وكأن كرتنا في حاجة الى مزيد من الالام، ها هي الهيئة الوطنية للتحكيم الرياضي (الكناس) تدلو بدلوها في هذا الذي يحدث عندنا باتخاذ قرار يقضي باعادة لقاء الترجي الرياضي التونسي والنجم الرياضي الخلادي، فهو قرار كان من المفروض التريث والتروي قبل الاعلان عنه والأمر يتعلق بالجانب القانوني إذ غاب عن أعضاء هذا الهيكل الموقر أن القانون ينص على «أن كل مقابلة معادة يجب ان يخوضها الفريقان بنفس اللاعبين الذين كانوا على ذمتهما في المباراة التي تمت اعادتها»، وهنا يطرح السؤال: كيف ستتعامل هذه الهيئة مع هذه الوضعية الشائكة والحال أن كلا الفريقين شهد تغييرات في الرصيد البشري للمباراة الاولى وخاصة النجم الرياضي الخلادي الذي انتدب جيشا من اللاعبين بعد رحيل عدد كبير من عناصره وهذا المأزق لا ندري كيف ستخرج منه هيئتنا المسكينة، وكيف سيكون موقفها لو يقوم أحد الفريقين في المباراة القادمة (أي المباراة المعادة) بتقديم احتراز ضد المنافس بسبب عدم تطبيق هذه النقطة القانونية؟ على أنه من المهم التنديد مقابل ذلك برد فعل رئيس النادي الرياضي البنزرتي الذي أطلق العنان لتصريحات لا تنم الا عن عقلية اعتقدنا أنها ولت واندثرت ملوحا بالانسحاب من البطولة وهو ما زاد في توتير الاجواء وأثار ردود فعل الانصار الذين قاموا باعتصام احتجاجا على هذا القرار وقد كان من الأوجه أن يكون رئيس هذا النادي قدوة حتى لا يقال عنه «إذا كان صاحب الدار بالطبل ضاربا فلا تلومن الصغار عن الرقص».