ينفذها: رأس الحربة هل كُتب على كرتنا أن تعيش الأزمة تلو الأخرى؟.. وهل كُتب علينا أن نظل شهود زور على ما يحدث في الساحة من خروقات وتجاذبات وصراعات بلا آخر؟.. سيسجل التاريخ أن كرتنا تعيش أسوأ موسم لها بعد انغماسها في قاع العنف المادي والمعنوي على وقع القرارات والقرارات المضادة. فبعد سلسلة التحركات السوداء التي أدت إلى إخلاء الملاعب من روادها وإضفاء الأجواء الجنائزية على مباريات الكرة.. ها أن الهياكل الرياضية تدخل بدورها الحلبة لتدلي بدلوها وتزيد الوضع تعقيدا وترمي بعود الثقاب في برميل الوقود!.. وعود الثقاب جاء هذه المرة من «الكناس» المؤهلة للبت النهائي في القضايا الرياضية باعتبارها سلطة من الدرجة العليا.. «الكناس» نظرت في طلب الترجي الرياضي نقض القرار الصادر عن الرابطة والقاضي باعتبار النتيجة الحاصلة على الميدان بين نجم بني خلاد والترجي التونسي دون اعتبار الاتفاق الثنائي الحاصل بين الطرفين بخصوص إجراء مقابلتي الذهاب والإياب. «الكناس» وبعد صمت طويل قررت نقض قرار الرابطة وقضت بإعادة تلك المباراة التي انتهت بالتعادل.. أنا لا أريد الدخول في نقاش قانوني في هذا الشأن رغم أن هناك ما يقال في الموضوع اعتبارا لتأويل الرابطة الذي يتسم بتعلقه بالقانون وروح القانون من خلال عدم الأخذ بعين الاعتبار الاتفاق الثنائي الذي لا يمكنه أن يلغي مقتضيات النص القانوني.. رغم كل ذلك فإنه لا يمكن أن نمر على قرار «الكناس» دون الدخول في ماهيته الحارقة ونتائجه الخانقة.. كيف صمتت هذه المؤسسة مدة طويلة لتتحرك الآن والبطولة في حالة توقف لتصدر حكمها..؟ لقد دارت المقابلة المعنية في الجولة الخامسة (إيابا).. ونسي الناس حكاية التعادل بمن فيهم أحباء الفريقين ولاعبوهما ومسيروهما.. فلم تحريك السكين وفتح الجرح مجددا؟ إن الظرف الحالي الذي تمر به كرتنا لا يسمح بمثل هذه القرارات التي- بالإضافة إلى انعكاساتها المباشرة على الجو العام- تشكل سابقة قانونية قد تقلب كل التنظيمات والترتيبات رأسا على عقب. إن ذلك سيتيح للنوادي مستقبلا التصرف في تنظيم المباريات ذهابا وإيابا وفق اتفاقيات ثنائية تحت أي تعلات ومبررات!. ما الحل.. وقد أعلن كل من النادي البنزرتي والنجم الخلادي أنسحابهما من البطولة.. أي «الدخول بها.. في حيط»؟ هناك حلان لا ثالث لهما: أن يعلن الترجي عدم التزامه بهذا القرار.. وبذلك يكبر في عيون الجميع أو أن تقرر وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية إيقاف البطولة هذا الموسم والاستعداد لبداية مبكرة للموسم الجديد.. وكفى الله الجميع شر الانقسام والاتهام.. «الكناس».. اختارت تكسير الراس وتطيير النعاس. خسارة!. وغدا ألاقيكم وأشد على أياديكم..