التحريري الذي ينتصر للحرية ودقّة المعلومات والنزاهة والموضوعية والجدية والدفاع عن شرف المهنة من كل محاولات التدنيس.
كنا ومازلنا وسنبقى كصوت اعلامي عمومي نتعامل بمصداقية مع المتلقي.. لا هتك للأعراض ولا تعدّ على الأخلاق ولا فبركة للأخبار.. ولا إثارة.. نحن نتعامل بمصداقية ونزاهة بعيدا عن كل ما من شأنه يؤثر سلبيا على نزاهة وصفاء وقوة وموضوعية الرسالة الاعلامية.
لكن ألا يمكن الحديث عن جرعة جديدة لإذاعة تونس الدولية في حرية التعاطي مع المواضيع المسكوت عنها وحتى في بث الأغاني ذات الطابع الملتزم؟ لا يمكن الحديث في اذاعة تونس الدولية عن مثل هذه الجرعة على اعتبار انها اذاعة تتعاطى بكل شفافية مع كل المواضيع المحظورة وبموضوعية.. أما على المستوى الأغاني ذات الطابع الثوري والملتزم فإن اذاعة تونس الدولية كانت سباقة في بث هذه الأغاني منذ فترة ما قبل الثورة وتكفي الاشارة هنا بدرجة أولى الى الزميل العزيز الحبيب بلعيد الذي كان يؤثث برامجه بأغاني الشيخ إمام ومرسال خليفة وآمال المثلوثي.. اذاعة تونس الدولية تختلف في برامجها عن باقي الاذاعات العمومية هو قدرنا الذي نسعد به.
الآن وبعد الثورة.. هل حدث ان تعرضتم لضغوط ما؟ لا لم يحدث هذا مطلقا سواء قبل أو بعد الثورة.. نحن نقدم مادة اعلامية نقية من كل الشوائب تضمن الاضافة وتفيد المتلقي.
اذاعة حرّة لا ولاء فيها لأي أجندا سياسية؟
لا تحزّب ولا أجندا سياسية معينة في خط اذاعة تونس الدولية التحريري.. نحن نتعاطى بحرفية مع كل الأخبار بعيدا عن الاثارة.. نبحث ونتأكد ونجتهد في تقديم المعلومات بكل نزاهة وموضوعية واذا تعلق الامر بتصريح فنحن نبحث ونتأكد قبل اذاعته خاصة اذا تعلق الامر بمعلومة هامة وأكيدة. تناقلت عديد المواقع الاجتماعية ان تثبيت دنيا الشاوش على رأس اذاعة تونس الدولية يعود الى ميولاتك لحركة النهضة. سامح ا& من كان وراء هذا الامر.. إنني أعرفهم.
من يكونون؟
هم منتجو ومقدمو برنامج «Chocolat chaud» الذي توقف بعد اعتماد شبكة برامج جديدة.. وما لا يعرفه الجميع أن اذاعة تونس الدولية تعتمد شبكة برامج متحركة.. ولما توقف البرنامج قالوا «إن دنيا الشاوش نهضوية» لكن فات الجميع أن دنيا الشاوش لا علاقة لها بالسياسة والتحزّب لا من قريب ولا من بعيد.. دنيا الشاوش اعلامية بالأساس وستبقى كذلك ولاؤها مطلق لهذه المهنة الشريفة وللمستمع الوفي لإذاعة تونس الدولية.. لقد حزّ في نفسي كثيرا مثل هذا الامر على اعتبار أنني من المدافعات بقوة على حقوق الصحفيين والساعية بجد الى توفير كل أسباب النجاح لأصحاب هذه المهنة النبيلة.