بسبب ما سيحققه التعبيد المتوقع والمنتظر منذ سنوات عديدة للطريق الفلاحي الرابط بين معتمدية الصمار وعمادة النفاتية (معتمدية بنقردان)، أي مع الطريق الدولي من وظائف متعددة ستعود بالنفع على كافة مواطني ولايتي تطاوين ومدنين، فقد بات من المنتظر الشروع في تفيذ هذا المشروع الذي يعتبر مثالا حقيقيا لمفهوم التنمية المتكاملة. ومما يبعث على التفاؤل به أن طوله لا يتجاوز 22 كيلومترا وأن هذه المنطقة لاتزال بحاجة الى مزيد الربط بلطرقات مع الجهات المجاورة وخاصة منها الساحلية. ذلك أن ربط هذا المركز الحضري الناشئ والمناطق الريفية المجاورة له وبفضل ما تتمتع به منطقة الصمار من موقع وما تقوم به وعماداتها من وظائف تنموية هامة في مجال تربية الماشية والفلاحة السقوية وتوفير أنواع ممتازة من الرخام وحجارة الزينة وما اكتشف بالمنطقة من ثروات هائلة من الجبس فضلا عما أظهرته الدراسات من مخزون الاملاح في بعض السباخ وكذا ما تتمتع به معتمدية الصمار من مواقع أثرية وقصور سهلية وجبال وواحات وسهول رعوية وصحارى، كل ذلك يعتبر في تقديرات المختصين في التخطيط التنموي خير دليل على أن هذه المنطقة سيكون لها مستقبل هام في جهة الجنوب التونسي عامة وخصوصا في المجالين الفلاحي والسياحي. كما أن مناطق عديدة بالمعتمدية ظلت مشدودة منذ القديم بالجهة الساحلية (جربة وجرجيس) مثل ارتباطها المستمر مع مدينتي تطاوين وبنردان. ومن هذه المناطق والتجمعات: الصمار المدينة وقرى قصر عون وبني مهيرة والمرة وكرشاو والغرياني وقلب الرخم وبني أحمد ووديات عبد الونيس والرهاش وغيرها... إن تعبيد هذا الطريق في أقرب الآجال سيسهل قضاء مشاغل المواطنين ممن تربطهم علاقات فلاحة وتجارة وسياحة وعمل ودراسة بشمالي الجهة. وليس أدل على ذلك مما يعانيه بعض ملاكي غابات الزيتون في جرجيس والغرابات، والمهاجرون من أبناء المنطقة أثناء سفرهم أو عودتهم الى مطار جربة. أما الفوائد المباشرة والتي لا تقل قيمة عن الفوائد المذكورة فهي تلك التي ستعود على التجمعات الريفية والفلاحية التي توجد على امتداد هذا الطريق وأهمها: قصر الحاج أحمد حيث بعثت قرية سرعان ما حظيت بتدخل الصندوق الوطني للتضامن الوطني الذي جعل منها مجالا لطيب العيش والاستقرار، ودشرة الغلظاوة التي تمتعت بالطاقة الكهربائية والتي تحولت بعد تصفية وضعية الاراضي الاشتراكية بها الى منطقة فلاحية هامة لغراسة الزياتين، وتجمعات أخرى بعمادة النفاتية ومنها تجمع مزطورة. إن الانطلاقة المنتظرة لتعبيد هذا الطريق وتحديدا من حي الثكنة بالصمار الى قرية النفاتية على الطريق الدولي تونس ليبيا، سيساهم في تحقيق طموح جهوي كبير بفضل ما سيحققه من أهداف تنموية جهوية ووطنية وهو ما أكد عليه الدارسون والملاحظون والمخططون منذ سنوات وخاصة في الدراسات الاستراتيجية الرائدة التي أنجزها ديوان تنمية الجنوب منذ عقود من الزمن وبالاخص حينما طالبوا بربط الساحل بالجفارة وبالتالي بالوعرة حيث المراعي الخصبة التي تشكل رصيدا استراتيجيا للتنمية الفلاحية ليس بالجنوب فقط بل بالنسبة لتونس بأكملها. * أستاذ علم الاجتماع الريفي بالجامعة التونسية ورئيس جمعية صيانة القصور السهلية بالصمار تطاوين